4:31 PM
تحليل سياسي

المعارضة تطلب جلسة مناقشة برلمانية حول الحرب وتداعياتها
ميقاتي: لا تطمينات ولا ضمانات والتطورات الميدانية تدعو للحذر
نواب "الثنائي" يرفضون التشاور...بو حبيب: تشاؤم اقل بنشوب حرب

المركزية- يشبه المناخ السياسي المشدود السائد في البلاد في الايام الاخيرة احوالها الأمنية الميدانية المرتفع منسوب خطرها الى الحد الاقصى بعد استهداف اسرائيل مخزن اسلحة وصواريخ لحزب الله في عدلون تسبب بانفجارات متتالية وتضرر قرى مجاورة. حتى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي لا يملك تطمينات ولا ضمانات بعدم تفلت الاوضاع بل يدعو للحذر، ولو انه يواصل السعي الحثيث ،على حدّ قوله، لمعالجة الوضع. وكحال الميدان هو احوال السياسة، وملفها الرئاسي اذ يبدو ان نواب كتلتي الثنائي الشيعي، بأمر من قيادتيهما طبعا يرفضون مجرد لقاء نواب المعارضة لعرض مبادرتهم للحوار والانتخاب، في مؤشر الى عدم الرغبة بالحل واستتباعا بانتخاب رئيس جمهورية، ذلك ان اهتماماتهم غزاوية حدودية جنوبية ولا مكان للرئاسة في جدول اهتماماتهم راهنا.

مناقشة الحرب: وفي انتظار زيارة رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو الى واشنطن وكلمته امام الكونغرس في 24 الجاري، لا جديد بارزا في الميدان اللبناني الجنوبي سُجل اليوم. في المقابل، تقدم نواب المعارضة، بعريضة طالبوا فيها رئيس مجلس النواب نبيه بري، بعقد جلسة مناقشة حول مسألة الحرب القائمة وتداعياتها. وتلا النائب سليم الصايغ، نص العريضة من ساحة النجمة وجاء فيها: مع وصول التصعيد والتهديدات الى أعلى مستوى منذ الثامن من تشرين الاول الماضي وازدياد المخاوف من توسع رقعة الحرب الدائرة والتي كلفتنا حتى الان المئات من أرواح اللبنانيين والالاف من الوحدات السكنية المدمرة بالكامل عدا عن الاضرار الاقتصادية والبيئية من جراء الاعتداءات الاسرائيلية اليومية، ومع ما يرتبه هذا التصعيد من تداعياتها على لبنان وشعبه على مختلف الاصعدة والمناطق ، لا سيما في ظل الازمات السياسية والاقتصادية والمالية التي تعصف بالبلد وفي ظل استمرار تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية يعيد انتاج السلطة وانتظام المؤسسات تقوم بدورها الدستوري في مواجهة المخاطر التي تحدق بلبنان. ومن منطلق المسؤولية الوطنية وفي ظل تخلي حكومة تصريف الاعمال عن دورها في التعاطي مع هذه الحرب، وتخليها عن مسؤوليتها منذ يومها الاول، والتي يجب على المجلس النيابي مطالبتها باستعادتها عبر المبادرة في اتخاذ الاجراءات التالية: 1 - وضع حد للاعمال العسكرية كافة خارج إطار الدولة اللبنانية وأجهزتها التي تنطلق من الارايضي اللبنانية ومن اي جهة كانت. 2 - اعلان حالة الطوارىء في الجنوب وتسليم الجيش اللبناني زمام الامور فيه. 3 - تكليف الجيش اللبناني بالتصدي لاي اعتداء على الاراضي اللبنانية. 4 - التحرك على الصعيد الديبلوماسي من أجل العودة الى اتفاقية الهدنة الموقعة عام 1949 وتطبيق القرار 1701 كاملا. وبناء على المادة 137 من النظام الداخلي لمجلس النواب نتقدم اليكم بطلب عقد جلسة لمناقشة الحكومة بموضوع الحرب القائمة ومنع توسعها وتقاعسها من قيامها بواجباتها الدستورية، ومطالبتها باتخاذ الاجراءات اعلاه فورا، متمنين حصول هذه الجلسة في اقرب فرصة".

تدعو للحذر: في الغضون، وعن الوضع في الجنوب قال رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اليوم: "إن التطورات الميدانية الحاصلة في الايام الاخيرة تدعو الى الحذر طبعا ولكننا نواصل البحث مع المعنيين والاتصالات الديبلوماسية المطلوبة لمنع تفلت الامور الى ما لا تحمد عقباه. لا يمكننا القول إن هناك تطمينات وضمانات لان لا احد يضمن نوايا العدو الاسرائيلي ولكننا نواصل السعي الحثيث لمعالجة الوضع". وعن ملف التجديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب" اليونيفيل" قال: "إننا نواصل الاتصالات الديبلوماسية من اجل تأمين تمديد هادئ لولاية اليونيفيل التي نقدر عاليا الدور الاساسي الذي تقوم به في الجنوب والتعاون المثمر بينها وبين الجيش. ومن خلال الاتصالات التي اجريناها لمسنا حرصا على المحافظة على هذا الدور لا سيما في الظروف الدقيقة التي يمر بها الجنوب.

