تطورات متسارعة في المنطقة يقابلها جمود قوي على الساحة اللبنانية
اتصالات في الظل تُزخّم بعد العيد لإخراج الحكومة الى النور..قبل القمة الاقتصادية؟
اليونيفيل:لاحترام الخط الازرق..تنسيق روسي-تركي في سوريا..والحوثي يخلي الحديدة
المركزية- في مقابل التطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة برمّتها منذ اتخاذ الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاسبوع الماضي قرار سحب قواته من سوريا، سيطرت على الساحة المحلية السياسية حالة من الجمود شبه التام. فأي حركة او اتصالات لم تُسجّل لاخراج المولود الحكومي العليل من رحم التعقيدات الذي أعيد اليه بعد التوقف الفجائي الذي اصاب المبادرة الرئاسية منذ ايام، رغم ان المعلومات تتقاطع على التأكيد ان مساعي إحيائها جارية خلف الكواليس على خطوط بعبدا – بيت الوسط – عين التينة - الضاحية – ميرنا الشالوحي، يقودها المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم. والتعويل كبير على ان تتمكن هذه الجهود، من إنضاج تفاهم ما، ليس فقط حول "هوية" الشخصية التي ستمثل "اللقاء التشاوري" في مجلس الوزراء العتيد، لكن ايضا، حول الفريق السياسي الذي سينتمي اليه الوزير المزكّى، وسط تمسك "اللقاء"، الذي يحظى بدعم كامل من حزب الله، بأن يكون ممثلا لـ"التشاوري" "حصرا".
في الظل: بعيدا من الاضواء، تتحرك آليات اللواء ابراهيم محاولة تقريب وجهات النظر بين المتباعدين وأبرزهم التيار الوطني الحر وحزب الله. وبحسب ما تقول مصادر مطّلعة لـ"المركزية"، فإن هذه الجهود يفترض ان تزداد زخما بعد عطلة عيد رأس السنة، مشيرة الى ان الجهود منصبة على ايجاد صيغة تسووية ترضي الجميع لعقدة تمثيل اللقاء التشاوري. أما مسألة توزيع الحقائب فيبدو ان حلّها لن يكون صعبا اذا ما ذلّل مطبّ "التشاوري". واذ تقرّ بأن المفاوضات غير سهلة، سيما وان رئيس التيار الوزير جبران باسيل لا يزال يعتبر ان حصول فريقه ورئيس الجمهورية على 11 وزيرا في الحكومة هو حقّ، توضح المصادر ان ثمة خيارات كثيرة يتم البحث فيها ومنها لم يكن مطروحا في جولة المباحثات الاولى، لا سيما في ما يخص الجهة التي ستتنازل لصالح تمثيل اللقاء.
قبل القمة؟! ووفق المصادر، ثمة اصرار محلي على الانتهاء من عملية التشكيل قبيل القمة الاقتصادية التنموية التي تستضيفها بيروت في 20 كانون الثاني المقبل كون وجود حكومة تصريف اعمال سيؤثر سلبا، على مستوى المشاركة العربية في القمة. الا ان المصادر تحاذر الغوص في مسألة تحديد المهل مجددا، نظرا الى التجارب السابقة، ونظرا ايضا الى سهولة تأثّر لبنان بالتبدلات الاقليمية ولا سيما السورية منها، حيث الخشية كبيرة من ان يحاول فريق 8 آذار تسييل الانفتاح العربي على سوريا، في الداخل اللبناني، فيتشدد في التركيبة الحكومية شكلا وفي بيانها الوزاري "مضمونا" فيصر على ادراج تطبيع العلاقات مع دمشق فيه (على سبيل المثال لا الحصر).
