عشـية دخول التشكيل شهره السادس...الحريري متفائل بخرق الجمود
تحضيرات الاستقلال: المواطنون "يكفرون" بالدولة... والجيـش: عذرا
توقيـف ارجنتنيين فـــي حزب الله قبيل انعقاد قمـــة العشـرين
المركزية- تكمل أزمة تأليف الحكومة الجديدة بعد ثمانية ايام شهرها السادس، وسط تعمّق الانسداد السياسي و"تكلّس" التعقيدات التي حالت دون تمكين الرئيس المكلف سعد الحريري من انجاز مهمته حتى الآن. ومع انها ليست السابقة القياسية في طول المدد التي استهلكها رؤساء وزراء سابقون في تأليف الحكومات، وحكومة الرئيس تمام سلام خير شاهد، فإن ما يثير الشكوك في أن تمضي التجربة الراهنة نحو مزيد من استهلاك الوقت الضائع، هو ان جسور المشاورات بدت كأنها سُدت تماماً في الآونة الاخيرة، على رغم كل المواقف الدافعة نحو احياء قنوات التفاوض حول هذا الاستحقاق الذي يخشى ان يكون حوصر بخطة محكمة، يراد لها ان تعمم الفراغ وتبقي ضمناً حكومة تصريف الأعمال لدوافع تخدم من يضع العراقيل وترتبط حكما بالتطورات الاقليمية.
"قصاص" الاستقلال: وفيما البلاد على شفير الهاوية او في طريقها الى قعرها، يقودها اليها المسؤولون السياسيون او بعضهم بكامل ارادتهم، ولتكتمل فصول عذابات اللبنانيين او من تبقى منهم، ممن لا قدرة لهم على شراء ثمن تذكرة سفر تقودهم الى خارج البلاد، قطعت امامهم اليوم سبل انتقالهم الى العاصمة فعلقوا في زحمة سير خانقة على مدى ساعات بفعل قطع الطرق المؤدية الى جادة شفيق الوزّان حيث تتم تدريبات للجيش على العرض العسكري لمناسبة عيد الاستقلال الخامس والسبعين يوم الخميس المقبل، زادت طين عذاباتها بلّة امطار انهمرت بغزارة في الفترة الصباحية متسببة كالعادة ببرك وسيول وانهار حولت الطرق الى بحيرات علقت فيها السيارات.
لبنان قادر: وفي وقت غابت اليوم اي حركة على خط التشكيل، حتى لوزير الخارجية جبران باسيل، على ان يجتمع "اللقاء التشاوري عصرا، حافظ الرئيس المكلف سعد الحريري على تفاؤله، فأعرب عن إيمانه "بقدرة لبنان على الخروج من الجمود السياسي الذي يعيشه"، لافتا إلى أن "البلد تمكن من الخروج من أزمات أصعب بكثير في السابق". ودعا الجميع إلى "العمل سويا لأن يدا واحدة لا تصفق"، مشددا على "أهمية دور القطاع الخاص بالنهوض بالبلد". وقال خلال حفل عشاء أقامه نائب رئيس غرفة تجارة بيروت غابي تامر مساء أمس على شرفه في دارته في سن الفيل، "صحيح أن البلد يمر بفترة من الجمود السياسي، لكنني مؤمن بقدرتنا على الخروج من هذه الأزمة، وقد تمكنا من الخروج من أزمات أصعب بكثير. أضاف "كان مؤتمر "سيدر" ناجحا بالفعل من أجل لبنان، وقد تمكنا من تحصيل تمويل كبير لمشاريع البنى التحتية، ميزته أنه تمويل طويل الأمد بفوائد مخفضة جدا، وهذا يسمح لنا بأن نجدد كل البنى التحتية لدينا ونؤمن التمويل لكل ما نحتاجه من مشاريع. وقد كنا في المجلس النيابي السابق والحكومة السابقة، أقررنا العديد من القوانين للنهوض بالاقتصاد. أما اليوم فإننا نعيش أزمة سياسية، ونأمل إن شاء الله أن تحل".
الاصلاحات مطلوبة: وتابع: "لبنان لا يمكنه أن يستمر في ممارسة أنشطة الأعمال على أساس ما اعتاد عليه في السابق. علينا أن نقوم بكل الإصلاحات التي التزمنا بها في "سيدر" لأنه لا يمكن أن نكمل بقوانين عمرها خمسين وستين عاما، إن كان بالتجارة أو القضاء أو غيرهما". أضاف: "نجد كثرا اليوم يتسابقون على وظائف الدولة، التي لم تعد تحتمل مزيدا من التوظيفات، ويجب أن يكون أمل الشباب بالقطاع الخاص بمخلف حقوله، من شركات مقاولات أو اتصالات أو صناعة أو زراعة أو غيرها. ولكن، بما أنه ليس هناك فرص عمل اليوم في البلد، نجد كل الشباب يتهافتون على القطاع العام، الذي بات متضخما بشكل غير طبيعي وعلينا أن نقلص منه كثيرا ونوقف الهدر، سواء بالكهرباء أو المياه أو أي مرفق آخر يعاني من الهدر".
