Sep 04, 2020 4:57 PM
تحليل سياسي

العالم يصلي للبنان ومعه...أمل بحياة بين الموت
الرئيس المكلف يرتب اولوياته: حكومة مصغّرة
الفاتيكان: لبنان ليس وحيدا وقائد الجيش: على مسافة من الجميع

المركزية- طوت اسوأ مأساة في تاريخ لبنان الحديث شهرها الاول على بصيص أمل انبعث من تحت انقاض الدمار في منطقة مار مخايل المنكوبة، سمّر عيون اللبنانيين امام شاشات التلفزة منذ يوم امس، علّ اعمال البحث المستمرة تفلح في انتشال حياة من بين الموت. لبنان المتشحّ بالسواد توحّد مع العالم اجمع في الصلاة والدعاء على نية شهداء جريمة الاهمال الرسمي اللامسؤول، عسى ان تفعل الصلاة فعلها فتقيم الوطن من كبوته وتعود الدولة المسلوبة الى من يستحقها ممن تبقى من شعبها المناضل الصامد في وجه اعتى الازمات على الاطلاق.

مار مخايل: بعد شهر على زلزال 4 آب، بقي الحدث الجلل الذي تمثل في تفجير المرفأ، في الواجهة. وقد أحيت المأساةَ التي عاشها اللبنانيون ذلك النهار ولا يزالون إثر تفجير مرفأ بيروت، العملياتُ المستمرة في مار مخايل منذ عصر امس وبصعوبة بالغة، لمحاولة انتشال "حيّ" مفترض وجثتين من تحت الانقاض.. وقد تم بلوغ مراحل متقدمة في البحث وادخلت فرق الانقاذ، واساسها تشيكي،  آلة مسح بالليزر الى داخل انقاض المبنى المنهار لمحاولة كشف ما يوجد في الداخل. وافيد ان الكاميرا التي ادخلت تحت انقاض مبنى مار مخايل المنهار، اكدت وجود جثة، وشخص على كرسي متحرك يرجح ان اشارات النبض الملتقطة تصدر منه وانها بلغت 7 دقات في الدقيقة. وقد تابع رئيس الجمهورية ميشال عون مجريات عملية البحث عن مفقودين تحت انقاض البناء المهدم في مار مخايل. واتصل بمدير عام الدفاع المدني العميد ريمون خطار واطلع منه على اخر المعطيات.

دقيقة صمت: وليس بعيدا، و بعد مرور شهر على انفجار المرفأ، اعلنت قيادة الجيش ان "اليوم وعند الساعة ٦،٠٧ سنقف دقيقة صمت حداداً على ارواح الشهداء وعلى نية شفاء المصابين بالتزامن مع قرع أجراس الكنائس, ورفع الآذان في المساجد ووقف السير في محيط المرفأ"، فيما كان البابا فرنسيس دعا الى يوم صلاة لبيروت اليوم مشترك بين الطوائف كلّها.

نقاط اديب: اما الملف الحكومي، فلم يشهد جديدا يذكر ولم يظهر الرئيس المكلف مصطفى اديب في اي من المقار الرسمية بعدما زار بعبدا امس، غير ان مصادر سياسية عليمة ابلغت "المركزية" ان اديب يعمل وفق جدول من خمس نقاط- تحديد الاولوية للملفات الاصلاحية السريعة الواجب وضعها موضع التنفيذ فور نيل الحكومة الثقة - رسم خريطة طريق للحكومة منبثقة من الورقة الفرنسية- تشكيل حكومة مصغرة من 14 وزيرا - توزيع الحقائب على الطوائف -انزال الاسماء على الحقائب.

بارولين: ووسط غياب اي حركة سياسية ظاهرة على خط التشكيل، ملأ الساحة الموفد البابوي بيترو بارولين، بعد مغادرة مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الاوسط  ديفيد شينكر الذي اكتفى بلقاءات مع المجتمع المدني ومجموعات في الثورة وسياسيين مستقيلين. بارولين التقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي. وقبل ذلك، زار بعبدا حيث اكد رئيس الجمهورية انه، "بعد مرور شهر على الكارثة التي حلت بلبنان نتيجة انفجار المرفأ، يلبي لبنان نداء الحبر الأعظم قداسة البابا فرنسيس لاحياء يوم صلاة وصوم، فنذكر أرواح الشهداء الذين سقطوا والجرحى الذين أصيبوا والمواطنين الذين فقدوا ذويهم واحباءهم وارزاقهم، ونشدد على ان التحقيقات مستمرة والعدالة ستطبق على كل متسبب او مهمل، وهذا حق اللبنانيين الذين وحدتهم الكارثة وجمعهم الامل".

