Aug 30, 2020 4:49 PM
مقالات

بين الأمبراطور قورُش خامنئي، والسلطان عثمان أرطغرل أردوغان: التحدي الكبيرأمام اللبنانيين لمئوية جديدة متطورة

كتب الرئيس العالمي السابق للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم الياس كسّاب ما يلي:

 

"حين وقف الجنرال غورو في قصر الصنوبر، (١٩٢٠)، وعن يمينه البطريرك الياس الحويّك، وعن يساره المفتي الأكبر مصطفى نجا، وشخصياتٌ روحية ومدنية من كل الطوائف، لإعلان لبنان الكبير، كان ذلك تتويجاً لحركة قام بها البطريرك، ومع شخصيّاتٍ لبنانيّةٍ عديدة، في موقفٍ مُتقدمٍ لانتهاز الفرصة التاريخيّة تمهيداً لاعتراف دولي بلبنان مُستقل، فكان الحضور في مؤتمر فرساي، ومن ثمّ مؤتمر الصلح في باريس، تتويجاً لهذه الجهود التي أسفرت عن إعادة الأقضية التي سُلخت عن لبنان أبّانَ الحكم العثماني (١٥١٦-١٩١٨).

واقع لبنان حتى ١٩٢٠

لكي نكون موضوعيين، ولنحكم بواقعيّة تاريخيّة على مبادرة البطريرك الحويّك، دعونا نُظهّر في التاريخ اللبناني، وفي الحياة اللبنانيّة، محطاتٍ ووقائع، ما كان لبنان الكبير لِيولد بدونها.

البطريرك الحويّك (١٨٤٣-١٩٣١)، والذي جلس على السُّدةِ البطريركية لمدة ثلاثين عاماً، كان عليه أن يواجه الدولة العثمانيّة في أوج غضبها، وهي "الرجل المريض" الذي تتنافس القوى العظمى على وراثته، وقد زادت من التنكيل باللبنانيين، فأرسلت رجالهم إلى "السُّخرة"، وضيّقت على قياداتهم، ولم يسلم البطريرك نفسه من جمال باشا الذي وضعه في الإقامة الجبريّة، إن في صوفر، أو في قرنة شهوان، وعلّقَ المشانقَ للوطنيين، مسلمين ومسيحيين.

كان على البطريرك أن يواجه المجاعة، وأن يقف مع شعبه في المحنة، وأن يوزعَ بيديه الخبز على المحتاجين، تلك المجاعة التي مرّت على لبنان واللبنانيين مع بدايةِ الحرب العالمية الأولى، خاصّةً بين ١٩١٥-١٩١٦، لم يكن سببها الجراد فحسب، بل تجويع اللبنانيين المقصود من قبل سلطة "الباب العالي" عن طريق مصادرة المؤن من جهة، وقطع طرق الوصول إليها أمام اللبنانيين من كهةٍ أخرى، وهي جريمةٌ لمّا تزل دون حساب أو عقاب حتى اليوم، قتلت آلافاً مؤلفةً منهم، وكانت وراء موجة الهجرة الضخمة التي تعدّت بلادَ مصرَ إلى بلادِ العالم الأخرى، خاصّةً الأميركتين، وأفقدت لبنان خيرةَ شبابه. فالدعوة إلى الاستقلال والاستقرار أصبحت مطلباً مُلِحّاً.

تجربة "المتصرفيّة" في جبل لبنان (بدأت سنة ١٨٦١)، والتي فُرضت على الدولة العثمانيّة على أثر المجازر الطائفية (١٨٤٠و١٨٦٠)، لم تشكل ضمانةً للمسيحيين، بل أجَّجت الصراعات الطائفيّة، بالإضافة إلى تدخلات الولاة من الأقضية المنزوعة عن لبنان، وإحكام السيطرة العثمانيّة في ولاية بيروت، وولاية صيدا جنوباً، وولاية طرابلس شمالاً، ومن والي الشام بِقاعاً. هذا الواقع أذكى النزعة نحو "لبنان كبير"، لإحياء "تجربة" تعايشٍ جديدة.

