عبد الساتر يرأس صلاة الجناز عن راحة نفس جورج قرم: أعطى لبنان سنينًا من الاستقرار الاقتصادي
رأس رئيس اساقفة بيروت للموارنة المطران بولس عبد الساتر، صلاة الجناز عن راحة نفس الوزير السابق جورج قرم في كاتدرائية مار جرجس بيروت، في حضور وزير الاتصالات في حكومة تصريف الاعمال جوني القرم ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، النائب جهاد بقرادوني، الأمين العام للحرب الشيوعي حنا غريب، عائلة الفقيد وعدد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والاكاديمية والدينية.
وبعد تلاوة الانجيل المقدس، ألقى المطران عبد الساتر عظة قال فيها: "بداية انقل إلى عائلة الفقيد العزيز محبة وتعازي صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، ها نحن نجتمع في هذا المكان المقدس وفي هذا الوقت لنرافق بصلاتنا ومحبتنا الزوج الأمين والوالد المحبّ والمستشار الصدوق والوزير النظيف الكفّ والعامل دومًا لأجل ازدهار بلده، لنرافقه في عبوره إلى قلب الآب بعد حياة قضاها في التعلّم والتعليم، في الخدمة العامة والاستشارات الاقتصادية لكبار الشركات في الشرق الأوسط والعالم، وفي التخطيط والإصلاح المالي والاقتصادي بما فيه خير وطنه لبنان والإنسان فيه".
أضاف: "ولد المرحوم جورج لوالدين هما المرحومين جورج قرم وماري بخيت المتحدّرين من عائلتين كريمتين. فتربى وأخويه سيرج ويوسف وأخته ناديا على الإيمان المسيحي والقيم الإنسانيَّة واستقامة السيرة في جوّ من المحبّة الأخوية ومحبّة الرسم والموسيقى وخصوصًا الكلاسيكية والأدب والشعر. فجدّه المرحوم داود كان من رواد الرسم في لبنان ولوحاته لا تزال سبب اعتزاز لمن يمتلكها. ووالده جورج الذي برع في العزف على البيانو كان من مؤسسي المتحف الوطني والكونسرفتوار اللبناني. أما عمّه شارل فكان صاحب "المجلة الفينيقية" وديوانِ "الجبل المقدس" ومؤسس الحركة الفينيقية التي ساهمت في تعزيز الحسّ الوطني لدى اللبنانيين وفي تحقيق الاستقلال. ارتبط في سر الزواج المقدس بالسيدة الفاضلة هالة زماريا سليلة العائلة السياسية السورية العريقة فوالدها المرحوم ليون شَغَلَ منصب وزير دولة في الحكومة السورية وعمل بإخلاص لأجل بلده حتى انتقاله إلى لبنان قسرًا سنة 1958. وكانت تربطه بصهره علاقة احترام وتقدير متبادلين".
وتابع: "بارك الربّ المرحوم جورج والسيدة هالة بالابنتين ثريا وعليا والابن منير. ففرح المرحوم جورج بهم جميعًا وكان لهم الزوج والوالد المحبّ والحاضر والذي يعتني ويربي ويُسدي النصائح ويصغي إلى هموم أولاده وشجونهم. وكم افتخر بهم وهو يراهم يكبرون ويحققون ذواتَهم ويؤسسون عائلاتهم مع من هم مثلهم في القيم وحسن السيرة. وكم كان يفرح وهو يراهم يجتمعون حوله وحول والدتهم أولادًا وأحفادًا هم الذين اضطروا إلى العيش خارج لبنان بعيدًا عنه. وبسبب علمه وخبرته في مجال الاقتصاد، وبسبب صدقه ونظافة كفّه، اختير ليكون وزيرًا للمالية في حكومة دولة الرئيس سليم الحص. فعمل حتى سنة 2000 على برنامج للإصلاح المالي وتمكّن من دفع متأخرات الدولة للقطاع الخاص ونجح في تخفيض مستوى الفوائد وإعادة التوازن إلى ميزان المدفوعات فأعطى لبنان سنينًا من الاستقرار المالي والاقتصادي. كان أستاذًا محاضرًا في الجامعة اللبنانية واليسوعية وفي الجامعة الأميركية في بيروت حيث ترك الأثر البليغ في طلابه وطالباته. إنفتح على العروبة وأحبّها متأثرًا بصديقه الخوري يواكيم مبارك. أُعجب بكتّاب عرب كبار، فكان نهضويًّا عروبيًا حقيقيًّا".
وتوجه عبد الساتر إلى العائلة قائلا: "نيالكم انكم كنتم تعيشون معه، نيالكم لأنكم رافقتموه في مسيرته، ولأنكم سمعتم نصائحه. انا اكيد بأن مغادرتكم للخارج كانت صعبة عليه ولكنه كأب عرف ان يقبل اختياركم ويحترم مستقبلكم. ونيالنا في لبنان لأنه كان لدينا وزير مثله. يا ليتهم سمعوا له. سيظل في قلوب الكثير من اللبنانيين واللبنانيات وسيظل مثلا للوزراء الصالحين. ليرحم الرب الإله فقيدكم الغالي ويسكب في قلوبكم عزاءه ويجمعكم حول ذكراه الطيّبة اليوم وغدًا ودائمًا".
وختاما تقبلت العائلة التعازي.