Nov 15, 2018 6:46 AM
صحف

المخرَج السنّي:بري والحريري يسمّيان

تتقاطع الاقتراحات المتداولة للتسوية، بتمثيل سنّي مدعوم من "حزب الله" ويمثل النواب السنّة الستة، عند مبادرة مقبولة من الرئيس ميشال عون، تنتظر استكمال الاتصالات التي يجريها الوزير جبران باسيل، فيلتقي اليوم النائب السابق محمد الصفدي والنائب عدنان طرابلسي، ورفع حصيلة عن الاتصالات والاقتراحات، تقضي بأن يتمثل سنّي كان مخصصاً للتبادل بمسيحي من حصة رئيس الجمهورية، بحيث يمكن للرئيس عون، بموافقة الرئيس الحريري، طبعاً إسناده لفريق 8 آذار، اما عن طريق الرئيس بري او طريق "حزب الله".

الا ان مصادر مطلعة على سير المفاوضات قالت لـ"اللواء" "اننا ما زلنا نعيش في صميم الازمة"، وان لا بلورة لأية اقتراحات عملية.

واُحيط تحرك باسيل بتكتم شديد، لكن مصادره اكتفت بالقول لـ"اللواء" "انه يحاول في مسعاه تدوير الزوايا وتقريب وجهات النظر والتوصل الى توافق بين الاطراف المعنية على معايير وقواعد محددة لتمثيل الاطراف في الحكومة مع حفظ مبدأ ان يكون رئيس الحكومة قويا ايضا، ومتى توصل الى هذا التوافق يبدأ البحث في الحلول العملية للمشكلة. لكن الامر يتطلب تنازلا وتسهيلات من الاطراف المعنية.  

ولفتت مصادر سياسية مطلعة لـ"اللواء" إلى ان تحرك باسيل يأتي تحت عنوان "خلق المناخ المناسب لتوفير ولادة حكومة جديدة لا تسقط عند اول امتحان"، مشيرة إلى "ان مساعيه ابعد من محاولة إيجاد حل لعقدة تمثيل السنّة المستقلين من خلال تبادل وزراء من هذه الحصة او تلك، إلى محاولة إيجاد الظروف المساعدة لولادة حكومة تعمّر طويلاً ولا تنفجر في اول محطة"، معتبرة "ان القول بأن باسيل يعمل كوسيط لنقل وزير مسلم إلى حصة هذا الفريق او ذاك هو تقليل من دوره، فضلاً عن ان مهمة تأليف الحكومة تقع على عاتق الرئيس المكلف بالتعاون مع رئيس الجمهورية".

إلى ذلك، توقعت مصادر فريق 8 آذار، ان يكون للرئيس بري الدور الأساسي في إيجاد الحل المناسب للعقدة السنّية، طالما ان الأبواب ما تزال مفتوحة للوساطات.

وكشفت معلومات هذه المصادر لـ"اللواء" بأن احد الحلول المقترحة ان يُسمّي الرئيس بري بالتفاهم مع الحريري الوزير السنّي السادس في حصة الاخير، نظراً لرفض سنّة 8 آذار ومن يدعمهم على ان يكون تمثيلهم الوزاري من حصة رئيس الجمهورية".

وعلى هذا الاساس، فان ما اتفق عليه سابقا لجهة تبادل الحريري والرئيس عون مقعداً سنياً مقابل مقعد ماروني مستبعد، لكنه ممكن لا سيما وان الحريري اتفق مسبقا مع الرئيس نجيب ميقاتي على مقعد مشترك بينهما، واذا نجحت المبادرة فان مقعداً سنّياً آخر سيكون مناصفة بين الحريري ومن يمثّل سنّة 8 آذار، وبالتالي تصبح حصة الحريري الفعلية اربعة مقاعد.

وفي حين لم يحسم هذا الطرح بعد، فان معلومات غير مؤكدة اشارت إلى طرح آخر يقضي بتنازل رئيس الجمهورية عن المقعد السني الذي تبادله مع الحريري للثنائي الشيعي لتوزير الشخصية السنية التي يرونها مناسبة، وهذا الاخراج لا يحرج الحريري حتى لو تم توزير احد سنة "اللقاء التشاوري" على اعتبار ان هذا المقعد بات من حصة رئيس الجمهورية وله الحق بالتصرف به وفق ما تقتضي المصلحة الوطنية، كما ان الحريري نفسه وضع الحل في عهدة رئيس الجمهورية اي عمليا اعلن موافقته مسبقا على اي حل يراه الرئيس مناسبا.

حكومة متينة: واشارت مصادر قيادية في "تيار المستقبل" واخرى متابعة لحراك الوزير باسيل، الى "ان الجهود تتركّز على تأليف حكومة ذات تركيبة متينة". ورجّحت المصادر المواكبة "ان تظهر مؤشرات جديدة حول نتائج الحراك في بداية الأسبوع المقبل، مع تأكيدها ان الحلّ لن يكون بتوزير الرئيس احد هؤلاء النواب من حصته، قائلة لـ"الشرق الأوسط" "الرأي الأهم في هذه العُقدة الخاصة بتمثيل سُنّة 8 آذار يعود للحريري، وبالتالي ما يقوم به باسيل هو العمل على جعل التركيبة الحكومية مفيدة وقادرة على العمل والاستمرار من دون ان يظهر اي طرف بمظهر المنكسر"، وهو ما كان لافتاً في كلام باسيل، امس، حين قال "نريد رئيس حكومة قوياً". في المقابل، تبدو مصادر "المستقبل" متأكّدة من "ان الحل لم يعد مرتبطاً بعُقدة سنّية ومطلب من "حزب الله" بقدر ما هو قرار خارجي ينتظر الضوء الأخضر الإيراني"، مشيرةً إلى "ان الحريري قال ما عنده وينتظر من الآخرين تقديم ما عندهم". وقالت المصادر لـ"الشرق الأوسط"، "ان الحريري قدّم حل توزير شخصية من قبل رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، وهو ما كان مقرّراً حتى قبل طرح العُقدة الأخيرة، وبالتالي إذا كانت حجة "حزب الله" عدم حصر التمثيل السنّي في الحريري فعليهم القبول بهذا الأمر، سائلةً "كتلة "حزب الله" لم تسمِّ الحريري لرئاسة الحكومة وبالتالي لماذا لا يبقى الحزب خارج الحكومة ويمارس دور المعارضة"؟

 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o