العقدة السنية بين المراوحة السلبية..وليونة "حريريّة" مرتبطة بهوية الوزير؟
الخوف على الاقتصاد يكبر والرئيس المكلف: سيدر فرصة والاصلاح أولويـة
الراعي الى الفاتيكان غدا..بوتين في تركيا..وواشنطن ستحاسب قتلة خاشقجي
المركزية- ليس سرّا ان الوضع الاقتصادي الداخلي صعب وحرج، فالبلاد تسجّل في شكل يومي تحذيرات من الأسوأ، على لسان سياسيين وخبراء ورجال اعمال وعمّال..الا ان الكلام الذي أطلقه أمس نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط فريد بلحاج خلال زيارته بيروت، أتى ليُظهر بشكل أكثر وضوحا، حجمَ الازمة ومدى خطورتها، وقد بدا كجرس إنذار أخير، بأن لبنان لا يمكن ان يصمد طويلا اذا بقي على طريق "التقهقر" نفسه، منبها من أن مساعدات الدول المانحة في مؤتمر "سيدر" على المحك، وهي باتت مهددة جديا بالضياع ما لم ينطلق سريعا، قطار الاصلاحات. وفي وقت تحتاج هذه "الورشة" وجودَ حكومة، تستمر الاتصالات لمحاولة إخراجها من عنق الزجاحة. الا ان مصير المساعي التي يتولاها رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل، يبدو ضبابيا حتى الساعة. فصيغة الحل لمطلب تمثيل سنّة 8 آذار في الحكومة، غير واضحة بعد. وفيما أفيد ان كوّة قد تكون فُتحت في جدار الازمة من خلال ليونة "حريرية" مستجدّة إزاء توزير شخصيّة تمثّل هؤلاء من حصّة رئيس الجمهورية، يبقى رصد مدى دقة هذه المعطيات. وإن كانت صحيحة، هل ترضى بعبدا بهذا المخرج؟
الحريري لا يغلق الباب؟: تعقيبا، اشار عضو المكتب السياسي في تيار "المستقبل" مصطفى علوش لــ"المركزية" الى أن "قبول الحريري بتمثيل "الستة" من حصة رئيس الجمهورية، مرتبط بالشخصية المقترحة، إذ أن هناك حسابات انتخابية ملزم الرئيس المكلف بأخذها في الاعتبار. فموقفه يأتي بعد خروجه من انتخابات صعبة على مختلف الاحزاب وخاصة تيار المستقبل، وبالتالي أي قرار غير محسوب العواقب سيضر به على المستوى التكتيكي والاستراتيجي، لذلك ليس المهم من حصة من، بل هوية الشخص الذي سيوزّر"، مضيفا "الحريري لا يغلق الباب بوجه أي طرح ولكن كل اسم سيعرض عليه، له حساباته بالنسبة إليه وبالنسبة لرئيس الجمهورية". ولفت الى أن "الحكومة تؤلف بالتعاون بين الرئاستين الاولى والثالثة، ولكن الحريري قدم كل التنازلات المتاحة، وينتظر طروحات الرئيس ليتفاوض حولها".
باسيل مستمر: على أي حال، من المتوقّع ان يواصل باسيل نشاطه على خط معالجة العقدة، حيث من غير المستبعد وفق ما تقول مصادر مطّلعة لـ"المركزية" ان يجتمع في الساعات المقبلة الى نواب "اللقاء التشاوري المستقل" الستة، للبحث معهم في الافكار التي في جعبته، ومنها ان يتمثّلوا بوزير مستقل لا يشكّل تحديا لاي طرف، والا يكون الاخير من حصّة الرئيس المكلف.
مراوحة سلبية: في الاثناء، وفي موازاة المباحثات التي تدور خلف الجدران الاربعة، دلّت مواقف القوى الثلاث المعنية بالعقدة السنية، الى أن المراوحة السلبية سيّدة الموقف. ففيما قال نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان المشكلة وحلّها في يد الحريري، وفي وقت تمسّك سنّة 8 آذار بعيد اجتماع عقدوه أمس، بحق تمثيل شخص منهم، أكد الرئيس المكلف مجددا، أن الحل في موضوع التأليف ليس لديه، بل لدى الآخرين.
آن أوان التواضع: بدوره، رد عضو كتلة المستقبل النائب سمير الجسر على قاسم، قائلا عبر تويتر "الرئيس الحريري يا سماحة الشيخ نعيم قاسم، لم يضع معايير للتأليف، ورفض الاعتراف بكل بدعة وبكل عرف ما خلا ما ارتبط منها بالرئاسات الثلاث. حيدوا انفسكم عن طرح توزير واحد من النواب الستة الذي طرحتموه وستجدون كيف تتبدد العقد". واضاف "سماحة الشيخ آن أوان التواضع قليلا والتعامل مع المخاطر المحدقة بالبلاد من باب المسؤولية المشتركة، وتقديم الوفاء للوطن عن الوفاء للاشخاص الذين تحضنون".
