Nov 06, 2018 7:57 AM
صحف

التحضيرات اكتملت لمصالحة جعجع-فرنجية

انجزت التحضيرات السياسية واللوجستية، الممهّدة للقاء الذي سيجمع رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، ورئيس "تيار المردة" الوزير السابق سليمان فرنجية، وإنهاء الصراع التاريخي بينهما، ما يؤسس لمصالحة تزيل رواسب الماضي وتطمئن جمهور الفريقين بعدم العودة إلى الوراء. وشكّل اللقاء الذي عقده فرنجية مع اهالي الضحايا الذين سقطوا "مجزرة إهدن" التي وقعت في العام 1978، الدلالة الأبرز على مضي الطرفين بالذهاب إلى مصالحة تاريخية.

الأجواء الإيجابية التي تسبق اجتماع الزعيمين المارونيين "اللدودين"، لا تقتصر على قيادات الطرفين والمحازبين، بل تنسحب على جمهورهما الذي يراقب عن كثب مآل المصالحة التي ستحكم علاقتهما في المستقبل. واوضح القيادي في "تيار المردة" النائب السابق كريم الراسي في تصريح لـ"الشرق الأوسط"، "ان الأرضية باتت جاهزة للقاء الذي سيجمع فرنجية وجعجع»، مشيراً إلى "ان الاجتماع المرتقب ليس الأول بينهما، إذ سبق والتقيا في بكركي برعاية البطريرك بشارة الراعي، وتبع ذلك تواصل دائم بين كوادر "القوات" و"المردة" في مناسبات عدّة".

واشار الراسي إلى "ان الارتياح يسود الآن جمهور الحزبين على الأرض، ولم يعد هناك اثر لرواسب الصراعات الموروثة"، لافتاً إلى "ان لقاء فرنجية بأهالي الضحايا جرى خلاله توضيح للمراحل التي مرّت بها علاقة "القوات" و"المردة"، وشرح لهم اهمية المصالحة المسيحية والوطنية في تقارب الطرفين". وقال "لم تكن عملية إقناع كل الناس بالمصالحة سهلة، وكان هناك تحفّظ وغضب من البعض"، لافتاً إلى "ان المستهدف بمجزرة إهدن كان طوني فرنجية وعائلته الذين قضوا فيها مع الآخرين، وبالتالي سليمان فرنجية هو اكبر المضحّين من اجل هذه المصالحة، والمطلوب من جعجع مبادرة تُعيد الاعتبار لذوي الضحايا".

ولفت إلى "ان التفاهم ليس هدفه المعركة الرئاسية المقبلة، بقدر ما يهدف إلى إزالة رواسب التاريخ الأسود بين الفريقين، وتطمين جمهورهما بعدم العودة إلى الوراء"، مذكّراً "بان فرنجية كان اول من بادر إلى التقرب من جعجع عندما اتصل بالأخير لحظة خروجه من السجن في العام 2005، وكانت ردّة فعل جعجع سلبية حينها"، مشيراً إلى "ان إذا كانت المصالحة مُفيدة في معركة رئاسة الجمهورية فهذا امر إيجابي ايضاً"، ومشدداً على "ان التفاهم مع فرنجية سيكون اقوى واصدق، وليس بحاجة إلى ورقة سريّة، كما حصل في "تفاهم معراب".

ويشدد مصدر في "القوات اللبنانية" لـ"الشرق الأوسط"، على "ان الهدف الذي يعمل له الجميع، طي صفحة اليمة خرج المسيحيون فيها خاسرين"، مشيراً إلى "ان الاتصالات التي شهدتها الأسابيع والأيام الماضية، بددت الكثير من الالتباسات، وهي ستتوّج بلقاء جعجع وفرنجية قريباً"، معتبراً "ان مصارحة فرنجية لذوي الضحايا الذين سقطوا في مجزرة إهدن، تعبّر عن شجاعة كبيرة لدى الرجل، وحكمته في العمل على تجاوز مرحلة اليمة يجب ان تبقى من الماضي".

واعتبر النائب السابق سليم كرم في تصريح لـ"الشرق الأوسط"، "ان التقارب بين "القوات" و"المردة" يسير بخطى ثابتة، وان كانت بطيئة او جزئية". ولفت الى "ان هذه المصالحة تفرضها مصالح الطرفين، وهي تؤسس لتحالف رئاسي والوصول إلى الهدف الذي يريده كل من فرنجية وجعجع، المرشحين لرئاسة الجمهورية". وقال "كما حصل تفاهم بين القواتيين والعونيين افضى إلى انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، قد يحصل تفاهم مماثل بين "القوات)" و"المردة" يفضي إلى انتخاب احدهما رئيساً للبلاد، وبالتالي نحن امام بوادر معركة رئاسية بامتياز".

وشدد النائب السابق سليم كرم، على "ان اللقاءات التي عقدها فرنجية مع ورثة الضحايا الذين سقطوا في مجزرة إهدن، تهدف إلى إقناع هؤلاء بالخطوة التي سيقدم عليها، وهي طي صفحة الصراع مع "القوات اللبنانية" المستمر منذ اكثر من اربعة عقود"، كاشفاً "ان بعض اقارب الضحايا يرفضون المصالحة". وقال "ان هذا الأمر تجلّى من خلال انكفاء نحو 40 في المائة ممن يوالون لآل فرنجية عن الانتخابات الأخيرة، بسبب اللقاءات التي حصلت بين قيادات الطرفين"، معترفاً بأن "المسيحيين لديهم مرض تاريخي وهو رئاسة الجمهورية الذي خرب البلد".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o