جلسة لمجلس الوزراء.. ميقاتي: سنبدأ مرحلة تعزيز حضور الجيش وإعادة الإعمار
المركزية - أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في كلمة بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، أن "اليوم نبدأ مرحلة تعزيز حضور الجيش في الجنوب، اليوم نبدأ مسيرة إعادة إعمار ما تهدم"، مشيراً إلى أن "الحكومة ملتزمة بتحقيق الاستقرار على الخط الأزرق".
وتابع: "اليوم نعيش لحظات استثنائية، والمسؤولية كبرى علينا جميعا، وعلى الجميع التكاتف للإصلاح وبناء الدولة وإعادة ثقة العالم بنا".
ولفت إلى أننا "ملتزمون بتطبيق قرار 1701 وتعزيز حضور الجيش في جنوب لبنان"، مطالبا "إسرائيل بالانسحاب من كل المناطق التي احتلتها".
ورأس ميقاتي جلسة لمجلس الوزراء قبل ظهر اليوم في السرايا ، شارك فيها وزراء : التربية والتعليم العالي القاضي عباس الحلبي، الإعلام زياد مكاري، الدفاع الوطني موريس سليم،الشباب والرياضة جورج كلاس، المال يوسف خليل، الصناعة جورج بوشكيان، الشؤون الاجتماعية هكتور حجار، الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي، الشؤون الاجتماعية نجلا رياشي ،السياحة وليد نصار،الاتصالات جوني القرم، البيئة ناصر ياسين، الثقافة القاضي محمد وسام مرتضى، العمل مصطفى بيرم، الاشغال العامة والنقل علي حمية، المهجرين عصام شرف الدين والاقتصاد والتجارة أمين سلام، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور إنطوان شقير والأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية.
كما شارك في جانب من الجلسة قائد الجيش العماد جوزاف عون.
ووزع ميقاتي على الوزراء نسخة عن اتفاق وقف إطلاق النار على الوزراء لمناقشته. للاطلاع عليه اضغط على pdf أعلاه.
وصدر محضر جلسة مجلس الوزراء، وتم التشديد على الالتزام بتنفيذ القرار رقم 1701 الصادر عن مجلس الأمن بمندرجاته كافة والالتزامات ذات الصلة.
ميقاتي: بعد انتهاء الجلسة، تحدث رئيس الحكومة فقال: "بداية أتقدم بالتعزية بشهداء العدوان الاسرائيلي على لبنان، متمنيا الشفاء للجرحى والمصابين . رغم هذا الوجع الكبير، وهول الكارثة التي حلت بالوطن، لا يسعنا إلا أن نقول إنه يوم جديد نأمل أن يحمل معه السلام والاستقرار.
في هذا اليوم، تبدأ مسيرة الألف ميل في إعادة إعمار ما تهدم، واستكمال تعزيز دور المؤسسات الشرعية، وفي طليعتها الجيش، الذي نعلق عليه الآمال العريضة في بسط سلطة الدولة على كل مساحة الوطن وتعزيز حضوره في الجنوب الجريح.
اضاف: في جلسة اليوم اتخذنا سلسلة المقررات الاتية:اكد المجلس مجددا على قراره رقم 1 تاريخ 11/10/2024 في شقه المتعلق بإلتزام الحكومة اللبنانية تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 تاريخ 11 آب 2006 بمندرجاته كافة لا سيما ما يتعلق بتعزيز إنتشار الجيش والقوى الأمنية كافة في منطقة جنوب الليطاني وفقا للترتيبات المرفقة ربطا (Arrangements) والتي صدرت بالأمس ببيان مشترك عن الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والتي تعتبر جزءا لا يتجزأ من هذا القرار بعد أن أخذ المجلس علما بها ووافق على مضمونها، كما واستنادا إلى خطة عمليات تضعها قيادة الجيش وترفعها وفقا للاصول إلى مجلس الوزراء للموافقة عليها قبل المباشرة بتنفيذها.
ومن جهة ثانية، فإن الحكومة اللبنانية، وإذ تثني على الدور الذي تقوم به قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل)، تشدد أيضا على إلتزامها قرار مجلس الأمن رقم 2749 تاريخ 28/8/2024 لا سيما لجهة التنفيذ الكامل للقرار رقم 1701 والوقف التام للأعمال العدائية وتحقيق الاستقرار عبر الخط الأزرق.
