Aug 31, 2020 1:41 PM
خاص

الليدي كوكرن...وداعا لمن عشقت بيروت حتى الشهادة!

المركزية- وكأن نهر الدم الجارف الذي حصد الآف الارواح البريئة في انفجار المرفأ في 4 اب الجاري يأبى ان يتوقف وكأن عطشه لم يرتوِ من دماء 19 شهيدا سقطوا في موقع الكارثة والمناطق المحيطة. اذ يكاد لا يمضي يوم الا ويحصد ارواحا اضافية من ابناء بيروت ومن امضوا العمر فيها.

آخر ضحاياه سقطت اليوم على عرش عشق بيروت حتى الشهادة. هي الليدي ايفون كوكرن التي قاومت الموت منذ 4 اب حينما اصيبت داخل "قصر بسترس" المعروف بـ«قصر الليدي كوكرن»، في شارع السراسقة - منطقة الأشرفية وهو متحف قائم بذاته؛ لما يتضمن من قطع فنية تاريخية  تراثية نادرة تعود إلى القرنين السادس عشر والسابع عشر، وقد تأذت في شكل كبير لأن الطابقين اللذين يتألف منهما إضافة إلى حديقته الرائعة كلها تضررت. فهو؛ كغيره من المباني التراثية والمتاحف الفنية والعمارات السكنية في بيروت، نال حصّته من هذه الكارثة، لكن الخسارة الاكبر وقعت اليوم بغياب "الليدي" التي اصيبت نتيجة سقوط الواجهات الزجاجية بشكل كامل واسقف القصر المزخرفة بأيادي حرفيين لبنانيين وإيطاليين تم استقدامهم من بلدهم الأم للمشاركة في إنشاء المنزل.

تغيب اليوم الليدي إيفون كوكرن، ذات الجذور ألاوروبية نسبة إلى والدتها دونا ماريا إلايطالية الأصل، والمتزوجة من لورد آيرلندي من آل كوكرن حملت كنيته، وكونها الابنة الوحيدة لوالدها ألفرد كوكرن ورثت إيفون القصر الذي عاشت فيه حتى اغمضت عينيها، وتوقف نبض قلبها تماما كما توقفت الحياة في بيروت التي أحبّت وفي قصرها الذي تحوّل الى عنوان للتراث وللافراح اللبنانية التي استضاف المئات منها حيث كانت تقام حفلات الزفاف والخطوبة ومعارض الرسم والازياء في حديقته التي انشدت فيها السيدة فيروز تراتيل خاصة بالجمعة العظيمة وأحد القيامة، على امل ان يكون غيابها فعل رجاء وفداء لانبعاث الحياة مجددا في قلب لبنان الذي يبكي احباء سيخلدهم التاريخ حتماً.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o