الحريري يردّ تهمة "التعطيل" الـــــى "حزب الله": قمت بما عليّ والحكومة جاهزة
باسيل يستكمل مساعيه ويزور كليمنصو ودار الفتوى وسنّة 8 آذار على موقفهـــم
عون:الاقتصاد أولوية..زحلة تحافظ على تغذية 24/24..ومصر تتدخل للتهدئة في غزة
المركزية- لم يُخلِ الرئيس المكلف سعد الحريري الساحة الحكومية، ولا قَبِل تركَ لبنان يسقط في المحور الآخر ويفقد موقعه "الوسطي" الذي يؤمّن له حاضنة ورعاية دوليتين، هو بأمس الحاجة اليهما اليوم... وإزاء محاولات رمي كرة تعثّر التأليف في حضنه، من قِبل حزب الله ونواب "اللقاء التشاوري"، واتهامِه بإدارة ظهره لمطلب توزير سني من 8 آذار، وضع النقاط على الحروف والامور في نصابها الصحيح، منتقلا من موقع الدفاع الى الهجوم. لكن الرئيس المكلف الذي تحدث بنبرة حازمة، لم يقفل الباب على إمكانية إيجاد مخارج وحلول يحاول رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل، اليوم، بتكليف رئاسي، نسج خيوطها، والاخير سيستكمل اتصالاته في شأنها في الساعات المقبلة بزيارة كليمنصو ودار الفتوى، علما ان المواقف الصادرة اليوم عن اطراف العقدة الثلاثة، لم توح بإمكانية كبيرة لوصولها الى خواتيمها السعيدة...
الحريري: أعاد الرئيس المكلف تهمةَ تعطيل التشكيل الى حضن "حزب الله"، معلنا ان الاخير هو من يعرقل ويتحمل تبعات العرقلة. وأكد أن "التأليف سهل اذا عدنا الى الاصول، وهذه مهمتي انا وفخامة الرئيس، وانا قمت بما علي والحكومة جاهزة وليتفضل الكل ويتحمل مسؤولياته ليمشي البلد". واذ لفت الى ان "ليس حزب الله من يقول لي من يجب ان يتمثل او لا"، رأى ان "المشكلة ليست خارجية بل تتعلق بكيفية ادارة البلاد وبمن له صلاحيات تأليف الحكومة"، مضيفا "لسنا نحن من يقبل بالانقلاب على الصلاحيات الدستورية وعلى الطائف وهو وضع التأليف في عهدة الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية وليس معهما اي طرف ثالث". وفي وقت أكد انه لا يحتكر الطائفة السنية وان هناك وزيرين سنيين في الحكومة من خارج حصته الاول لرئيس الجمهورية والثاني للرئيس نجيب ميقاتي، أعلن "أنني "بيّ" السنة في لبنان واعرف اين مصلحتهم وكيف ادافع عنهم، وكما أرفض طغيان السنة على المصلحة الوطنية، أرفض "طغيان اي طائفة على السنة وعلى مصلحة البلد"، مصوبا على الحزب بالقول " لا يمكن لمن يحتكرون طوائفهم الحديث عن احتكار لدى الطوائف الاخرى". الرئيس الحريري الذي اعتبر ان عقدة النواب السنة مفتعلة وانه كان واضحا منذ اللحظة الاولى برفض توزيرهم بقوله "فتشوا عن غيري"، أعلن "لن أدفع فاتورة قانون الانتخاب مرّتين"، مضيفا أكثر من مرة "لو أعلن السنة المستقلون قبل الانتخابات انهم كتلة لكنت أجبرتُ على تمثيلهم في الحكومة، الا ان ذلك لم يحصل وتحولوا حصان طروادة لعرقلة التشكيل". وفي وقت أكد الرئيس الحريري أن "الموضوع يُحل داخليا واذا طال كثيرا عندها سنرى"، بدا لافتا قوله ردا على سؤال إن "ما بيني وبين الوزير باسيل يبقى بيننا، ولو كان هناك من حل لتوجّهت الى بعبدا".
لا بديل عن "الستة": وفي انتظار تلمّس مفاعيل خطاب الحريري في أرض "التشكيل" عموما، وعلى المسعى "التوفيقي" الذي يحاول باسيل خوضه بين حزب الله من جهة وبيت الوسط من جهة ثانية، ونواب "اللقاء التشاوري" من جهة ثالثة (والذي يبدو يقوم على ان يطلب هؤلاء موعدا من الرئيس الحريري اولا، وان يقبلوا بتوزير شخصية من خارج "اللقاء" لتمثيلهم ثانيا، وان تكون من حصة رئيس الجمهورية ثالثا) خصوصا، أكد عضو "اللقاء التشاوري" النائب قاسم هاشم عبر "المركزية" أننا "على استعداد للقاء مختلف القوى وتحديدا الرئيس المكلف وهذا أمر طبيعي"، مشددا على أن "من حق "اللقاء" أن يتمثل بأحد أعضائه، وتركنا للمعنيين بالتشكيل بأن يختاروا أي شخصية من الستة من دون أن نفرض اسما معينا، فهدفنا ليس وضع العراقيل بل التسهيل". لكن وفي مقابل هذه "الليونة"، اعتبر أن "أي اسم يطرح من خارج النواب الستة يعتبر التفافا على مطلبنا وانتقاصا من تمثيلنا".