كما تقرر أيضا، إبلاغ نسخة عن هذا القرار ومرفقاته إلى مجلس النواب للإطلاع وأخذ العلم".
وتابع رئيس الحكومة: "إنه يوم جديد تطوى فيه مرحلة من أقسى مراحل المعاناة، التي عاشها اللبنانيون في تاريخهم الحديث، لا بل كانت الاكثر قساوة وأملا. نحن اليوم امام موقف وطني و تاريخي، ونعيش لحظات إستثنائية نتبصَّر فيها إيجاد حلول جدية للوضع المأزوم الذي نعيشه.
المسؤولية كبيرة وجماعية في حجم المأساة، علينا جميعا حكومة ومجلسا نيابيا وقوى سياسية التكاتف والانخراط في ورشة الإصلاح وبناء دولة حديثة يتشارك الجميع في تدعيم أسسها. كفانا حروبا ومآسي وكوارث.
منذ اليوم الاول لكارثة النزوح التي حصلت لم تتوان الحكومة عن الاضطلاع بدورها الكامل، وما تم تحقيقه عمل جبار تشكر عليه كل الوزارات والمؤسسات.
نشكر جهود كل الدول الصديقة والشقيقة التي ساعدت ولا تزال، على وضع خاتمة مشكورة لمحنة القتل والتدمير والتهجير. معا نستعيد ثقة العالم بنا ونعيد ثقة اللبنانيين بالدولة ونؤكد المرجعية الامنية للجيش في الجنوب، بما يسقط الحجج التي يختبئ وراءها العدو.
نحن أقوياء بالحق وبمحبة العالم للبنان ومتشبثون بسيادة الدولة بحرا وارضا و جوا، خارج أي إنتهاك وتبريرات ساقطة.
أجدد تأكيد التزام الحكومة بتطبيق القرار الدولي الرقم 1701 وتعزيز حضور الجيش في الجنوب والتعاون مع قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان. وادعو دول العالم والمؤسسات الدولية المعنية الى تحمل مسؤولياتها في هذا الصدد. كما اطالب بالتزام العدو الاسرائيلي بشكل كامل بقرار وقف اطلاق النار والانسحاب من كل المناطق والمواقع التي احتلها وتنفيذ القرار 1701 كاملا.
من حق اهلنا أن يعودوا إلى أرضهم وبلداتهم ويعيشوا بسلام .نحن مع اهلنا في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت وعلى إمتداد الوطن، لدعم حضورهم الاجتماعي وتحصين صمودهم بكل ما أوتيت الدولة من قوة. وسنواكب أوضاعهم ونعمل مع المجتمعات الصديقة لإعادة الإعمار وتحقيق عودتهم الكريمة إلى مناطقهم.
لبنان يستحق منا جميعا كل جهد وصبر وايمان بأن الغد سيكون مشرقا ومفعما بالرجاء وتضامن جميع ابنائه.
نحن على ثقة تامة بأن الغد سيكون أفضل شرط أن نضع خلافاتنا الظرفية جانبا، وأن نتطلع إلى المستقبل بثقة وأمل.
إخواني أريد ان أقول كلمة من القلب الى جميع المواطنين في لبنان لنأخذ العبر من المرحلة الصعبة التي مررنا بها خلال الأشهر الماضية ونستعرضها سويا ونرى نصف الكوب الممتلئ.
أولا: اتحدث عن الاحتضان الذي حصل بين اللبنانيين. الكل كان يراهن على الفتنة وعلى عدم قبول الآخر فرأينا، في كل المناطق على رغم اختلاف الاوضاع الاجتماعية وصعوبة هذه الأوضاع، كيف احتضن جميع اللبنانيين بعضهم البعض بكل محبة وخاصة في المناطق التي ربما كان البعض يعتقد انها من الصعب ان تستقبل الاخرين. فهذه عبرة يجب ان نأخذها بان لا شيء يفرق بين اللبنانيين.