تيارات تحرُّرٍ فكريٍّ وثقافيٍّ جديدة، يطلقها مفكرون وأدباء وفلاسفة لبنانيون، في لبنان، أو في المهجر، ومنها دور النشر التي أسسها لبنانيون في مصر (كدار الأهرام مثلاً)، والتي راحت، وباللغة العربيّة، وكردّةِ فعلٍ على "التتريك"، تُحيي اللغةَ العربيّة التي حفظها الرهبان الموارنة من موجة التتريك هذه، وتُنمّي، عبرَ هذا الإحياء، الحركات الاستقلالية في العالم العربي، (ومنها انطلقت الدعوات القوميّة العربيّة فيما بعد)، لإنهاء الاحتلال العثماني، وما البطريرك الحويّك إلا إبنُ هذه البيئة الثقافية التي رعتها الكنيسة في مدارسها، وحملها أحبارها عبرَ القرون، فأضحى إحياء الثقافة العربيّة مِفتاحَ "صداقة" وعلاقة وتاريخ مع العرب، ربّما تساعد على إقناع الطوائف الأخرى، الإسلاميّة خاصّةً، أنّ لبنان الكبير بجناحيه تجربة ثقافيّة وحضاريّة جامعة (نقيض المتصرفيّة التي قامت على النزاع الطائفي)، وجسر عبور بين الحضارات قد يفتح الطريق أمام "تجربة وطنٍ" فذّة.

أما بعد إطلاق لبنان الكبير، كان لا بُدَّ من تثبيت الكيان، خاصّةً وأنّ صراع القوميّات بدا على أشده قبيل الحرب العالمية الثانية، ومنها بالطبع انطلاق الدعوات القوميّة العربيّة، وانطلاق الدعوات للقومية اللبنانية بالمقابل، وخوف المسيحيين في لبنان من الامتداد العربي الذي قد يؤدي إلى سيطرة "السنية" السياسية، مذهب الأكثرية العربية، وخوف المسلمين من استجرار "الاستعمار" الغربي من خلال علاقة المسيحيين، ثقافيّاً، بالغرب، فبدأ المفكرون اللبنانيون الاستقلاليون يرسمون ملامحَ لبنان المستقل، أمثال يوسف السودا (١٨٩١-١٩٦٩)، وميشال شيحا (١٨٩١-١٩٥٤) واضع دستور الاستقلال سنة ١٩٢٦، و"مُفكِّر لبنان" و"فيلسوف الصيغة اللبنانية". وما "الميثاق الوطني" إلا ترجمة لاستقلال "يُحيِّد لبنان"، فهو "ليس للشرق مقرّاً، ولا للغرب ممرّاً"، وتُوِّجَ الميثاق باستقلال لبنان ١٩٤٣.

ماذا أمّنَ الحياد للبنان: حُرّيات مُقدسة، إقتصادٌ حُرٌّ منيع، نظامٌ مصرفيٌّ فريد، بحبوحة، سياحة تنشر وجه لبنان الجميل، وأضحى لبنان جامعة الشرق ومستشفاه. هذا غيضٌ من فيضِ مما أمنته الصيغة، ولكن هي نفسها ما أُطلقَ عليها، سلبيّاً، "المارونية السياسية"، والتي مرّت بعثرات وكبوات حتى انتهينا باتفاق الطائف (٣٠ أيلول ١٩٨٩).

الخروج عن الحياد وعثرات الصيغة اللبنانية في عناوين

أولى العثرات أنّ الصيغةَ قامت على اتفاقٍ مسيحي – سُني، أهملت المُكونين: الشيعي والدرزي في لبنان.

كبرى المشاكل، قيامُ دولة إسرائيل (١٩٤٨) كجائزة ترضية لمذابح النازية بحقّ اليهود، على "أرض الميعاد" فلسطين، وشعور الشعوب العربيّة بالخُزي من الهزيمة، فبدأت نقمتُهم على أنظمتهم "الخائنة". نتيجة ذلك، لبنان يستوعب اللاجئين الفلسطينيين بالآلاف بصورة "مؤقتة"، أصبحت دائمة دون حلول حتى يومنا هذا.