بوحبيب: واجتمع ميقاتي مع وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب الذي قال بعد اللقاء "اطلعت دولة الرئيس ميقاتي على نتائج لقاءاتي في الولايات المتحدة، وابلغته ان هناك شبه اتفاق على تجديد عمل قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان لمدة سنة بالشروط ذاتها ومن دون اي تعديل، ووضعته في اجواء الاجتماعات التي عقدتها مع عدد من المسؤولين الاميركيين والأوروبيين الذين شددوا على اهمية عدم توسيع الحرب في الجنوب، والعمل على عدم تصعيد الاعمال العسكرية في الجنوب. لذلك هناك نوع من التفاؤل او اقل تشاؤمًا في موضوع نشوب حرب واسعة على لبنان".

عين التينة: وفي المواكبة الخارجية للتطورات، إستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، وفدا من "مجموعة العمل الاميركية من اجل لبنان" (تاسك فورس فور ليبانون) برئاسة ادوارد غبريال وعضوية نائب رئيس المجموعة نجاد عصام فارس، حيث جرى عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة.

العراق ولبنان: من جهة اخرى، قال ميقاتي العائد من العراق أمام زواره في السراي"إن المحادثات في بغداد ستستكمل في خلال اجتماع اللجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين نهاية ايلول المقبل في بيروت والتي ستكون فرصة لتفعيل الاتفاقيات الموقعة وتوقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم لتعزيز الشراكة بين البلدين. كما تناولنا بالبحث سبل تفعيل قطاع النقل البري والبحري والجوي وفق الاتفاقيات الموقعة وتوقيع اتفاقيات جديدة في مجالات النقل والزراعة والتجارة. وقد جددت دعوة رئيس وزراء العراق لزيارة لبنان في الوقت الذي يراه مناسبا. وردا على سؤال قال: "نحن نقدر عاليا وقوف العراق الشقيق دائما الى جانب لبنان في المجالات كافة، ونشكر لدولة الرئيس متابعته الحثيثة لكل ما من شأنه إن يدعم لبنان ويساعده على تجاوز الظروف الصعبة التي يمر بها، لا سيما لجهة توفير المساعدات في مجالات عديدة وأبرزها النفطية لتشغيل محطات انتاج الطاقة الكهربائية. كما نثمن الرؤية الرائدة التي نشهدها اليوم بفضل حكمة ورؤية الرئيس محمد شياع السوداني وحكومته". وعن ملف الجيش وموضوع رئيس الاركان قال: "لقد اتخذ مجلس الوزراء قراره بتعيين رئيس الاركان وتبقى الاجراءات الاستكمالية محور متابعة. الاساس لدينا هو تحصين المؤسسة العسكرية، ونأمل من جميع القيادات السياسية ان تعي اهمية ابعاد الجيش قدر المستطاع عن التجاذب السياسي والخلافات السياسية".

يرفض التشاور: رئاسيا، وبينما لا مواعيد اعطيت لوفد المعارضة من كتلتي الوفاء للمقاومة والتنمية والتحرير للبحث في مبادرة المعارضة الرئاسية، كتب عضو تكتل الجمهورية القوية النائب جورج عقيص على منصة "إكس": بعد تأجيل/إلغاء موعد لقاء نواب كتلة التنمية والتحرير مع نواب المعارضة للتشاور حول مبادرة هؤلاء الرئاسية، يتضح ان من دعا للـ"حوار" الرسمي لـ ٧ ثم لـ ١٠ ايام يرفض التشاور لمدة عشر دقائق مع المعارضة. من يعرض الأكثر يرفض الأقل، ومن يزيد منسوب التناقض يبلغ احيانا حدّ الانفصام.

الراعي والقوات: وليس بعيدا، استقبل البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي في المقر البطريركي الصيفي في الديمان، عضوي تكتل "الجمهورية القوية" النائبين شوقي دكاش وزياد الحواط، يرافقهما رئيس مكتب التواصل مع المرجعيات الروحية في "القوات اللبنانية" انطوان مراد واعضاء المكتب ايلي شويري، جان موسى وبيار ضو، وعرض معهم الاوضاع العامة لا سيما "اهمية انجاز الاستحقاق الرئاسي، والوضع المؤسف في الجنوب وكان تأكيد على اهمية بناء الدولة واستعادة سيادتها". بعد اللقاء قال مراد باسم الوفد:"تشرفنا اليوم بزيارة صاحب الغبطة والنيافة لاخذ البركة والطلب اليه، كما العادة ، رعاية القداس السنوي لراحة انفس شهداء المقاومة اللبنانية في معراب في الاحد الاول من ايلول المقبل، وتمنينا على غبطته تكليف احد المطارنة لترؤس القداس". وتابع: "تم التداول ايضا بين غبطته والوفد الذي تقدمه النائبان زياد الحواط وشوقي دكاش ، في القضايا الوطنية الراهنة، ان بالنسبة للوضع المؤسف في الجنوب اللبناني او بالنسبة لانتخابات رئاسة الجمهورية. وكان تشديد على اهمية بناء الدولة واستعادة سيادتها ، وعلى اهمية انجاز الاستحقاق الرئاسي في اقرب وقت ممكن وفي اطار الدستور، الاطار الوحيد الذي يؤمن انتخاب رئيس يعيد انتظام الدولة".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o