الامر الثاني،الجيش والدور الذي يقوم به حيث هناك 46 شهيدا من صفوفه عدا الجرحى الذين أصيبوا من جراء هذه الحرب، فالجيش يقوم بواجباته في أصعب الظروف. كما ان الامن الداخلي في لبنان كان مستتبا خلال هذه الفترة بشكل كامل نوعا ما لما نحن نمر به، كذلك القطاع الصحي والشهداء منه والمسعفين الذين أصيبوا خلال هذه المرحلة، إضافة الى ان القطاع الصحي استجاب رغم كل الظروف التي مرت وكما تعلمون لدينا اكثر من 15 الف جريح، فكان القطاع الصحي قادرا على استيعابهم وتطبيبهم على المستوى المطلوب.
وكما اننا نأخذ مثلا مطار بيروت الدولي والاستمرار بالعمل به، وهذه التجربة يمكن ان تكون مثمرة في المستقبل من خلال التعاون الذي حصل بين إدارة طيران الشرق الأوسط والحكومة اللبنانية حيث قدمت الحكومة ومجلس الوزراء كل ما يلزم للشركة من اجل الاستمرار في مهامها إضافة الى تأمين الامن في المطار، ولا بد لي ان اشكر إدارة "الميدل ايست" بشخص رئيسها محمد الحوت وكل الموظفين فيها، من ملاحين ومضيفين ومضيفات ومهندسين وعمال على شجاعتهم واصرارهم على ان يبقى هذا المرفق يعمل بكل ما للكلمة من معنى.
كما أشكر القطاع الخاص حيث لاحظنا، خلال هذه الفترة، إستمرار توافر كافة المواد في الأسواق اللبنانية ولم ينقص شيئ، وهذا دليل بان هذا القطاع هو حي وحيوي دائما.
كما اشكر المؤسسات الأهلية التي تعاونت مع الدولة وقامت بواجباتها كاملة وهي عديدة وعملت بكل إخلاص من أجل مواجهة موضوع النازحين في هذه الظروف الصعبة.
ان التضامن الوطني كان كاملا عند الجميع في هذا الظرف، ومن العبر التي اخذتها في هذه الفترة، وهي الأهم، هي التعاون بين رئاسة مجلس الوزراء ورئيس المجلس النيابي،فكان التعاون مع الرئيس بري من موقعه الوطني وبيننا نموذجيا أدى إلى ما وصلنا اليه اليوم.
وفي هذه المناسبة، أشكر الرئيس بري على كل الجهد الذي قام به في الفترة الماضية، وهو جهد كبير أتابعه وأعي تماما ما اقوله وادعو الله بأن يطيل لنا الله بعمره المديد.
وآمل اليوم بعد استعراض هذه الأمور، أن تكون هناك صفحة جديدة في لبنان، كما آمل بأن تؤدي الأيام المقبلة إلى انتخاب رئيس للجمهورية وانتظام عمل المؤسسات الدستورية لما فيه خير هذا الوطن".
سليم: قبيل الجلسة، أكد وزير الدفاع موريس سليم ان "الكلام عن حرية التحرك للعدو الاسرائيلي في لبنان يناقض مضمون ما نشر في الاتفاق المؤلف من ثلاثة عشر بندا، والذي لا ينص على هذا الموضوع، ونحن لن نقبل به، وما هو منصوص عنه في الاتفاق يقول بحق الجانبين في الدفاع عن النفس".
وأضاف: "مبروك لبلدنا ولشعبنا دخول اتفاق وقف اطلاق النار حيز التنفيذ، وبلدنا دفعا تضحيات وآلام كبيرة ويكفينا تحمل هذه التضحيات والالام".
وردا على سؤال عن سبب حضوره الجلسة على الرغم من مقاطعة فريقه السياسي لجلسات مجلس الوزراء، قال: "غريب هذا السؤال، الذي يخرج عن اطار ما نحن فيه اليوم، لقد أمضيت عمري في خدمة بلدي، لا احتاج لمن يوجهني او يزايد عليّ، ولا احد يمكنه المزايدة على وزير الدفاع في انتمائه الوطني ومسؤوليته الوطنية وبادراكه لهذه المسؤولية، وحضوري هو لاسباب اجرائية وتمت معالجتها، واحضر اليوم وفقا لمسؤوليتي لانني لم أتقاعس يوما عن واجبي الوطني ولا عن مسؤولياتي في موقعي الحالي، ونحضر الجلسة للاطلاع بشكل كاف على هذا الاتفاق وان ندخل في تفاصيله، وما يهمنا هو ان لا يكون هناك اي شيء يمس بالسيادة الوطنية، وان يحفظ امن وسلام شعبنا، هذه هي النقاط المركزية، والجيش على الدوام هو الذي يحفظ الوطن، وتاريخ جيشنا مشرّف، وحاضره مشرّف، ويبقى في هذا الموقع كيفما تبدلت الظروف".
