Aug 28, 2020 4:29 PM
تحليل سياسي

دوحة لبنانية برعاية فرنسية- دولية في بيروت!؟
ثلاثة سيناريوهات للاستشارات النيابية الاثنين...
مشاورات واتصالات بين الكتل وباريس: حان وقت تنحي الاحزاب

المركزية- صدقت التوقعات وركن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى المنطق الدستوري. حدّد الاثنين المقبل موعدا للاستشارات النيابية الملزمة، وقطع الطريق على من يتهمه بضرب الاصول القانونية من خلال افساح المجال للتأليف قبل التكليف. الدعوة حركت المياه الراكدة في مستنقع التشكيل منذ استقالة حكومة الرئيس حسّان دياب، فارضة ايقاعا جديدا من المشاورات داخل الفريق الواحد وبين القوى السياسية بحثا عن هوية الرئيس العتيد الذي تشكل كتلة المستقبل النيابية إبرة البوصلة في اتجاهه اذا ما قرر رئيسها سعد الحريري تسمية شخصية للمهمة، وهي الاولى في القصر في جدول مواعيد الاستشارات.

وبعيدا من الاسباب التي حملت الرئيس على تحديد الاستشارات ساعات قبل وصول الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وقد قيل فيه ما لم يقله "مالك في الخمر"، فإن الضبابية التي تغلف مصير الاستشارات تكاد تكون الاشدّ وطاة في ضوء عدم وضوح الرؤية ازاء الشخصية "الانتحارية" التي ستتولى مهمة على هذا القدر من الصعوبة والمجازفة في ادقّ واخطر مرحلة في تاريخ لبنان، ترتسم في الافق ثلاثة سيناريوهات في ختام اليوم الاستشاري الطويل: الاول عدم تسمية الفريق السني بمن يمثل اي شخصية لتأليف الحكومة وتاليا يحذو فريق 8 اذار حذوه فترجأ الاستشارات الى موعد لاحق لعدم توافر من يُكلف، الثاني ان يسمي فريق المستقبل شخصية فيسير بها سائر الاطراف، الثالث تسمية شخصية متوافق عليها سنيا ترفضها 8 اذار.

لكنّ السيناريو الاكثر ترجيحا بحسب ما تفيد مصادر مطلعة "المركزية" هو الاول بحيث تتعثر الاستشارات لغياب الاتفاق من دون اسقاط فرضية مقاطعة بعض القوى السياسية. وتتحدث عن مخرج يجري العمل عليه راهنا من الجانب الفرنسي عنوانه " دوحة لبنانية برعاية فرنسية في بيروت، عبارة عن سلة متكاملة على غرار اتفاق الدوحة يتضمن رئاسة الحكومة ووزراءها وجدول اعمالها لمدة 8 اشهر برعاية ومواكبة دوليتين. وفي هذه الحال، تتوقع المصادر ان يشكل الاتفاق الباب الوحيد لعودة الرئيس الحريري الى السراي.

الاستشارات الاثنين:. على وقع غليان امني انفجر في خلدة امس وعشية وصول الرئيس الفرنسي ، دعا رئيس الجمهورية الى الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس حكومة، يوم الإثنين المقبل في القصر الجمهوري في بعبـدا. وكان اتصال جرى بين كل من عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري تم في خلاله تحديد موعد الاستشارات.

لا اسم!: وافادت مصادر مطلعة أنه تم تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة من دون وجود أي اسم يحظى بأكثرية تخوله تشكيل حكومة. ويتوقع عقد اجتماع بين التيار الوطني الحر والثنائي الشيعي اليوم لمتابعة البحث بالأسماء. واضافت "لا تأجيل لهذه الإستشارات وليس هناك من اسم متفق عليه والليلة ينتظر عقد اجتماع لرؤساء الحكومة السابقين ولننتظر ما إذا كانت ستصدر عنهم أي تسمية". واذ افيد ان "الرئيس سعد الحريري لم يسمّ احداً لرئاسة الحكومة حتى الساعة وان هناك مروحة اسماء مطروحة من ضمنها تمام سلام وسمير الجسر وريا الحسن ورشيد درباس وآخرين"، علم ان "الوزير السابق علي حسن خليل اجتمع مساء أمس مع الرئيس الحريري، إلا أن الأخير رفض أن يسمّي أحدا لرئاسة الحكومة". وقد كشفت مصادر بأن الثنائي الشيعي لا يزال يصرّ على أن يرأس الحريري الحكومة وسط حديث عن إغراءات ستقدّم له في هذا الإطار...

الحريري – خليل: الى ذلك، اشارت معلومات  الى ان الاجتماع الذي عقد امس بين رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل والخليلين كان ايجابيا ولم يدخل باسم محدد لرئاسة الحكومة، بل ناقش الخطوط العريضة واتفق خلاله على ان يتواصل النائب علي حسن خليل مع الرئيس الحريري اليوم. وذكرت بأن الاجتماع المرتقب بينهما هدفه التشاور حول الاسم الذي يدعمه الحريري ورؤساء الحكومات السابقون الذين سيجتمعون للتشاور في المستجدات الحكومية... الى ذلك افادت مصادر مقرّبة من الرئيس تمام سلام أن الرئيس سلام ليس بوارد ترؤس أي حكومة.

