Mar 07, 2020 12:05 PM
خاص

نتنياهو فاز في الانتخابات... لكن العرب بالمرصاد!

المركزية- متسلحا بخطاب شعبوي بامتياز، وبالرضى الأميركي إلى حد "تبادل الهدايا"، حقق زعيم حزب الليكود الاسرائيلي، رئيس الحكومة المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو مبتغاه بالفوز في الانتخابات التشريعية الثالثة في اسرائيل في أقل من عام واحد، وهو ما يُفترض ان يُخرج البلاد من أكبر أزماتها السياسية على الاطلاق، بعد عجز الرئيس الاسرائيلي روفين ريفلين عن تكليف شخصية لتأليف حكومة جديدة عقب الاستحقاقين السابقين.

على أي حال، فإن معطى واحدا يبقى أكيدا: لا يعني خروج نتنياهو منتصرا من حلبة الصراع الانتخابي أن طريقه السياسية في اتجاه العودة إلى رئاسة الحكومة خالية من العقبات. وفي السياق، تلفت مصادر سياسية عبر "المركزية" إلى أن أهم ما انتهت إليه الاننتخابات ليس في تحقيق تحالف "أزرق- أبيض المعارض بزعامة الجنرال المتقاعد بيني غانتس خرقا بثلاثة مقاعد في الكنيست، بل في نجاح عرب 1948 في تسجيل هدف في مرمى خصمهم اللدود. ذلك أن القائمة العربية المشتركة نجحت في الحصول على 18 مقعدا من أصل 120 تشكل الكنسيت الاسرائيلي، وهي النتيجة العربية الأفضل في انتخابات اسرائيلية منذ نشأة الكيان العبري في 15 أيار 1948. وتنبه المصادر في هذا الاطار إلى أن العرب لن يقفوا مكتوفي الأيدي وهم يراقبون نتنياهو يعد العدة للعودة إلى مركز القرار السياسي الاسرائيلي، بدليل الموقف المهم الذي أطلقه أيمن عودة، رئيس القائمة العربية المشتركة، قبل أيام بإعلانه "أننا سنسعى إلى منع نتنياهو من تشكيل الحكومة" المقبلة"، مشيرة إلى أن من شأن هذا التصميم العربي على الاستفادة من النتيجة الانتخابية المشرفة، للضغط في اتجاه إقرار قانون يمنع نتنياهو من العودة إلى رئاسة الحكومة، وهو ما أعلنه عودة شخصيا، مذكرا بأن نتنياهو لا يزال في عين عاصفة قضائية بفعل ارتكابات الفساد التي يحفل بها سجله الشخصي والسياسي.

غير أن المصادر تلفت في الوقت عينه إلى أن هذا التشدد العربي لا يرتبط بالملاحقة القضائية التي يتعرض لها رئيس الحكومة المنتهية ولايته، بل يشكل ردا واضحا ومباشرا على الفوز الذي حققه نتنياهو بخطاب شعبوي يشكل ضربة للعرب وقضيتهم النبيلة والمحقة. بدليل أنه ما كان ليحقق هذه النتائج لولا الاقدام الأميركي على الكشف عن كامل بنود صفقة القرن قبيل الاستحقاق الاسرائيلي، علما أن أحدا لا يشك في أن الصفقة تشكل طعنة كبيرة للقضية الفلسطينية، استخدمها نتنياهو لجذب أصوات اليمين المتطرف، الذي وعده أيضا ببناء مستوطنات جديدة قي أقرب الآجال، ما يعني فتح مواجهة جديدة مع العرب.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o