7:45 PMClock
أخبار محلية
  • Plus
  • Minus

وزير الخارجية من القاهرة: خيارنا الدائم الديبلوماسية والدفاع عن النفس

شارك وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب، في افتتاح اعمال "المؤتمر الوزاري لتعزيز الاستجابة في غزة"، المنعقد في القاهرة.

وألقى بوحبيب كلمة لبنان، قال فيها: 

"أتقدم بالشكر من معاليكم على ما بذلتموه من جهد واتصالات لعقد هذا المؤتمر حيث شكلت مصر ولا تزال بحكم موقعها الجغرافي، والسياسي، وتاريخها العريق ركناً أساسياً في الدفاع عن الحق، والعدالة، والسعي إلى فض النزاعات في منطقتنا بالطرق السلمية.  

كما أنتهز هذه المناسبة لشكر كافة الدول الشقيقة والصديقة التي عملت دون كلل وعلى مدى أكثر من شهرين لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان. ولقد أعلنا بكل وضوح بأن خيارنا الدائم الدبلوماسية، والدفاع عن النفس عندما نتعرض لإعتداء. فلقد كان لبنان ولا يزال يطالب بالسلام. فقد ثبت بما لا يقبل الشك بأن النار والحديد لم يعيدوا النازحين إلى قراهم وبلداتهم، كما لم ولن يضمنوا الأمن لمحتل أراضي غيره. 

وحدها الدبلوماسية، والإلتزام بالتطبيق الشامل والمتوازي لقرار مجلس الأمن 1701 قد فتح نافذة في جدار الأزمة. ونجدد تعهدنا الوفاء بإلتزاماتنا وفقاً لمندرجات القرار الأممي، والترتيبات الصادرة الأسبوع الماضي (بتاريخ 26/11/2024)  ببيان مشترك عن الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا. ونعول على ما سبق لخلق إستقرار مستدام على حدودنا الجنوبية يعيد الهدوء والازدهار إلى ربوعنا، ويبعد شبح الحرب. غير أن الإستقرار والسلام المستدام لن نحصل عليه قبل إنهاء إحتلال إسرائيل لكافة الأراضي اللبنانية.

فلقد دفع لبنان، منذ أكثر من عام،  ثمناً باهظاً من خيرة أبنائه حيث قارب عدد الشهداء أربعة آلاف، ومنهم حوالي ألف من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من ستة عشر ألف  جريح. أما الخسائر المادية، فيقدر فقط عدد الوحدات السكنية المهدمة والمدمرة بحوالي ستين ألف وحدة سكنية، أي أن ستين ألف عائلة لبنانية أصبحت دون مأوى. يضاف إلى ذلك خسارة ما يزيد عن خمسين ألف سيارة عائدة لحوالي مليون ونصف نازح، وفقاً للتقديرات الأولية. فلقد تسببت هذه الحرب بخسارة مباشرة تقدر بمليارات الدولارات، وفقا" للبنك الدولي، يضاف إليها الخسائر الاقتصادية غير المباشرة لجهة الشلل في الحركة الاقتصادية، وإقفال المصانع، والمعامل، والمؤسسات التجارية، والسياحية، وهدم بعض المستشفيات. 

أما بالنسبة لإخواننا في غزة، فإن ما دفعه لبنان من فاتورة باهظة لحرب الشهرين الماضيين يجعلنا نشعر أكثر فاكثر بمعاناتهم، بعد حوالي 14 شهراً على بدء الحرب. فهم يتحملون ما لا طاقة لإنسان على تحمله، وبما يفوق الوصف والخيال. إن حقهم بالحياة أحراراً، بكرامتهم وبما يليق بتضحياتهم لا لبس فيه. والعالم اليوم مدعو إلى وقفة ضمير لتأمين احتياجاتهم الإنسانية كي لا يفقد إنسانيته، وتسود فيه شريعة الغاب. فكيف للفلسطيني أن يحيا وهو محتل، ويتعرض لأبشع وأفظع الظروف من الجوع، والإبادة، والقتل الممنهج. 