لبنان ليس وحيدا: كلام الرئيس عون جاء اذا خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، بارولين الذي نقل اليه رسالة تضامن "من البابا فرنسيس الى الشعب اللبناني بجميع فئاته في هذا الظرف الأليم الذي يجتازه بعد الانفجار الذي هز العاصمة بيروت، إضافة الى مرافقته بالصلاة والمبادرات من اجل النهوض بلبنان من جديد"، مشددا على ان "للبنان مكانة خاصة لدى الكرسي الرسولي وهو موضع عناية واهتمام، بالنظر الى ما يمثله من قيمة ونموذج للعيش معا بجميع أبنائه، مسيحيين ومسلمين". وقال الكاردينال بييترو "ان لبنان ليس وحيدا ابدا في الظرف الأليم الذي يجتازه، فهو بامكانه دوما الاتكال على دعم الكرسي الرسولي كما على التضامن الدولي معه. انني انقل اليكم والى الشعب اللبناني رسالة رجاء من الحبر الاعظم الذي يعتبر ان لبنان يمتلك من المقومات الداخلية ما يجعله ينهض من آلامه، محولا فترة الألم هذه الى محطة رجاء جديد له وللمنطقة وللعالم الذي يقف بجانبه"، ولفت الى ان "لبنان في مئوية وجوده الأولى كدولة اعطى نموذجا يحتذى كصيغة تجمع المسيحيين والمسلمين وتتطلب الكثير من التوازن بين الاختلافات والتنوع، على الرغم من العديد من الازمات التي اجتازها، لكن شعبه وجد دائما في نفسه مصادر قوته للخروج منها والسير قدما. واليوم الرجاء الجديد الذي ينبع من لبنان هو امر واقعي وليس مجرد تمنيات لعبور هذه المرحلة". وشدد على ان "دور الكرسي الرسولي هو الثبات في الوقوف الى جانبكم كما كان على الدوام تجاه لبنان لأنه وطن جدير بالحياة والبقاء، لما فيه خيره وخير منطقة الشرق الأوسط والعالم، فعالم اليوم بحاجة الى نموذج ورجال يشهدون انه بالامكان العيش معا، وهو امر بات ضروريا وملّحا لا سيما بعد سقوط جدار برلين،. وقال: "انتم كشعب لبناني، مسيحيين ومسلمين، تعطون هذه الرسالة للعالم، لأنكم انتم تجسدونها، من دون الدخول في صراعات المنطقة والعالم".

فجر الجرود: على صعيد آخر، وفي الذكرى الثالثة لمعركة "فجر الجرود" وتكريماً للشهداء الذين سقطوا خلال المعركة وأولئك الذين استشهدوا على يد تنظيم داعش الإرهابي، دشّن قائد الجيش العماد جوزيف عون نصباً تذكارياً يحمل أسماءهم في ساحة بلدة رأس بعلبك بحضور ذوي الشهداء وفاعليات من البلدة والمنطقة. وألقى العماد عون كلمةً في المناسبة، قال فيها "يعاني وطننا منذ تشرين الماضي أزمات متلاحقة بدءاً من الاحتجاجات الشعبية مروراً بالوضع الاقتصادي المتدهور وانتشار وباء الكورونا، وصولاً إلى انفجار مرفأ بيروت الكارثي.. لا شكّ في أنّ شعبنا يتملّكه الحزن والغضب، وهو محقٌّ. فالخيبات المتتالية أفقدته الثقة، لكنّه بالمقابل شعب عصامي ومحبّ للحياة، وسينهض من جديد، على أمل أن يستعيد ثقته بوطنه فهو يستحقّ منا كل تضحية وإخلاص ووفاء.

رغم التخوين!: وتابع "منذ اللحظات الأولى لانفجار المرفأ، تولّى الجيش أمن المنطقة، فهي مسؤوليته، ولو من دون تكليف. عمِلنا بصمت لأيام عدة، فلا قيمة للكلام أمام دماء الأبرياء وأنين الجرحى ودموع الحزن والأسى. حزِنّا معهم لأننا فقدنا ثمانية شهداء ولدينا أكثر من ثلاثمئة جريح. غضِبنا معهم لأنّه كان يمكن تفادي هذه الكارثة. ولكن، سوياً سنتعالى على الجراح. سوياً ويداً بيد سنزيل ما سبّبه الانفجار من آثار في منازلنا وطرقاتنا. سوياً سنتعاون في أعمال مسح الأضرار وتوزيع المساعدات التي عكست ثقة محلية ودولية بجيشنا لأنّنا كنّا ولا زلنا العمود الفقري لهذا الوطن، وسنبقى أوفياء لقسمنا بالدفاع عنه مهما غلت التضحيات. كنّا ولا زلنا إلى جانب شعبنا في السلم كما في الحرب والأزمات. لسنا مع فريق ضد آخر، ولن نكون. ومن التبس عليه الأمر، فليعلم أنّ الجيش على مسافة واحدة من الجميع، وسيبقى مدافعاً عن الحرّيات كما الممتلكات العامة والخاصة. مهما كثرت التأويلات وحملات التخوين والاتّهامات وتشويه صورة الجيش، ستبقى أولويتنا حماية السلم الأهلي والاستقرار، وذلك انطلاقا من قناعاتنا وواجباتنا ومسؤولياتنا".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o