Mar 03, 2020 2:22 PM
خاص

الانتخابات الاسرائيلية: صفقة القرن فعلت فعلهـــا ولكن...
ترامب ونتنياهو تبادلا الهدايا الانتخابية في التوقيت المناسب

 

المركزية- الثالثة ثابتة. بما قل ودل من الكلام يمكن اختصار الصورة السياسية في إسرائيل عقب الانتخابات النيابية العامة التي أجريت أمس، وهي الاستحقاق الشعبي الثالث في أقل من عام واحد، دخلت خلاله تل أبيب في واحدة من أكبر أزماتها السياسية منذ نشأتها عام 1948.

... وفي الجولة الثالثة كسب زعيم حزب الليكود، ورئيس الحكومة الاسرائيلية المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو رهانه على رصيده الشعبي والسياسي، في مواجهة خصمه اللدود، زعيم تحالف أبيض- أزرق المعارض الجنرال السابق في الجيش، بيني غانتس، محققا فوزا سياسيا ساحقا، من شأنه أن يعيده بقوة إلى موقع رئاسة الحكومة في الكيان العبري، وهو ما يعد بمرحلة قاسية مطبوعة بالمواجهات على أكثر من جبهة.

وفي الانتظار، تقرأ مصادر سياسية مراقبة عبر "المركزية" بين سطور ما انتهى إليه الاستحقاق الشعبي الثالث في اسرائيل، مذكرة بأن أهمية هذه الانتخابات دون سواها في الدولة العبرية متأتية من كون جميع المنخرطين فيها يلعبون "صولد"، وهي حال نتنياهو أولا.

وفي هذا الاطار، تلفت المصادر إلى ضرورة عدم إغفال السياق السياسي والشعبي الذي أتت فيه الانتخابات. ذلك أن نتنياهو، الذي خسر جولتين انتخابيتين سابقتين في مواجهة غانتس وسائر الخصوم، بدا متيقنا من أن مستقبله السياسي برمته مرتبط بهذه الانتخابات ونتائجها، وهو ما قد يكون حدا به إلى انتهاج سياسة التصعيد المفتوح في مواجهة ايران وحلفائها على صعيد المنطقة. بدليل أنه عمل مع حليفه الخارجي الأهم، الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي لا يوفر مناسبة إلا ويؤكد فيها على أهمية ما يسميها "المحافظة على أمن اسرائيل"، على الكشف عن كامل بنود صفقة القرن. ولا يخفى أن نتنياهو رمى بذلك إلى توجيه ضربة قاسية إلى الفلسطينيين والعرب وقضيتهم المركزية النبيلة، محاولا كسب تعاطف الاسرائيليين وأصواتهم بطبيعة الحال.

صورة تدفع المصادر إلى القول إن ترامب ونتنياهو تبادلا الهدايا الانتخابية في التوقيت المناسب لتأمين طريق العودة إلى البيت الأبيض من جهة، ورئاسة الحكومة الاسرائيلية، من جهة أخرى. بدليل أن زعيم "حزب الليكود" نجح في الامتحان الانتخابي، بفضل التأييد الذي ناله من جانب اليمين الاسرائيلي المتطرف، المؤيد بقوة لصفقة القرن، وذلك على الرغم من ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا في البلاد، والتحقيقات القضائية في ملفات فساد تورط فيها نتنياهو وزوجته سارة، وهي محل رصد من الرأي العام الاسرائيلي.

غير أن المصادر تلفت في المقابل إلى أن الفوز في الانتخابات بدعم الأحزاب اليمينية الموعودة ببناء المزيد من المستوطنات، على ما أعلنه زعيم "الليكود" نفسه قبل أسابيع من موعد الانتخابات، لا يحقق كل الأهداف التي يرمي إليها نتنياهو، ذلك أنه يتعين عليه تأمين تأييد العرب، الذي لا يزال بعيدا، كيف لا، وهو أبرم صفقة القرن مع شريكه ترامب على حساب القضية الفلسطينية، نضال العرب الأول، علما أنه حاول بعث الرسائل الايجابية إلى العرب، من خلال تأكيده أن بلاده ستعمل لبناء علاقات مع الدول العربية. موقف يأتي في وقت نالت صفقة القرن تأييد الإمارات والبحرين والمملكة الأردنية. وبذلك، يكون الاستحقاق الانتخابي الاسرائيلي قطع الطريق على غانتس المعارض وطموحه السياسي المستقبلي، من دون أن يؤمن لنتنياهو عناصر النجاح كاملة، لتبقى العين على أحزاب اليسار مثل "اسرائيل بيتنا" بزعامة الوزير السابق أفيغدور ليبرمان"، وتموضعها في مشهد ما بعد الاننتخابات.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o