ونتيجةً لازدياد النقمة على الملوك العرب، ظهرت الدكتاتوريات العربيّة وتعددت الانقلابات، وانعكس الصراع بين هؤلاء على الساحة اللبنانية، السنّية منها بنوعٍ خاص: ظهور جمال عبد الناصر (١٩٥٦) وتأسيس "الجمهورية العربية المتحدة" والوحدة مع سوريا بدت تطويقاً للبنان، وأدت إلى فتنة فيه على عهد الرئيس كميل شمعون (١٩٥٨).

حرب ٥ حزيران ١٩٦٧ بين مصر والأردن وسوريا من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى: الهزيمة العربية وخسارة الجولان وسيناء والضفة الغربية والقدس الشرقية، وتدمير الطيران المصري على الأرض، وإدارة الحرب الفاشلة، كل ذلك ألهب الدعوات في لبنان لفتح الجبهة من جنوبه، هم يريدون لبنان، ليس جبهةَ مساندة، كما اتُفِقَ عليه في الجامعة العربية، بل جبهة مواجهة.

 بعد النكبة، الدكتاتوريون العرب الجُدُد يغتنمون الهزيمة وغضب الشارع لينقضوا على السلطة: حافظ الأسد (١٩٧٠)، معمر القذافي (١٩٦٩)، صدام حسين (١٩٧٩)، كلهم أوغلوا بالتدخل في أمور لبنان حتى الخراب.

إنطلاق العمل الفلسطيني المسلح من لبنان بأموال عربية ودعم من المنظومة الشيوعية: الصينية والسوڤياتية، وتأسيس منظمات مختلفة، كل واحدة تابعة لديكتاتور عربي، (مثلاً: الصاعقة تابعة لسوريا، جبهة التحرير للعراق، الجبهة الشعبية للاتحاد السوڤياتي..)، مع دعم شعبي لبناني من الحركة الوطنية اليسارية ومن المسلمين في لبنان.

٣ تشرين الثاني ١٩٦٩، لبنان يُرغم على توقيع "اتفاق القاهرة"، بموجبه أصبح الجنوب اللبناني "فتح لاند"، وجبهة مفتوحة، وتنازلَ لبنان عن سيادته للمنظمات الفلسطينية تحت ضغط الشارع مما أرعب المسيحيين الذين بدأوا يتسلحون.

١٣ نيسان ١٩٧٥ بدأت الحرب الأهلية اللبنانية: برز حزب الكتائب كقوة عسكرية أساسية، بالإضافة إلى الوطنيين الأحرار وحراس الأرز والتنظيم الماروني، تحولت الحركة العسكرية المسيحية فيما بعد لما يعرف بالقوات اللبنانية سنة ١٩٧٦ بقيادة بشير الجميّل، بغطاء من الجبهة اللبنانية.

١٥ تشرين الثاني ١٩٧٦، "قوات الردع العربية" تدخل بيروت، تبدأ "عربية" وتنتهي "سورية" باحتلال دام حتى شباط ٢٠٠٥ مع اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

١٩ أيار ١٩٧٩ تمرّدَ الرائد سعد حداد على قيادته وأنشأ جيش لبنان الجنوبي في منطقتي القليعة ومرجعيون لمحاربة الفلسطينيين وبدعم من إسرائيل.

٦ حزيران ١٩٨٢ تاريخ اجتياح إسرائيل للبنان والقضاء على منظمة التحرير الفلسطينية وهجرة قيادييها لتونس.

١٩٨٢، تأسيس حزب الله، عمليات على القوات المتعددة الجنسيات في بيروت، وعلى الإسرائيليين، وبداية التدخل الإيراني الإيديولوجي والمسلح، عملاً بشعار "تصدير الثورة" الإسلامية الخمينية.

