Nov 01, 2018 7:11 AM
صحف

تسوية في اللحظة الاخيرة للعقدة السنّية؟

 

بلغ" العهد مرور الذكرى الثانية لانتخاب الرئيس ميشال عون رئيساً للجمهورية، من دون حكومة العهد الأولى، في ما يشبه الغصة لفشل السلطة حتى الآن في تسييل نتائج الانتخابات النيابية حكومة دستورية كاملة الاوصاف، تتصدى للمشكلات السياسية والاقتصادية والمالية والمعيشية والبيئية المتفاقمة. وبعد ايام من تفاؤل مُفرط لدى بعض المعنيين بإمكان ولادة الحكومة الجديدة عشيّة هذه الذكرى، لَفّ عملية التأليف جَو من التشاؤم لاصطدامها بعقبات جديدة، ظاهرها داخلي وباطنها خارجي، ما قد يعوقها مجدداً الى اجل غير معلوم.

تسوية في اللحظة الاخيرة! واوضحت مصادر مطلعة في قصر بعبدا لـ"اللواء" "ان الرئيس عون سيجري تقييمه في ما خص العقدة السنّية المستجدة، لدرس كل خطوة يمكن اتّخاذها وانعكاساتها، لا سيما في ما يتعلق بالتوازن داخل الحكومة"، ولم تستبعد "ان تحصل في لحظة معينة تسوية في الملف الحكومي تُعيد الأمور إلى نصابها".

واعلنت هذه المصادر لـ"اللواء" "ان هناك إصراراً لدى الرئيس عون بأن يتم تشكيل الحكومة، وفق المعايير التي وضعت"، لافتة الانتباه إلى "ان اي تغيير في التركيبة الحكومية، ولا سيما لجهة التوزيع الطائفي يعني الوقوع في مشكلة"، واكدت "انه يعمل على تسهيل ولادة الحكومة وفق المعايير التي وضعت من عدالة التمثيل والانصاف، كما كان عليه الحال في العقدتين الدرزية و"القواتية".

وشددت على "ان المهم المحافظة على المعايير"، مشيرة الى "ان توسيع عدد الحكومة ليصبح 32 وزيراً هو كلام اعلامي فحسب". وكررت القول "ان تشكيل الحكومة مسؤولية رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري والى انه في لقائهما امس الأول رفض الرئيس المكلف ان يكون السنّي المستقل من حصته".

واذ افادت "ان ما من موعد مدرج اليوم للسنّة المستقلين في قصر بعبدا، لكن تردد ان اي موعد قد يكون بعيداً من الاعلام. ورأت "ان هناك محاولة لايجاد الحلول تفاديا لوصول الحكومة الى مكان مأزوم".

ولاحظ المتابعون لمجريات الأمور، استياءً كبيراً لدى الرئيس الحريري حول ما سمي "بالعقدة السنية"، من خلال تمسك "حزب الله" بتمثيل احد النواب السنّة المعارضين لتيار "المستقبل"، وهناك كان تأكيد جازم من قبل مصادر الحريري بعدم قبوله على الاطلاق بأن يترأس حكومة تتضمن إسماً من نواب السنّة المعارضين تحت اي ظرف من الظروف، والا فليتم البحث عن رئيس للحكومة اخر، مشيرة الى "ان الكرة ليست في ملعب الرئيس الحريري".

ولفتت المصادر الى ان الرأي العام اصبح على اطلاع واضح ان من يعرقل التأليف هو "حزب الله" الذي يبدو انه لا يريد حكومة، واكدت المصادر "ان قرار الرئيس الحريري في هذا الاطار حاسم وليس هناك من امكانية لتراجعه عن موقفه وانه ليس في صدد تقديم اي تنازلات جديدة، خصوصا ان موقفه من مسألة توزير سنّة نواب المعارضة كان واضحا منذ البداية من خلال ابلاغه الامر الى رئيس الجمهورية والى عدد من المعنيين، كذلك من خلال مواقفه التي اعلن عنها مراراً وتكراراً في الاعلام فيما يخص هذا الموضوع.

تصعيد وتعنّت: واشارت مصادر رفيعة المستوى في فريق "8 آذار" عبر "الاخبار" إلى "ان الجو الذي يصل من وادي ابو جميل فيه تصعيد كبير وتعنّت غير مسبوق، لكن "حزب الله" ثابت على ما تعهّد به لأصدقائه". ولفتت المصادر إلى "ان احداً لم يتواصل مع الحزب منذ ثلاثة ايام"، لا من جهة الحريري، ولا من جانب "التيار الوطني الحر". ورفضت المصادر الحديث عن خيارات في حال اعتذار الرئيس الحريري.

عون يتفهّم: واوضحت مصادر قريبة من "تيار المستقبل" ان الحريري لقي تفهّماً عميقاً من رئيس الجمهورية، خصوصاً بالنسبة الى رفضه تسمية وزير من نواب "سنّة 8 آذار". واضافت انها ليست المرة الأولى التي يُبدي فيها عون تفهّمه لموقف الحريري في هذا الصدد.

وعن الدور الذي يمكن لرئيس الجمهورية ان يؤديه تجاه "حزب الله"، قالت المصادر "ان الأمر في يد فخامة الرئيس، ولسنا نحن من يرشده الى ما يمكن القيام به، فهو لن يقَصّر في التعبير عن رأيه جهاراً، وقد سبق له ان عبّر عن موقفه سابقاً ولن يتغيّر اليوم". واكدت المصادر "ان موقف الحريري "حاسم" في رفض اي تمثيل لـ"سنّة 8 آذار" في الحكومة تحت اي ظرف من الظروف".

واعتبرت "ان الكرة في ملعب "حزب الله" الذي اخترع ما يسمّى بدعة "اللقاء التشاوري للنواب السنّة"، وهو بالتالي المسؤول عن معالجة هذه العقدة إذا كان يريد لهذه الحكومة ان تولد، او سيكون في موقع المُعرقل الوحيد لولادتها". ونَفت ان يكون تيار "المستقبل" في طور الإعداد لأي تحرك شعبي على الأرض دعماً لمواقف الحريري الاخيرة".

وقالت مصادر "8 آذار" لـ"الشرق الأوسط"، "ان "حزب الله" متمسك إلى ابعد الحدود بتمثيل حلفائه السُّنة الذين خاضوا الانتخابات وربحوا مقاعدهم من خلالها"، مشيرةً في المقابل إلى التمسك بالحريري رئيساً للحكومة وبالتسوية التي اتت بالرئيس ميشال عون لرئاسة الجمهورية ومفاعيلها، كما التمسك بالاستقرار الأمني والحوار". ولفتت المصادر إلى "ان امس لم يشهد اي اتصالات بين الحزب والحريري بشأن القضية، لكنها لم تقفل الباب امام الحلول التي قد تأتي من رئيس الجمهورية او اي مكان آخر.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o