البنك الدولي: وليس بعيدا من الاقتصاد، اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المضي في مكافحة الفساد،
خلال استقباله نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الاوسط فريد بلحاج والمدير الاقليمي ساروج كومار (اللذين زارا بيت الوسط ايضا)، في حضور رئيس لجنة المال والموازنة النيابية النائب ابراهيم كنعان، وتناول البحث التعاون القائم بين لبنان والبنك الدولي حيث اكد بلحاج دعم البنك الدولي للبنان والجهود التي يبذلها رئيس الجمهورية لتحقيق الاصلاح على مختلف المستويات لاسيما في الملف المالي. ووضع بلحاج امكانات البنك الدولي بتصرف لبنان في المجالات كافة، محددا الاولويات وفقا للإصلاحات التي وردت في مؤتمر "سيدر" والتي اعتبر انها شاملة وضرورية في هذه المرحلة. وخلال الاجتماع نوّه بلحاج بالتشريعات التي اقرها مجلس النواب والتي ارتبط معظمها بمقررات "سيدر"، مشيرا الى ايجابية اقرار الموازنات في لبنان مع التشديد على ضرورة احترامها في اثناء التطبيق. وشكر عون البنك الدولي على التعاون القائم مع المؤسسات المالية والادارية اللبنانية، مؤكدا العمل على تعزيز الرقابة البرلمانية وتفعيل دور اجهزة الرقابة والقضاء، مركزا على استمرار عملية مكافحة الفساد والاجراءات الاصلاحية الضرورية.
البطاركة الكاثوليك: وسط هذه الاجواء، طالب مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك بعد اجتماعه في بكركي، خلال الدورة 52، المسؤولين بتسهيل تأليف الحكومة، معتبراً "انهم بعدم توافقهم على التشكيل خلال مهلة 5 اشهر، يظهرون وكأنهم غير راغبين ببناء دولة قانون وغير مبالين بمعاناة الشعب". واعتبر الآباء ان فقدان الثقة المتبادلة وغياب الوحدة الداخلية وطغيان المصالح الخاصة بالاضافة الى التدخلات الخارجية هي السبب لعدم التوصل الى اعلان الحكومة الجديدة بعد اكثر من خمسة اشهر على تسمية الرئيس المكلف وبدء المفاوضات . ورأى المجلس ان "من دون الثقة والوحدة والتجرد يظهر المسؤولون السياسيون وكأنهم لا يريدون بناء دولة القانون والعدالة الاجتماعية لأنها تتنافى ومكاسبهم ونفوذهم وزعاماتهم كما يظهرون غير مبالين بمعاناة الشعب الذي اوكل السلطة العامة اليهم للاعتناء به". وطالب "جميع الاطراف السياسية المعنية تسهيل تأليف الحكومة اليوم قبل الغد وبالتعالي عن مصالحهم ومواقفهم رحمة بالبلاد وبالمواطنين". الى ذلك، أكد المجلس سروره "بالمصالحة التي جرت برعاية البطريرك الراعي بين رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وبالوثيقة التي صدرت بينهما وقد هنّأ اللبنانيين بهذا الحدث وتطلّع لأن تشمل المصالحة كافة الأطراف اللبنانية".
الاشتراكي في معراب: في الاثناء، وفي اطار التواصل بين معراب وكليمنصو التقى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب هادي أبو الحسن الذي اشار الى ان الزيارة "في إطار التواصل الذي يقوم به "الحزب التقدمي الإشتراكي" مع القوى السياسية كافة، وهذا أمر طبيعي فكيف بالأحرى مع جهة أساسية كحزب "القوات اللبنانية" وهو شريك فعلي في الجبل وفي المصالحة والوحدة الوطنية". واذ أكد أن "ليس من رسائل معينة نقلها الى جعجع إنما تبادل للمعطيات والأفكار، شدّد على أن "هناك مساعي جدية تسير في هذا الإتجاه وهذا أمر صحي، إلا أن المطلوب من كل القوى تسهيل مهمة الرئيس المكلف، وأعتقد أن الأمور ستتقدم باعتبار أننا محكومون بتشكيل حكومة جديدة للخروج سريعا من هذه الدوامة القاتلة".
الحزب في الارجنتين: الى ذلك، أعلنت وزارة الأمن الأرجنتينية إنه تم إلقاء القبض على مواطنين أرجنتينيين اليوم للاشتباه بصلتهما بـ"حزب الله"، وذلك عشية قمة مجموعة العشرين المقرر عقدها في "بوينس إيرس" أواخر الشهر. واعتقل الرجلان اللذان يبلغان من العمر 23 و25 عاما في مسكن بالعاصمة، وعثرت الشرطة على كمية من الأسلحة شملت بندقية وبندقية رش وعددا من المسدسات وغيرها. وذكرت الشرطة أنها وجدت أدلة على السفر إلى الخارج "بالإضافة إلى أوراق هوية باللغة العربية وصورة لراية حزب الله". ولم تحدد طبيعة السفر أو وثائق الهوية ولم تكشف عما إذا كان الرجلان أضمرا النية لمهاجمة قمة مجموعة العشرين. واكدت وزيرة الأمن باتريسا بولريتس الخميس إن قوات الأمن متأهبة تحسبا لأي أنشطة مريبة قبل المؤتمر.