٣٠ أيلول ١٩٨٩ إتفاق الطائف، تعديل الدستور الميثاقي للبنان، ضُمور صلاحيات رئيس الجمهورية، نشوء نظام محاصصة طائفي فاقع ألهبَ الفساد، استفاد منه الاحتلال السوري لوضع يده على لبنان.

منذ انتخاب الياس سركيس رئيساً للجمهورية وحتى عهد الرئيس إميل لحود، لم تنكفئ سوريا عن التدخل، بنسب وقدرة مختلفتين، بحسب مطواعيّة، وعناد، وتجاوب وشخصية الرئيس، تراوحت بين الرضوخ الكلي مع الهراوي ولحود، ومن النسبي حتى الرفض مع الآخرين، ولكن المُمَيَّز أنَّ من أظهر، ليس اعتراضاً على الاحتلال فقط، بل انفتاحاً على كل اللبنانيين، اغتيل، كبشير الجميّل ورينيه معوَّض من الرؤساء، وكمال جنبلاط ورشيد كرامي ورفيق الحريري وموسى الصدر وحسن خالد .. وغيرهم من النواب والزعماء الروحيين والسياسيين وقادة الفكر والصحافة .. واستُبدِلَ "الانتداب السوري" المفضوح بآخر إيراني "بالمواربة" بعد خروج سوريا تحت الضغط العالمي.

عشية المئويّة الثانية، والتحدي الكبير

إنّ "لبنان الرسالة"، الذي طوّبه البابا يوحنا بولس الثاني، هو لبنان التحدي لكلِّ محيطه، لأنّه نقيض الكيانات المذهبيّة التي تحاول الأمبراطورية الفارسية الجديدة، أمبراطورية "الولي الفقيه"، أو العثمانيّة المُستجدة، أمبراطورية أردوغان "إبن عثمان"، من ليبيا وحتى اليمن، مروراً بسوريا والعراق. ولبنان هذا هو نقيض الكيان الصهيوني أيضاً. لا بل، وللأسف، إنَّ إسرائيل، التي تهاوى حكمها من التأثير الغربي مع حكم الأشكيناز فيها، إلى التأثير الشرقي مع الليكود في أواخر السبعينات، تُعتبر المُنتصرة حتى الآن، لأنها استطاعت أن تُثبتَ للعالم أنَّ وجودها العنصري ضرورة، وأنَّ العرب ليسوا مُهيّئين للديمقراطية بعد، فربيع العرب وهمٌ، لأنّهم أسرى: إمّا الديكتاتور، أو السلفي، وما حصل في مصر خير دليلٍ على ذلك، أو أنهم أسرى التطييف المذهبي، كما يحصل في اليمن والعراق، مروراً بسوريا ولبنان.

 

إنَّ تأجيج المذهبيّة، الذي حصلَ خلال الحكم السوري للبنان (١٩٧٦-٢٠٠٥)، بدأ، مع النفوذ الإيراني منذ خروج السوريين وحتى اليوم، وبواسطة أداته حزب الله، يأخذ أبعاداً خطيرةً، حيث أطبقَ على الجمهوريّة، وأجهزَ على الدولة، وأطلقَ يدَ الفساد في تدميرٍ مُمَنهج لمقومات لبنان. وفي تعدادٍ سريعٍ للنتائج على الأرض نتبيّن حجمَ الكارثة:

لبنان بلدٌ منهوبةٌ ثرواته على يد طبقةٍ سياسيةٍ وبيروقراطيةٍ فاسدةٍ برعاية مشروعٍ إقليميٍّ مُريب.

سياحتنا في الحضيض.

نظامنا المصرفي، والذي اعتبر من أهمِّ الأنظمة المصرفية في العالم، قُضِيَ عليه.

مدارسنا وجامعاتنا، عماد حضارتنا وقُدراتنا الفرديّة والجماعيّة، أُفلست.

ودائع المغتربين والمقيمين تبخّرت، ومعها انهارت المبادرة الفرديّة عماد الاقتصاد اللبناني.

رؤساؤنا، ورؤساء حكوماتنا، وزراؤنا ونوابنا، يملكون ولا يحكمون.