لقد تأسست الأونروا كملاذ أخير لتأمين الخدمات التعليمية والاستشفائية الأساسية للاجئين للفلسطينيين، بعد أن تقاعس المجتمع الدولي عن تنفيذ قرارات الأمم المتحدة التي تدعو الى حل الدولتين. فلا تدعوا أحداً يقتل هذا الأمل بمستقبل أفضل للشعب الفلسطيني، من خلال وقف تمويلها أو عملها لأن ذلك سيدفع اللاجئين الفلسطينيين إلى مزيد من البؤس الذي يولد بدوره التطرف والعنف في فلسطين والدول المضيفة. إن استمرار دعم الأونروا وتعزيزها يتخطى الدوافع الإنسانية، ويشكل ركيزة أساسية لإيجاد حل عادل ومستدام للقضية الفلسطينية، يتماشى مع حل الدولتين ومبادرة بيروت العربية للسلام لعام 2002. 

ختاماً، نشعر في لبنان بمعاناة الشعب الفلسطيني بعد أن كوتنا حرب الشهرين الأخيرين بنارها.  فلقد أثبتت التجربة المريرة التي عاشها لبنان مؤخراً بأن الحروب تزيد فقط المآسي، والحقد، ولا تصنع أمناً أو تحقق أحلاماً مستحيلة. نحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى أن نوقف الحرب أيضاً في غزة وأن نؤمن للفلسطينيين فرصة بحياة كريمة، ومستقبل أفضل من خلال تعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة أملاً بسلام موعود قائم على الحق، والعدالة، والأمن لنا جميعاً."

لقاءات: كما التقى بوحبيب وزير خارجية المملكة العربية السعودية الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، وشكر له "ما قدمته المملكة من مساعدات إنسانية"، آملا في "استمرار مشاركة المملكة في الدعم، لا سيما في مرحلة إعادة الإعمار والنهوض بلبنان".

والتقى بو حبيب أيضا بصورة ثنائية وزراء خارجية الدانمرك - لارس لوكه راسمسون، سلوفينا - تانيا فيون، البرازيل - ماورو فيارا، إيطاليا - انتونيو تاياني، كولومبيا - لويس جيلبرتو موريلو، وزيرة التنمية والمرأة والمساواة البريطانية - أنليز دودز، وزير الدولة الالماني - توبايس ليندنر، والسكرتير البرلماني لوزيرة خارجية  كندا - روبرت أوليفانت، وزير الخارجية والتربية الثاني لسنغافورة محمد مالكي عثمان.

وشكر لهم بوحبيب "دعمهم للبنان وما يقدمونه من مساعدات".

وأشار بوحبيب إلى أن "استمرار الخروق الإسرائيلية لسيادة لبنان وما تقوم به منذ وقف إطلاق النار من اعتداءات يقوض جهود إعادة الهدوء والاستقرار على الحدود، ويجب العمل على وقف هذه الخروق الإسرائيلية فورا".

كما عرض "حاجات لبنان لمزيد من المساعدات العاجلة لمعالجة تداعيات العدوان الاسرائيلي، إضافة الى الحاجة إلى إعادة الإعمار، بالسرعة المرجوة، لما يزيد عن ٥٠ ألف وحدة سكنية مدمرة كليا من أجل تأمين مقومات الحياة الكريمة لأهل القرى اللبنانية المدمرة لعودتهم الى قراهم ومدنهم".
وشجع بوحبيب على "مساهمة كل الدول التي التقى بممثليهم المشاركين في المؤتمر، في تمويل إعادة الاعمار، نظرا إلى الحاجات الضخمة للنهوض مجددا".

واستفسر الوزراء عن "الجهود المبذولة لإحداث خرق على المستوى الرئاسي، نظرا إلى أهمية انتخاب رئيس للجمهورية لمواكبة التطورات في لبنان".
وكذلك، تم التطرق إلى "آخر التطورات في سوريا وخطورتها على المنطقة بأسرها".

كما بحث مع وزيرة خارجية مصر الدكتور بدر عبد العاطي والوزراء العرب المشاركين في المؤتمر الوزاري،  في اجتماع منفصل، في آخر التطورات والوضع الأخير الخطير المستجد في سوريا. 

وسيستأنف بوحبيب نشاطه في بيروت، بعد انتهاء أعمال المؤتمر الوزاري الذي تميز بمشاركة عربية ودولية رفيعة المستوى.

 

إخترنا لك

Flat Ara
Beirut, Lebanon
oC
23 o