Jul 06, 2020 7:24 AM
صحف

بري نصح بتفعيل المفاوضات مع "الصندوق" ودياب مُطمئن لموقف حزب الله

كتبت صحيفة " الشرق الأوسط": ‎قالت مصادر في الموالاة، إنها تترقب ما سيؤول إليه تفاهم رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس "التيار ‏الوطني الحر" النائب جبران باسيل، لإنقاذ الحكومة وإخراجها من دوامة المراوحة التي حالت دون تحقيق ما ‏وعدت به في بيانها الوزاري، وكشفت أن الأخير طرح عليه جملة من الأفكار تراوحت بين إمكانية إدخال تعديل ‏على الحكومة أو تطعيمها، وصولاً للبحث في تغييرها بذريعة أن إنتاجيتها دون المستوى المطلوب وأن الوضع لم ‏يعد يطاق‎.‎
ولفتت المصادر في المعارضة لـ"الشرق الأوسط"، إلى أن الرئيس بري ارتأى السير بعملية برمجة لإنقاذ ‏الحكومة، مقترحاً البدء فوراً بتحقيق الإصلاحات الإدارية والمالية التي تعهدت بها الحكومة في بيانها الوزاري ‏وبإصلاح قطاع الكهرباء لتأمين الحلول الدائمة لتوليد الطاقة، بدلاً من اعتماد الحلول المؤقتة لتأمينها باستئجار ‏البواخر، خصوصاً أن مقررات مؤتمر "سيدر" لمساعدة لبنان للنهوض من أزماته المالية والاقتصادية، أوصت ‏الحكومة بذلك، إضافة إلى إلحاح صندوق النقد الدولي على الحكومة بتأهيل هذا القطاع لخفض العجز في الموازنة ‏لغياب الحلول الدائمة‎.‎
وأكدت المصادر نفسها، أن بري نصح بضرورة تفعيل المفاوضات الجارية بين الحكومة وصندوق النقد لدعم ‏خطة التعافي المالي، وقالت إنها ما زالت في المربع الأول ولم تحقق أي تقدم، لأن الخلاف القائم حول التوصُّل إلى ‏مقاربة موحّدة للخسائر المالية، لا يزال يؤخر الوصول إلى تفاهم يدفع باتجاه تزخيم المفاوضات‎.‎
وتابعت المصادر، أن عدم الإفراج عن التشكيلات القضائية لا يخدم الحكومة في مخاطبتها المجتمع الدولي بأنها ‏جادة في تحقيق الإصلاحات من جهة وفي مكافحة الفساد من جهة ثانية، وأكدت أن ما اتفق عليه بين بري وباسيل ‏سيكون موضع مراقبة وتدقيق للتأكد من مدى استجابة الأخير للسير في هذا التفاهم وعدم الانقلاب عليه. واعتبرت ‏أن جميع الأطراف في لبنان باتت محرجة أكانت في الموالاة أو في المعارضة، وقالت إن اللبنانيين لا يعفون هذا أو ‏ذاك من مسؤوليته حيال تردّي الأوضاع المعيشية التي بلغت ذروتها، من دون أن تبادر الحكومة للقيام ولو بخطوة ‏واحدة لوقف الانهيار‎.‎
ورأت أن تغيير الحكومة قد سُحب من التداول وعزت السبب إلى أمرين: الأول مبادرة "حزب الله" للتدخل بقوة ‏لقطع الطريق على البحث في استبدال هذه الحكومة رغم أن لديه قناعة بعدم قدرتها على زيادة إنتاجيتها، وأنها باتت ‏تشكّل إحراجاً له أمام محازبيه، والثاني يتعلق بعدم وجود استعداد لدى قوى المعارضة للخوض في مغامرة التغيير ‏الحكومي، في ضوء ما توصّل إليه رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في مغامرته التي أدت إلى انتخاب العماد ‏ميشال عون رئيساً للجمهورية، على خلفية التوصُّل معه إلى تسوية أطاح بها باسيل. وقالت إن رئيس الحكومة ‏حسان دياب لم يكن مضطراً للمواقف التي اتخذها أخيراً وكان في غنى عنها، لأنها أدت إلى ارتفاع منسوب ‏الاشتباك السياسي مع المجتمع الدولي وعدد من الدول العربية، فيما تعاملت المعارضة مع مواقفه هذه على أنه تبنّى ‏مجاناً طروحات "حزب الله" خصوصا أن من يدقّق فيها يلحظ أنها جاءت نسخة طبق الأصل عن المواقف ‏الأخيرة للسيد حسن نصر الله‎.‎
وفي السياق، كشفت مصادر في المعارضة لـ"الشرق الأوسط"، أن جميع الأطراف التي تدور في فلكها ‏أجمعت على رفض الدخول في بازار تشكيل حكومة جديدة، وقالت إن الحريري لم يُدرج عودته إلى "السراي ‏الكبير" على جدول أعماله، وأنه يأخذ وقته حالياً لاسترداد ما خسره في شارعه بسبب التسوية التي أبرمها مع ‏عون وأدت إلى إحداث هوّة بينه وبين جمهوره. وسألت المصادر: كيف يمكن للحريري تكرار المغامرة في ظل ‏وجود عون في سدّة الرئاسة الأولى، وتقع عليه مسؤولية إحباطه للتسوية، لأنه أجاز لباسيل بلا أي رادع إسقاطها ‏من دون أن يتدخّل؟
كما سألت باسيل عن الأثمان السياسية التي دفعها من جراء التسوية التي أُبرمت مع الحريري؟ وقالت إنه يتنكّر ‏لإيصال عون إلى الرئاسة وانتخابه هو شخصياً نائباً للمرة الأولى بعد أن رسب في دورتين انتخابيتين؟ لذلك فإن ‏دياب باقٍ على رأس الحكومة بقرار من "حزب الله" الذي تدخّل بقوة لإخراج التغيير الوزاري من التداول‎.‎

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o