لا تسوية على حساب حلفائنا: حزب الله من جهته، بقي على دعمه لما يقرره "اللقاء" أيا يكن. فقد أكد وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الاعمال محمد فنيش لـ"المركزية" "على ضرورة اعتماد المعيار الموحّد في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية"، مشدداً على "اننا مستمرون بالتسوية القائمة وبالتفاهم الذي على اساسه تم تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة". واذ اعلن "اننا لن نسير بتسوية تأتي على حساب حلفائنا النواب السنّة المعارضين للرئيس الحريري، الا اذا قبلوا هم بالتنازل"، جزم "بان لا مشكلة لنا مع الرئيس عون حليفنا في الاستراتيجيا والتكتيك، والتباين في وجهات النظر حول قضايا محددة لا يؤثّر على عمق علاقتنا وتحالفنا".
الاولوية للاقتصاد: على صعيد آخر، اكد الرئيس عون ان الاوضاع الاقتصادية الدقيقة والصعبة في آن التي تمر بها البلاد نتيجة تراكمات تعود لسنوات ماضية ولاحداث لم تكن متوقعة في منطقة الشرق الاوسط والعالم، تتطلب جهدا لايجاد الحلول اللازمة لها، وهي ستكون من اولويات الحكومة العتيدة فور تشكيلها لاسيما وان اسس هذه الحلول باتت واضحة وتحتاج الى مشاركة الجميع، مسؤولين وهيئات اقتصادية واجتماعية وعمّالية. وجاء كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله في قصر بعبدا رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي شارل عربيد ورئيس الهيئات الاقتصادية اللبنانية محمد شقير ورئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الاسمر الذين اطلعوه على الواقع الاقتصادي والاجتماعي والعمالي الراهن في ضوء اشتداد الضغوط على مؤسسات الاعمال الناتجة عن التطورات التي يمر بها لبنان ومنها الازمة الحكومية.
للاسراع في التشكيل: واوضح عربيد ان الوفد تمنى على رئيس الجمهورية الاسراع في تشكيل الحكومة الجديدة الذي يؤسس لاطلاق ورش عدة، واحدة لتعزيز البنى التحتية من خلال متابعة مندرجات مؤتمر "سيدر" والاصلاحات التي تواكبه، وثانية تتعلق بتنفيذ الخطة الاقتصادية الوطنية التي تم اعدادها، اما الورشة الثالثة فتتناول ورقة العمل والتي توافق عليها ممثلو سبعة احزاب رئيسية التقوا بدعوة من المجلس الاقتصادي والاجتماعي والتي تتألف من 22 إجراء تركز على خفض النفقات العامة. اما المسار الرابع فيُعنى بمعالجة الوضع الاجتماعي وتدعيم شبكات الامان الاجتماعي وايجاد فرص عمل جديدة للشباب اللبناني.
كهرباء زحلة: حياتيا، وغداة اقرار مجلس النواب عقد تشغيل كهرباء زحلة لمدة سنتين بناء على اقتراح وزير الطاقة سيزار ابي خليل، اوضح الاخير في مؤتمر صحافي "أننا بالأمس عبرنا بكهرباء زحلة من زمن الامتيازات والاقطاعات التي تعود إلى أيام العثمانيين، باتجاه زمن الدولة وشراكتها مع القطاع الخاص المنتج لخدمة أفضل وكلفة أقل. وقال "ما حصل أمس هو انتصار لأهالي زحلة ولمنطق الدولة". واذ اشار الى ان "لم يكن بالإمكان تشريعياً أو بالمنطق العام العودة إلى نموذج قديم ولّى عليه الزمن"، لفت الى أن "ما سيحصل غداً في زحلة هو أنّ الكهرباء باقية 24/24 وجودة الخدمة لن تتغيّر، والامر الوحيد الذي سيتغيّر هو الكلفة على المواطنين وعلى كهرباء لبنان"، مضيفا "كلفنا كهرباء لبنان التعاقد مع كهرباء زحلة لاستمرار تسيير المرفق العام من الانتاج الى التوزيع والجباية ضمن شروط تضعها كهرباء لبنان". من جهته، لفت مدير عام كهرباء زحلة أسعد نكد، بعد زيارته أبي خليل، الى "أننا اليوم ندرس القانون الجديد ونحاول فتح صفحة جديدة"، مشددا على أن "ما يهمنا هو مصلحة الناس والوزير وشركة كهرباء زحلة لهم مصلحة بأن تبقى الخدمات كما هي 24/24 وسنعمل على قضية التعرفة".
الوضع في غزة: اقليميا، وفي وقت تواصل الطائرات الإسرائيلية منذ الأمس، قصف أهداف متفرقة من قطاع غزة وسط الأحياء السكنية، حيث قتل فلسطينيان وأصيب آخران في قصف على بيت لاهيا شمالي القطاع اليوم، ليرتفع بذلك عدد القتلى الفلسطينيين منذ الاثنين إلى 6، قال مصدر لوكالة "سبوتنيك"، إن وفدا أمنيا مصريا سيصل إلى إسرائيل، لبحث جهود التهدئة في قطاع غزة. وأشار المصدر إلى أن الوفد الأمني سيصل غدا الأربعاء.
اليمن: أما في اليمن، فأعلنت وزارة الخارجية البريطانية أن التحالف العسكري بقيادة السعودية وافق على إجلاء جرحى من المتمردين الحوثيين وذلك غداة زيارة قام بها وزير الخارجية جيريمي هانت الى السعودية والامارات. وأوضحت الوزارة في بيان أن "قوات التحالف ستسمح الآن للامم المتحدة بالاشراف على إجلاء طبي لحوثيين، ما يصل الى خمسين مقاتلا مصابين، الى سلطنة عمان قبل سلسلة محادثات سلام جديدة في السويد ستعقد في وقت لاحق هذا الشهر".