الخطيب يدعو للتضامن الوطني بعيداً عن الحسابات الخاصة
المركزية - أدى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب الصلاة في مقر المجلس بعد أن ألقى خطبة الجمعة التي جاء فيها: "إنّ التحدي الكبير الذي يواجهنا اليوم هو التحدي الغربي الذي فشل في تثبيت الكيان الصهيوني في فلسطين كدولة طبيعية في المنطقة كتأكيد على بقاء سيطرته عليها بعد فشل مشروعه التجزيئي عبر الفتن المذهبية والطائفية التي تركت آثارها في الفترة الماضية، وهو بدأ اليوم يخوض معركة بقائه عبر العدو الاسرائيلي بشكل مفضوح وشفّاف أمام العالم كله رغم الإدانات الدولية ومؤسسات الأمم المتحدة بارتكاباته وجرائمه الوحشية من قتل المدنيين العُزّل وقصف للبيوت والمؤسسات الدولية والمدنية بحماية منه باستخدام الفيتو في مجلس الامن وحده في مواجهة بقية الأعضاء وممارسة الالاعيب وادّعائه الوساطة فيما يعمل لتحقيق أهداف العدو الاسرائيلي في لعبة مفضوحة".
أضاف: "أقول إن الولايات المتحدة بدأت مضطرة إلى خوض هذه الحرب بشكل فاضح ومكشوف بعد ان استطاعت قوى المقاومة من فضحها، ولذلك فإنها تستخدم كل ما لديها من أجل الخروج من هذا المأزق الذي وضعتها المقاومة فيه بما في ذلك الحرب النفسية بالتطبيل باستخدام ما استجلبته من أساطيل، وما يقوم به أُجراؤها من داخل العالم العربي من تهويل، فما الذي يمنعها من استخدامها اذا كانت مطمئنة للنتائج؟ وقد سبق لها ان اجتاحت العراق وافغانستان من دون استئذان.
يبقى أن تكون بيئتنا الداخلية قوية متراصّة لئلا نؤكل منها، فحذارِ حذارِ والانتباه كل الانتباه ولا يجوز أن نغفل عن أي حدث مهما كان صغيراً يُفعل في داخل بيئة المقاومة فإنها المقصودة اليوم وعليها عين العدو وأيّ خلافات عشائرية أو عائلية هي في تربص العدو الذي يجعل منها منفذاً يدخل منه، عدا أن نأخذ بالحسبان أن المؤمنين كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، وأن المؤمنين بعضهم أولياء بعض، وأن نحتكم لشرع الله (وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) وإياكم والظلم.
يا أبناء علي من العشائر الكرام أُخاطبكم بقول سيدكم وسيد المسلمين ومن تنتمون اليه الإمام علي (ع) ماذا يقول: " وليس شئ أدعى إلى تغيير نعمة الله وتعجيل نقمته من إقامة على ظلم، فإن الله سميع دعوة المضطهدين وهو للظالمين بالمرصاد".
وتابع: "إنّ الأعداء يتربّصون لإضعاف شعبنا ووطننا فلا نكون من المساعدين على أنفسنا فأنتم من نعتمد عليه في الشدائد وأنتم والله الكرام تبذلون الغالي من المهج والارواح شهداء للوطن، فلا يجوز أن يُترك البعض ليخطأ الطريق، فلا يجوز أن نرخص الأرواح للعابثين، لقد سننتم سنة حسنة وحصرتم المشاكل بين المباشرين لها ومن لديه عدو واحد يكفيه فكيف اذا كان العدو من نقابله اليوم كإسرائيل ومن معها.
ومن ثم هي دعوة للبنانيين جميعاً إلى التوحّد والتضامن، فلبنان هو بلدنا الابدي وسنعيش فيه معاً رغم أنف العدو الصهيوني الذي وحده صاحب المصلحة في الخلافات الداخلية، وهو الوريث الوحيد إن استطاع هزيمتنا لا سمح الله، وهو عدو الجميع ولن يسمح بأن يشاركه أحد وهذه فلسطين والشعب الفلسطيني أمامكم رؤي العين وما حصل في العراق وسوريا حيث ساوى في ظلمه بين الجميع.
ولذلك أدعو الجميع في هذا الوقت الذي يتعرّض فيه الوطن للتهديد والعدوان الصهيوني الى التضامن الوطني بعيداً عن الحسابات الخاصة وتقديم المصلحة الوطنية على ما عداها".