مفاوضات باريس الحكومية لم تحقق خرقا.. و"التيار الحر" مصعّدا: لن نبقى ساكتين
الحريري يستكمل مشاوراته بلقاء مرجّح مع جعجع..و"المستقبل": الحل عند باسيل!
جنبلاط يخشى ربط التأليف باليمن وفنزويلا..وروسيا:اسرائيل أولويتنا ولسنا حلفاء ايران!

المركزية- يُطبق صمت ثقيل على المحاولة المتجددة لاخراج الحكومة الى النور، والتي يضطلع بها الرئيس المكلف سعد الحريري. هذا "السكون" الذي لا يخرقه الا بعض المواقف المنسوبة الى "مصادر"، يُرجى ان يكون مقدّمة لخرق قريب في جدار المراوحة السلبية المتمادية فصولا منذ ايار الماضي، لكن يُخشى ان يكون في الحقيقة، ناتجا عن عواصف الاقليم التي أوصلت المسعى "الحريريّ" سريعا، الى حائط مسدود، وإن بأعذار وأدوات محلية الصنع... وقد ألمح رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط اليوم الى هذا الواقع، حيث سأل عما اذا كان التأليف صار مرتبطا بمسار الامور في المنطقة والعالم من اليمن وصولا الى فنزويلا.

خطوط شغّالة: في الداخل، لم تسجل اي اتصالات على خط التأليف اليوم مع استمرار وجود الرئيس المكلف في باريس. الا ان مصادر سياسية مطّلعة اشارت لـ"المركزية" الى خطوط تواصل مفتوحة بين المعنيين بالتشكيل في بيروت، من جهة، والحريري في العاصمة الفرنسية من جهة أخرى، شغّالة بعيدا من الاضواء، تحاول ايجاد المخارج لعقدتي "تمثيل اللقاء التشاوري" في الحكومة، والمقايضة بين عدد من الحقائب الوزارية.

باسيل وجعجع: وفي وقت أفيد ان الحريري التقى رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل في فرنسا في الساعات الماضية، ترجّح المصادر ان يجتمع الرئيس المكلف في الساعات المقبلة برئيس القوات اللبنانية سمير جعجع في العاصمة الفرنسية، علما ان معراب أكدت مجددا تمسّكها بحصتها الوزارية، شكلا ومضمونا، كما هي، رافضة اي مساس بها، وهو ما تفهّمه تماما الرئيس الحريري، وفق القوات.

التيار يصعّد..لن نسكت: ووسط هذه الاجواء، بدا لافتا تصعيدُ التيار الوطني الحر لهجته "السياسية"، وقد أوحت نبرة "البرتقالي" بأن لا تقدّم تحقق في المفاوضات الجارية، وأن مقاربتي الحريري وباسيل للحل الحكومي، لا تزالان بعيدتين. فقد افادت مصادر التيار الوطني الحر اليوم بأن لقاءات رئيسه مع الرئيس المكلف في باريس متواصلة، كما ان ثمة خطوطاً مفتوحة من قبل باسيل مع المعنيين في الشأن الحكومي للتوصل الى حل للتأليف على قاعدة عدالة التمثيل والتنازلات المتبادلة. وأكدت المصادر ان الافكار الخمسة التي كان باسيل طرحها لا تزال قيد النقاش لاعتماد احداها، في انتظار الاجوبة والحسم من قبل الحريري الذي لم ينتهِ بعد بالكامل من موضوع توزيع الحقائب. وشددت المصادر على ان المهم الانتهاء والحسم في الملف الحكومي هذا الاسبوع، والّا لن يبقى التيار ورئيسه صامتين وساكتين بعد الآن.

لا حلّ بعد: من جهتها، اوضحت مصادر مطلعة على اجتماعات باريس بأن أكثر من لقاء يعقد بين الحريري وباسيل في حضور الوزير غطاس خوري والنائب الياس بو صعب، لبحث الملف الحكومي، كما تعقد لقاءات مع أفرقاء آخرين. واشارت الى ان "ما يحصل في باريس لم يصل إلى حلٍّ بعد"، لافتة الى ان "الوزير باسيل مصرّ على طرح الافكار التي تراعي مطالب جميع الفرقاء على قاعدة احترام التمثيل والتنازلات المتبادلة ورفض لتفاهمات ثنائية على حساب أحد".

الحل عند باسيل: في الاثناء، قال النائب السابق مصطفى علوش لـ"المركزية" ان "هناك بعض الحلحلة في ملفات محددة كمسألة تبادل الحقائب، التي يبدو أنها تحلحلت لو أنها غير ثابتة نهائياً، خاصة ان رئيس الاشتراكي وليد جنبلاط قال "حلّوا المشاكل الاخرى بعدها تعالوا إليّ". أما بالنسبة لعقدة تمثيل "اللقاء التشاوري"، فالمسألة تتمحور اليوم حول اسم الوزير وتموضعه والكتلة التي سينتمي إليها، وكل هذه الامور لم تحسم بعد – وفق علوش- ولم يقع اختيار رئيس الجمهورية حتى الآن على اسم معين". وعن لقاء الحريري - باسيل في باريس أجاب: "لا أملك معطيات، لكن لا اعتقد ان هناك الكثير من الامور الاضافية التي طرحت، وفي رأيي مفتاح الحل عند الوزير باسيل. ومن المفترض ان يتبين امر ما يوم الاثنين".