اليونيفيل واحترام الخط الازرق: وفي وقت توجب التحديات، تأليف حكومة في أسرع وقت، أكانت اقتصادية او أمنية، حضرت الاوضاع على الحدود الجنوبية مجددا، في بيان لليونيفيل تطرّق الى تحقيقات القوات الدولية، في "أنفاق تعبر الخط الأزرق". فأوضحت ان "في 26 و27 كانون الأول، وفي سياق التحقيق الجاري حول وجود أنفاق على الخط الأزرق، قامت اليونيفيل مع القوات المسلحة اللبنانية بمسح مبنى لمعمل باطون قديم في الجزء الجنوبي من كفركلا، وذلك بعد أن لاحظت وجود إسمنت سائل يتدفق من المبنى داخل هذه المنشأة. وتم ضخ السائل الذي طفا على الجانب اللبناني من قبل الجيش الإسرائيلي من خلال فتحة تم حفرها في طرف نفق. من ناحيتها كانت اليونيفيل أكدت من قبل بشكل مستقل، أنه يعبر الخط الأزرق في نفس محيط المنطقة. وبناء على هذه الملاحظة، يمكن لليونيفيل أن تؤكد أن معمل الباطون القديم في كفركلا فيه فتحة على النفق الذي يعبر الخط الأزرق. واضاف البيان "في شكل منفصل، في 26 كانون الأول، أبلغ الجيش الإسرائيلي اليونيفيل عن عملية أخرى استخدم فيها متفجرات في نفق جنوب عيتا الشعب. وهذا النفق الذي حدده الجيش الإسرائيلي لم يُبلغ عنه من قبل إلى اليونيفيل، وبالتالي لم يتم التحقق من وجوده بشكل مستقل من قبل اليونيفيل. وفي 27 كانون الأول، أجرت اليونيفيل تقييما لما بعد الانفجار ولاحظت وجود حفرة في المنطقة. وتعمل اليونيفيل مع القوات المسلحة اللبنانية لتقييم أي ضرر ناتج من الانفجار". واكد البيان ان "اليونيفيل تواصل العمل مع الأطراف لضمان تنسيق جميع الأنشطة في المناطق الحساسة حسب الأصول، واحترام الخط الأزرق بالكامل من الطرفين، ومساعدة الأطراف على الوفاء بالتزاماتها تجاه وقف الأعمال العدائية بموجب القرار 1701".
الوضع هادئ: وليس بعيدا، أوضح الناطق الرسمي بإسم "اليونيفل" أندريا تننتي "ان الوضع في الجنوب هادئ وجنودنا يعملون على الأرض مع القوات المسلحة اللبنانية لضمان الاستقرار على طول الخط الأزرق"، مضيفا "ان رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء ستيفانو ديل كول على تواصل كامل مع الأطراف لمنع أي سوء فهم، كما سيتم بحث موضوع الانتهاكات وكذلك الأنفاق في الاجتماع الثلاثي باعتباره المنتدى الوحيد الذي يلتقي فيه الطرفان لمناقشة تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1701 ونزع فتيل التوتر على طول الخط الأزرق".
مباحثات روسية- تركية: اقليميا، بحث وزراء الدفاع والخارجية لروسيا وتركيا في موسكو اليوم انسحاب القوات الأميركية من سوريا، والوضع في إدلب. وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في بداية اللقاء "ستكون لدينا إمكانية لمناقشة الوضع في منطقة خفض التصعيد في إدلب مجددا، وفي منطقة الفصل، علاوة على ذلك، سنتحدث حول الاتفاقيات التي تم التوصل إليها في إسطنبول، والعمل الذي تم عقب ذلك، وكذلك كل ما يخص شرق الفرات". كما أشار إلى مناقشة "ما يجب القيام به بعد إعلان انسحاب القوات الأميركية من سوريا". وبعد الاجتماع، قال وزير الخارجية التركية مولود جاويش اوغلو ان "تركيا وروسيا لديهما موقف موحد يهدف الى تطهير سوريا من كل التنظيمات الارهابية" مشيرا الى "اننا سنواصل العمل مع إيران وروسيا بشأن سوريا". اما نظيره الروسي سيرغي لافروف، فلفت الى ان "تم التفاهم على أن يواصل العسكريون الروس والأتراك تنسيقهم لمواجهة التحديات الإرهابية في سوريا".
انسحاب من الميناء: يمنيا، بدأت قوات الحوثي اليمنية في إعادة الانتشار داخل مدينة الحديدة الساحلية والانسحاب من مينائها، في إطار اتفاق تم التوقيع عليه في السويد في وقت سابق من الشهر الحالي تحت رعاية المنظمة الدولية بحسب ما أعلن مصدر من الأمم المتحدة. الى ذلك، قالت الامم المتحدة اليوم ان الأطراف في اليمن وافقت على فتح الممرات الإنسانية المغلقة مشيرة الى ان طريق الحديدة صنعاء سيكون أول الطرق المغلقة المقرر فتحها وتتبعها طرق أخرى على مراحل.
موريتانيا في دمشق؟: اما على خط الانفتاح العربي التدريجي على دمشق، فذكرت صحيفة "الجواهر" الموريتانية، نقلا عن مصادر مطلعة، أن "الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز سيقوم بزيارة رسمية إلى سوريا للقاء الرئيس السوري بشار الأسد، في ثاني زيارة لرئيس عربي لسوريا منذ ثماني سنوات"، مشيرة إلى أن الرئيس الموريتاني قرر الاستجابة لدعوة من الأسد لزيارة سوريا مقدمة منذ فترة حيث حدد لها بداية الشهر القادم كموعد".