الحاج حسن: اما وزير الصناعة حسين الحاج حسن، فقال إن "لبنان بلا حكومة منذ ستة أشهر لأن هناك من لا يريد أن يعترف بنتائج الإنتخابات النيابية، والنواب السنة المستقلون لهم حيثيتهم السياسية وحضورهم منذ عشرات السنين وهم ينتمون إلى عائلات وبيوتات سياسية عمرها نصف قرن، فالمشكلة ليست عند النواب الستة بل عند الذي يحاول تجاوز نتائج الإنتخابات النيابية وعند العقليات الإستئثارية التي تؤخر تشكيل الحكومة".
فرصة ذهبية: وكان الحريري وبعد أن نفض يده من العقدة السنية وسبل تفكيكها، أشار الى ان "هدفه الأساسي هو كيفية تطوير البلد"، معتبرا أن لدينا فرصة ذهبية لتطوير لبنان، خاصة بعد مؤتمر "سيدر". ولفت خلال رعايته مساء أمس حفل عشاء أقامه "اتحاد رجال الأعمال للدعم والتطوير"-"إرادة"، إلى"أن أي حكومة ستأتي قريبا في المستقبل إن شاء الله ستضع في بيانها الوزاري كل الإصلاحات والمشاريع الواردة في مؤتمر "سيدر"، مؤكدا أن كل الأفرقاء السياسيين سبق أن وافقوا على ذلك. وقال "صحيح أننا اليوم حكومة تصريف أعمال وأنا رئيس مكلف، لكن الهدف الأساسي بالنسبة إليّ هو كيفية تطوير هذا البلد. وأنا أرى أنه لدينا فرصة ذهبية لذلك، خاصة بعد مؤتمر "سيدر". وتابع "سيدر" ليس فقط مجموعة مشاريع، إنما هو أيضا مجموعة إصلاحات، ومن دون هذه الإصلاحات لا يمكن أن ننهض بالبلد. والأهم أننا قبل ذهابنا إلى هذا المؤتمر، وافق مجلس الوزراء على كل الإصلاحات والمشاريع المندرجة فيه، وأي حكومة ستأتي قريبا في المستقبل إن شاء الله ستضع في بيانها الوزاري كل هذه الإصلاحات والمشاريع، وكل الأفرقاء السياسيين سبق أن وافقوا على ذلك.أنا متفائل خيرا، إذا تم حل موضوع الحكومة، والحل في هذا الشأن ليس لدي بل لدى الآخرين".
الخلاف سيدمّر الاقتصاد: وليس بعيدا، توالت اليوم المواقف المنبّهة من تداعيات التأزم السياسي على الواقع الاقتصادي والمعيشي. وكان أبرزها لرئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" النائب السابق وليد جنبلاط الذي قال عبر "تويتر"، "في إنتظار اللون والشكل لعقدة المستقلين يأتي إنذار البنك الدولي ليقول لنا ان خلاف الاغريق والفرس سيدمّر الاقتصاد اللبناني الى جانب الاهمال والامبالاة اللذين جعلا المواطنين يغرقون في مياه الوحول والمجارير ويتعرضون للاخطار والعذاب ساعات وساعات".
الدين ماشي..والحكومة؟: أما نائب رئيس حزب القوات اللبنانية عضو تكتل الجمهورية القوية النائب جورج عدوان فتكب عبر "تويتر"، "عداد الدين ماشي..ما في مال في احتياط الموازنة..الإنذارات تتوالى يوميا..كل شي نحو الحضيض..بس الحكومة متوقفة"!؟!
الراعي الى الفاتيكان: على صعيد آخر، يتوجه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي غداً الاحد على رأس وفد من المطارنة الموارنة في الداخل وبلاد الانتشار، يرافقهم وفد نيابي، الى حاضرة الفاتيكان في زيارة تقليدية تحصل كل 5 سنوات تعرف بـ Adlimina او بالعربية "زيارة الاعتاب الرسولية". وتتخلل الزيارة لقاءات مع قداسة الحبر الاعظم البابا فرنسيس وكرادلة الفاتيكان، وستكون مناسبة لمناقشة اوضاع الكنيستين الكاثوليكية والمارونية خصوصا والمسيحيين في العالم عموماً.
بوتين في تركيا: اقليميا، وفي وقت لم يُصر بعد الى تطبيق اتفاق ادلب الروسي- التركي على الارض ولم تفلح أنقرة بعد بإخراج المقاتلين المتشددين من المنطقة، وفق ما قالت موسكو منذ ايام، يزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تركيا الاثنين حيث يحضر مراسم الانتهاء من بناء القسم البحري من خط "السيل التركي" لنقل الغاز الروسي إلى تركيا اعتبارا من عام 2020. وسيشارك مع نظيره رجب طيب أردوغان في هذه المراسم في إسطنبول الإثنين.
واشنطن ستحاسب: من جهة ثانية، نقلت وكالة "بلومبرغ" عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قوله إنه سيتحدث مع وزير الخارجية مايك بومبيو ووكالة المخابرات المركزية الأميركية عن الصحفي جمال خاشقجي. وأكّد نائب الرئيس الأميركي مايك بنس أنّ "الولايات المتحدة ستحاسب قتلة الصحافي".وقال على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا المحيط الهادئ (ابيك) في بابوا غينيا الجديدة، إن "الولايات المتحدة عازمة على محاسبة جميع المسؤولين عن عملية القتل تلك".