Jan 07, 2020 3:17 PM
خاص

القوات الاميركية ستخرج من المنطقة.. لكن ليس في القريب العاجل!
الانسحاب يحصل بعد تحجيم نفوذ ايران وتعزيز أمن مصالح واشنطن وحلفائها

المركزية- في أعقاب تصويت البرلمان العراقي لصالح قرار يدعو الى انسحاب القوات الاجنبية من العراق، احتجاجا على الغارة الاميركية التي قتلت قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني في بغداد منذ ايام، أبلغ قائد قوة المهمات الأميركية في العراق في رسالة رسمية مساء الإثنين، قيادةَ العمليات المشتركة العراقية، أن قواته تقوم بـ"اتخاذ إجراءات معينة لضمان خروجها من العراق". لكن، في وقت لاحق نفى وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر أن تكون واشنطن قررت إخراج قواتها من العراق. وأكد أن "تلك الرسالة لا تتوافق مع موقفنا الحالي"، في حين قال رئيس أركان الجيش الأميركي الجنرال مارك ميلي إن الرسالة الرسمية الأميركية "مسودّة" و"ما كان يجب أن تُرسل" في هذا التوقيت.

إسبر قال للصحافيين في البنتاغون مساء الإثنين إن الولايات المتحدة لا تخطط للانسحاب من العراق، في معرض تعليقه على رسالة رسمية لجنرال أميركي أعلن فيها للحكومة العراقية بأن قواته تستعد للخروج "احتراما لسيادة" العراق. وقال إسبر "ليس هناك أي قرار على الإطلاق بمغادرة العراق.. لم يتّخذ أي قرار بالخروج من العراق. نقطة على السطر".

وكان رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي استقبل الإثنين، السفير الأميركي لدى العراق ماثيو تولر، بحسب ما أعلن مكتبه في بيان اشار الى أن عبد المهدي أكد "ضرورة العمل المشترك لتنفيذ انسحاب القوات الأجنبية حسب قرار مجلس النواب العراقي ولوضع العلاقات مع الولايات المتحدة على أسس صحيحة".

وبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، فإن مسارعة الولايات المتحدة الى توضيح الموقف من الرسالة المذكورة، عموما، ومن "الانسحاب" خصوصا، تعكس موقفا اميركيا حاسما بعدم الرضوخ للضغوط التي تمارس عليها لاخراجها من المنطقة، والتي أطلقتها ايران، واستكملتها فصائل محور الممانعة، التي تدور في فلكها، من حزب الله في لبنان الى الحوثيين في اليمن، مرورا بالحشد الشعبي في العراق، عبر التهديد بضرب قواعدها العسكرية وجنودها وقواتها، أينما تواجدت في الشرق الاوسط، في المرحلة المقبلة.

ومع انها تشير الى ان هذا الانسحاب سيحصل عاجلا ام آجلا، خاصة وأن ترامب يسوّق له منذ مدّة، وقد بدأه من سوريا منذ أشهر، تلفت المصادر الى ان الايام القليلة المقبلة ستشهد تعزيزات عسكرية اميركية الى المنطقة، لا العكس، لتدعيم امن الاميركيين المنتشرين فيها، من دبلوماسيين ومواطنين وجنود، في وجه التهديدات الايرانية.

كما ان هذه القوات "ستخرج"، لكن بعد ان تضمن أمن حلفائها الاكراد في شمال سوريا، وأمن حلفائها في الخليج من جهة ثانية، وسفنها التجارية (التي تمر في مضيق هرمز) من جهة ثالثة، وأمن الكيان العبري من جهة رابعة.

هذه المسألة لن تتحقق قبل إضعاف النفوذ الايراني في الشرق الاوسط الى حدوده القصوى، وهو ما تعمل عليه واشنطن، عبر العقوبات الاقتصادية منذ سنوات، وبـ"الأداة" العسكرية اخيرا.

الجدير ذكره ايضا ان القوة الأميركية التي تنتشر في العراق يبلغ عديدها 5200 جندي، وهي تعمل على محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" منذ نهاية العام 2014، بناء على طلب من الحكومة العراقية... وفيما هذه المواجهة لم تنته بعد، يخشى ان تكون بلاد الرافدين، أول المتضررين من خروح القوات الاميركية في هذه اللحظة، في حال حصل...

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o