Sep 02, 2020 3:17 PM
خاص

لبنان لن يزول... إذا كسب ماكرون رهانه!

المركزية- هذه المرة، لم يكرس الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون كثيرا من وقته ليجول بين الناس ويستمع إلى أنينهم بعد نكبة بيروت. لكنه كان صريحا جدا في التحذير من سقوط لبنان ما لم يعمل أطراف الداخل على انقاذه من كبوته. بدليل ما قاله في معرض الرد على نظيره اللبناني ميشال عون لجهة التحذير من "خيانة العهد" المقطوع بين البلدين منذ قرن من الزمن، وفي ذلك تحذير من خطر وجودي يتهدد لبنان، منذ ما قبل انفجار المرفأ، وقد أعطته جريمة 4 آب بعدا أكبر.

غير أن كل هذا لا ينفي أن المجتمع الدولي مدرك لمسؤولياته في شأن مد لبنان بجرعات الحياة ومقومات الصمود، خصوصا أن له دورا مهما في المنطقة، بوصفه واحة للتعايش، ومثالا في العيش المشترك، ونقطة وصل بين الشرق والغرب. انطلاقا من هذه الصورة، تفسر أوساط ديبلوماسية عبر "المركزية" الحركة المكوكية التي يقودها الرئيس ماكرون شخصيا. فالرجل بدا شديد الحرص على أن يكون أول رئيس دولة كبرى يحضر إلى لبنان غداة الكارثة، ليطلق مسار المساعدات الانسانية والطبية. لكن هذا لم يكن الهدف الوحيد بطبيعة الحال. ذلك أن ساكن قصر الاليزيه يرمي من حركته، الواضحة بصمات الدعم الدولي عليها، إلى تأكيد حضور بلاده القوي على الساحة الدولية، في مواجهة سياسات أميركية قائمة على المواجهة المباشرة مع ايران وحلفائها، وهو ما لا ينتهجه ماكرون، الذي يفضل المرونة السياسية، على ما تشير إليه المصادر عينها، ضاربة المثال بالاشارات الايجابية التي أرسلها إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وإلى حزب الله، الذي شارك رئيس  كتلته البرلمانية محمد رعد للمرة الثانية على التوالي في اللقاء الجامع الذي استضاف في خلاله قصر الصنوبر كبار الساسة اللبنانيين.

إلا أن المصادر تلفت إلى أن الرئيس الفرنسي رسم بوضوح واجبات الطبقة السياسية في المرحلة المقبلة، ذاهبا إلى حد رسم خطة عمل الحكومة الجديدة، على أن تؤلف من اختصاصيين غير منتمين إلى الأحزاب التقليدية التي يناهضها الثوار. وفي انتظار عودة ماكرون في كانون الأول المقبل، تمنت المصادر أن تفي القوى السياسية بالتزامتها لجهة إطلاق حوار حول الاستراتيجية الدفاعية وتطبيق بنود الطائف والحياد الناشط الذي تطالب به بكركي، في وقت ذهب عون إلى التعهد بفتح النقاش حول الدولة المدنية، مع العلم أن انسحاب النائب محمد رعد من مأدبة الغداء الرئاسية أمس على خلفية تقديم النبيذ إلى الضيوف، وعلى رأسهم الرئيس الفرنسي الذي تعد بلاده من رواد صناعة أفخر أنواع النبيذ عالميا، يعد إشارة واضحة إلى صعوبة الانتقال بلبنان من دولة الطوائف إلى الدولة المدنية.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o