القوات والتيار: وليس بعيدا، علمت "المركزية" ان اجتماعا لتكتل "الجمهورية القوية" سيعقد مساء الاحد لتحديد الموقف من الاستشارات النيابية في ضوء الاتصالات التي سيجريها جعجع مع القوى السياسية. كما ان الهيئة السياسية للتيار الوطني تجتمع مساء اليوم للتشاور في الملف الحكومي من دون حسم اسم مرشّحها كون التسمية مرتبطة بنتائج محادثات باسيل والخليلين.

لتتنحّ الاحزاب!: وسط هذه الاجواء، سلسلة مواقف فرنسية لافتة سبقت الاستشارات ووصول ماكرون في آن. فقد اشار مسؤول في الرئاسة الفرنسية الى أن الرئيس إيمانويل ماكرون سيتوجه إلى بيروت الأسبوع المقبل للضغط على الساسة اللبنانيين للمضي قدما في تشكيل حكومة يمكنها أن تطبق إصلاحات عاجلة. وتابع المسؤول للصحفيين قبل زيارة ماكرون لبيروت يومي الاثنين والثلاثاء "قال الرئيس إنه لن يستسلم. قطع على نفسه عهدا بفعل كل ما هو ضروري وممارسة الضغوط اللازمة لتطبيق هذا البرنامج". وأضاف أن الوقت حان لتنحي الأحزاب السياسية اللبنانية جانبا موقتاً وضمان تشكيل حكومة تعمل على التغيير. واذ قال " لا يوجد متطوعون دوليون كثر لمساعدة لبنان"، رفض المصدر الرئاسي الفرنسي تأكيد عقد مؤتمر لبناني في باريس. وعن انفجار بيروت، قال: "إن السلطات اللبنانية تتعاون معنا بتحقيقات مرفأ بيروت".  ولفت المصدر إلى "اننا نتوقع من حزب الله تجنب أي عمل يشبه حرب 2006"، مشيرا في سياق مختلف إلى ان أسبابا سياسية عرقلت مفاوضات لبنان مع صندوق النقد. الى ذلك، تردد ان ماكرون سيبدأ زيارته لبنان بلقاء السيدة فيروز.

جنبلاط: من جهته، غرد رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط عبر حسابه على "تويتر": "بعد تأخير في الدعوة للاستشارات ومخالفا للطائف وكأن بعض القوى السياسية تختبر مسبقاً دستوراً جديداً وبعضها ينادي به جهارة، تحددت الاستشارات نهار الاثنين حياءً كون الرئيس الفرنسي سيأتي الثلاثاء. نعم لبنان كما قال الوزير لودريان قابل للزوال اذا لم يتم الحد الادنى من الاصلاح". وأضاف "لذا لا يحق لاي جهة سياسية الاعتراض المسبق علي اي تسمية وكفى التهرب من الاصلاح ابتداء من قطاع الكهرباء وخفاياه المتشعبة .اما الانتخابات وفق القانون الحالي فلا قيمة لها كونها تجدد لنفس الطبقة الحاكمة .هذه نصيحة كون الاصلاح للبنان مثل المياه للسمك اذا غابت مات السمك ومات لبنان".

نار تحت الرماد: أمنيا، عاد الهدوء "نسبيا" الى منطقة خلدة وسط انتشار للجيش بعد ليلة تخللتها اشتباكات مسلحة تسببت بوفاة شخصين. الا ان التوتر بقي نارا تحت الرماد. فبعيد تشييع الشاب عمر غصن الذي سقط امس، ووسط اطلاق نار كثيف، صعّدت عشائر العرب لهجتها وقالت "نعود للتهدئة شرط عدم عودة من تسبّبوا بالاشكال امس ومنهم علي شبلي الى خلدة، والا فلا تهدئة ولو طُلب منا ذلك من قبل القيادات، فنحن نأتمر بأنفسنا فقط". من جانبها، اعلنت قيادة الجيش اللبناني انه اثر وقوع إشكال في منطقة خلدة قرب سوبر ماركت رمال بين أشخاص من عرب خلدة وعدد من سكان المنطقة على خلفية رفع راية لمناسبة عاشوراء، وما لبث أن تطور إلى إطلاق نار من أسلحة رشاشة وقذائف آر بي جي ما أدى إلى سقوط قتيلين وعدد من الجرحى، تدخلت وحدات الجيش الموجودة في المنطقة لضبط الوضع وإعادة الهدوء كما تمّ اتخاذ إجراءات امنية مكثفة واستقدام تعزيزات عسكرية وتسيير دوريات مؤللة. وعلى خلفية الاشكال، أوقف الجيش أربعة أشخاص بينهم اثنان من الجنسية السورية، وتجري ملاحقة باقي المتورطين في الاشكال لتوقيفهم .

تخفيف التعبئة: على صعيد آخر، دخل اليوم حيز التنفيذ قرار الداخلية تخفيف اجراءات التعبئة العامة، علما ان ارقام كورونا سجلت امس رقما قياسيا جديدا بلغ 689 اصابة. واعلنت المؤسسات التجارية والسياحية تقيدها باجراءات السلامة وبتوصيات وزارة الداخلية.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o