خمسون في المئة من الشعب اللبناني تحت خط الفقر، بعضنا أقرب إلى المجاعة.

إدارة سياسيّة فاشلة أودت بلبنان واللبنانيين إلى الثورة في ١٧ تشرين، وإلى انفجار بيروت في ٤ آب ٢٠٢٠، حيث دُمِّرَ الإنسان والبنيان، ودُمِّرت الثقة بغدٍ أفضل.      

لقد علمنا التاريخ أنَّ الشعوب لا تتعلّم إلا من أخطائها، وهذا الكمّ الهائل من الأخطاء اللبنانيّة خلال تطبيقنا للصيغة شاخصٌ أمام أعيننا كالقدر، ولا بدَّ من وقفةٍ ضميريةٍ أمام الله والوطن، منطلقين من نقدٍ ذاتيٍّ بنّاء عماده ما يلي:

لبنان أولاً، هذا ما تعلمه المسيحيون والدروز والسنّة من أخطائهم، وهذا ما ننتظر أن يتعلمه الشيعة من أخطائهم أيضاً.

لبنان للجميع، فلا تستطيع مجموعة أن تسيطر، لا سياسيّاً، ولا عسكريّاً، على لبنان، كما لا يمكن أن يكون لبنان لفئةٍ دون أخرى، هذا ما تعلمناه من التاريخ.

لبنان فوق الجميع، فلا للقوى الإقليمية، قوميّةً أو مذهبيّةً، من سلطانٍ عليه.

لبنان حرٌّ، سيّدٌ، ديمقراطيٌّ، قوامه العدالة والمساواة والدولة المدنيّة المحكومة بعقدٍ إجتماعيٍّ جديدٍ وفق شرعة جديدة لحقوق الإنسان فيه.

لبنان العالمي، العدد الأكبر من بناته وأبنائه منتشر في أصقاع المعمور، يؤثر ويتأثر بأنظمة بلدان الإقامة، ولا بد من مشاركة هؤلاء في تقرير مصيره.

لبنان الدولي، المنتمي للمجموعة العربية تاريخاً وقضايا، وللأمم المتحدة تأسيساً وشرعةً لحقوق الإنسان، مُطبّقاً لقراراتها الدولية للحفاظ على سيادته وسلامة أراضيه.

لبنان الميثاق الجديد، فدعوتنا هي لحوارٍ وطنيٍّ جديد لا يستغيب أحداً، فلا محرومٌ، ولا مُستبعدٌ، ولا غبنٌ يطال مُكوّناً،  ولكن، اللهمّ، في حوار العقل والمسؤولية الوطنيّة، فلا حوارَ في ظل السلاح، لأنَّ السلاحَ، إنْ قضى على غُبنٍ، ولّدَ غُبناً جديداً.

إنفجار الرابع من آب لم يهدم بيروت فقط، لقد هدم لبنان القديم، والنظام السياسي الفاسد، وهدم هالات السياسيين وأحزابهم كافةً، ولو لم يعترف قادتُها بذلك، وهذه الأحزاب مدعوّة إلى مراجعة نقديّة إيجابيّة قبل فوات الأوان.

وإذا كان وعيُ اللبنانيين يُشحذُ اليوم على سيفِ ثورتهم التي بدأت في ١٧ تشرين، نقول لأصحاب الدعوات "المغالين"، سياسيّاً أو مذهبيّاً، والعاملين لدى "السلاطين الجدد"، إنّ اللبنانيين يلفظون ما هو غريبٌ عنهم، فلن يلبسوا لَبوسَ هؤلاء، ولن يقتدوا بعاداتهم، ولن ينالوا من الأفئدة والعقول، وإنّ نفوذهم فإلى زوال.

إنَّ مصيراللبنانيين اليوم معقودٌ على قياداتٍ تاريخيّةٍ تتلقف مبادرة بكركي، وريثة إرث البطريرك الحويّك، بالحياد الإيجابي، ليعود لبنان واحة سلام، فلا للغرب ممرّاً، ولا للشرق مقرّاً، نعم للبنان حُرّاً.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o