مواقف نصرالله: في غضون ذلك، ترصد الاوساط السياسية المواقف التي سيطلقها مساء الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في اطلالته التلفزيونية. وفيما سيحتل الوضع الاقليمي الحيز الاكبر من مقابلته، الا ان القضايا المحلية عموما والوضع الحكومي خصوصا، لا بد ان تكون حاضرة. وهنا، ترجّح مصادر سياسية اعلانه استمرار "الضاحية" في دعم مطالب "اللقاء التشاوري"، الذي كان جدد امس المطالبة بوزير يتم اختياره من الاسماء الـ9 التي طرحها على ان يمثّل اللقاء حصرا، مستبعدة اي تليين من قِبله في هذا الشأن.

التأليف واليمن وفنزويلا: وكان جنبلاط غرد اليوم عبر "تويتر" قائلاً "قبل ان يقفل باب التفكير الحر او يصبح احاديا، هل ان تشكيل الحكومة في لبنان مرتبط بانجاز حكومة العراق، ام باتفاق أضنة ام أصبحنا في مسار واحد مع ازمة فنزويلا مرورا باليمن؟ وهل الاطالة في انجاز الحكومة هي لاضعاف لبنان اقتصاديا وانهاكه من أجل تعميم اليأس والفقر والهجرة؟ مجرد خواطر".

التفعيل مادة خلافية؟: على اي حال، واذا لم يكتب للمشاورات الحكومية النجاح مع حلول نهاية الشهر الجاري، فإن الخيار المرجح هو الذهاب نحو تفعيل نشاط حكومة تصريف الاعمال، الا ان هذه القضية تبدو بدورها خلافية، مع تعميم اوساط بعبدا اليوم اجواء لا تحبّذ هذا التوجه، فيما القوى السياسية الاخرى، من "المستقبل"، الى "القوات" فـ"حركة أمل" لا تمانعه، خاصة غداة المواقف الفرنسية الاخيرة التي حذرت من ان الاستمرار في التخبط سيقوّض مساعدات مؤتمر سيدر للبنان، وفي ظل المواقف الاميركية التي اطلقها من بيروت وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل منذ ايام والتي قال فيها "نثق بقدرة قادة لبنان على ادارة البلاد خلال هذه الاوقات الصعبة، ونشجع حكومة تصريف الاعمال على المضي قدما حيث يمكنها، وخصوصا على الصعيد الاقتصادي، لتجنب المزيد من الضرر والحفاظ على الثقة الدولية".

حكومة الوفاق قريبا: في المواقف، تمنى امين عام تيار المستقبل أحمد الحريري أن "يوفق الله الرئيس الحريري في مساعيه لتأليف حكومة البلد بأمس الحاجة لها، وأن يلهم الله كل الأطراف كي تبني على الايجابيات وتتواضع كي نستطيع الخروج من هذه النفق، تحت سقف الدولة والمؤسسات ودستور الطائف والحفاظ على عمق لبنان العربي وعلاقاته المميزة بأشقائه العرب". وشدد خلال تمثيله الرئيس الحريري في رعاية احتفال "مستقبلي" في ذكرى استشهاد وسام عيد، على أن "الرئيس الحريري لم يفقد الأمل يوماً، وما زال حتى اللحظة يدور الزاويا، وكل همه الناس والبلد، ومن اجلهم صابر صبر أيوب، ويقوم بكل شيء، من أجل حماية لبنان، والحفاظ على ثقة العرب والعالم فيه"، مؤكداً أن "اليد ممدودة للتعاون، وإن شاء الله، بحكمة الرئيس الحريري، وبالتنسيق مع رئيس الجمهورية ميشال عون، سنرى حكومة الوفاق الوطني قريباً، ولن نرى المزيد من الطروحات والاجتهادات ، التي سبق وقلنا، إنها ولدت ميتة، وإكرام الميت دفنه، والتاريخ لن يرحم المعطلين، في حال وقعنا في المحظور".

أمن اسرائيل اولوية روسية! اقليميا، وغداة الانتقادات الايرانية المباشرة لروسيا، نفى نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن تكون بلاده حليفة لإيران في ما يتعلق بوجودها في سوريا، قائلا إن أمن إسرائيل هو أحد أهم أولويات روسيا. وقال  ريابكوف في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأميركية امس "نحن لا نستخف بأية طريقة بأهمية التدابير التي من شأنها ضمان أمن قوي لدولة إسرائيل". وأضاف "الإسرائيليون يعرفون هذا، وتعرف الولايات المتحدة هذا، وأي طرف آخر، بما في ذلك الإيرانيون والأتراك والحكومة في دمشق. هذه واحدة من أهم أولويات روسيا". وقال ريابكوف إنه من غير الصحيح تصنيف روسيا وإيران كحليفتين، وإنما "تعاونّا فقط" في سوريا.