واكد ان "الجيش سيقوم بكل ما يلزم لمواكبة تنفيذ هذه الخطة، وسيكون الركن الاساس في كل ما يدور ضمنها من خطوات".
وردا على سؤال ان كان الجيش سيصطدم مع "حزب الله " اوضح الوير سليم "نحن في صباح جميل اليوم، ولا نتكلم عن صدام انما عن استقرار البلد وعن السيادة وعن انتشار الجيش لحفظ البلد وان يحفظ الجنوب ويصل الى الحدود مجددا ليقف على حدود الوطن مدافعا عنها، وسنسعى كل يوم ليكون اقوى واقدر على حفظ وصون وسلامة وامن لبنان وشعبه".
وسئل عن توقيت بدء الجيش تنفيذ خطة الانتشار، فأشار وزير الدفاع الى ان "هذه الخطة هي التي ستناقش اليوم في مجلس الوزراء وقائد الجيش سيعرض كل المراحل".
وحول ان كان متفقا او مختلفا مع قائد الجيش حول خطة الانتشار، لفت الى ان "لا خلاف مع قائد الجيش، الا عندما تكون هناك امور تخرج عن السياق الدستوري والقانوني، وعدا ذلك نحن في موقف واحد لحفظ وصون البلاد".
وردا على سؤال عن عديد الجيش الذي سينتشر قال الوزير سليم: "الجيش سينتشر وسيرفع عديده تباعا، ولا احد يتصور ان تطويع 1500 عسكري سيكون بسرعة قياسية اي التطويع اليوم وغدا نرسلهم الى الجنوب، ما هكذا يعمل الجيش، انما يعمل مؤسساتيا ولديه وحدات عسكرية وهذا العدد هو لرفع العديد ضمن الوحدات لزيادة عديد الجيش، الجيش مؤلف من الوية وافواج وكتائب وسرايا وهناك تراتبية تنظيمية من الضباط الى الرتباء الى الافراد، وتطويع 1500 عسكري سيكون كدفعة اولى من الشباب اللبناني المتطوعين الذين سيخضعون لتدريب في خلال ثلاثة اشهر، وتوزعهم قيادة الجيش وفق هيكليتها على الوحدات بما يرفع عديد الوحدات، ويتبع هذه الدفعة ثلاثة دفعات متتالية، والاهم ان الجيش موجود في الجنوب وسيعيد انتشاره بشكل اكبر من كل منطقة يخرج منها العدو الاسرائيلي الى ما وراء الحدود الدولية، وسيواكب الجيش عودة المواطنين الى المناطق التي يمكنهم العودة اليها، اي المناطق الامنة من اية مخاطر نتيجة مخلفات العدوان، والاهم عودة المواطنين الى المناطق التي لا تواجد للعدو فيها، وكل ذلك ضمن الخطة ومراحلها التنفيذية".
حجار: أما وزير الشؤون الاجتماعية هيكتور حجار، فقال: "الوزارة شاركت بكل أعمال الإغاثة والإيواء وتقديم المساعدات، وأنا أشارك في جلسة القرار لصناعة القرار في لحظة دقيقة لها علاقة بكيفية العودة وتأمين إيواء الناس خصوصًا في المناطق المدمرّة".
بيرم: من جهته، قال وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال مصطفى بيرم لـmtv: "حق الدفاع عن النفس مشروع للبنان ولإسرائيل وإذا تحرّك نتنياهو فنحن سنردّ والمقاومة هي ردّة فعل على الاحتلال".
وفي بداية الجلسة، نوّه ميقاتي بالتضامن الوطني ثم وزع نسخة من تفاهم وقف إطلاق النار على الوزراء باللغة الانكليزية كما تلقاها بالأمس.
وطلب من قائد الجيش خلال جلسة مجلس الوزراء عرض الخطة لاستكمال انتشار الجيش اللبناني في الجنوب مشدداً على عبارة "استكمال" وليس "بدء".
قائد الجيش العماد جوزاف عون اشار خلال الجلسة الى ان عدد شهداء الجيش جراء العدوان الاسرائيلي وصل إلى 46.