Oct 23, 2018 7:45 AM
صحف

بعبدا تنتظر الحريري واسهم التشكيل ترتفع

بينما يتملّك المواطنين شعور مبرّر بدوران أهل السياسة في فلك "التحاصص وتقاسم المغانم" من دون إقامة أي وزن لحاجات البلد واحتياجات اقتصاده المعلّقة على حبائل التعقيدات المعيقة لولادة الحكومة، يواصل رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري بالتعاون مع رئيس الجمهورية ميشال عون الضغط باتجاه تسريع عملية التأليف توصلاً إلى تشكيلة وفاق وطني تضم جميع الأطراف الرئيسية بعد بتّ مسألة تمثيل "القوات اللبنانية" بوصفها آخر العُقد المتبقية أمام استيلاد الحكومة العتيدة، وقد أعرب الرئيس المكلف أمس عن تفاؤله بأن "تنجلي الأمور" قريباً، وسط إبداء ثقته بأنّ "العقد في طريقها إلى الحل.. والموضوع ليس مستحيلاً".

وجزمت مصادر قصر بعبدا لـ"المستقبل" "بأن الاتصالات بين عون والحريري مستمرة ولن تتوقف حتى تبصر الحكومة النور"، مؤكدةً انهما "على تواصل دائم وهناك حرص من الجانبين على ضرورة الإسراع في إنهاء عملية التأليف"، مع إِشارتها إلى ان رئيس الجمهورية يترقب زيارة الرئيس المكلّف ليستعرض معه حصيلة مشاوارته الأخيرة لكي يُبنى على الشيء مقتضاه".

تعاون بعبدا و"الوسط": وفي السياق، استغربت مصادر مقربة من الرئيس المكلف عبر "اللواء" محاولة الايحاء بأن مشكلة الحكومة هي بين بعبدا و"بيت الوسط"، واكدت ان ‏الحريري يواصل العمل بالتعاون مع رئيس الجمهورية للوصول إلى حكومة وفاق وطني تضم جميع الأطراف الرئيسية"، موضحة "ان ‏العمل يجري حالياً لحل العقدة الوحيدة المتبقية، وهي العقدة المستجدة في شأن تمثيل "القوات اللبنانية".

وتوقعت مصادر متابعة لملف التأليف "ان تستمر حركة الاتصالات والمشاورات في الايام القليلة المقبلة بوتيرة مرتفعة من اجل حل جميع ‏العقد بما فيها العقدة المتمثلة باعطاء حقيبة اساسية "للقوات"، لا سيما ان الخطوط مفتوحة بين "بيت الوسط" من جهة والقصر الجمهوري ‏وبين "بيت الوسط" ومعراب من جهة اخرى لاعطاء "القوات" بديلاً عن وزارة العدل، وبالتالي جوجلة الاقتراحات والافكار للوصول الى ‏قواسم مشتركة، خصوصا ان الرئيس الحريري حريص كل الحرص على مشاركة "القوات" في الحكومة في شكل مناسب كما باقي المكونات".

واوضحت مصادر مطلعة على اجواء بعبدا لـ"اللواء" ان ما تشهده الاتصالات الراهنه لإنقاذ الحكومة تتأرجح بين الايجابية ‏والسلبية ولا يمكن لها ان تتظهر سريعا لأن البحث يدور في قبول الافرقاء بالمبادلة بين الكتل في الحقائب الوزارية. ولفتت الى ان ما يتردد عن توافق الجميع على الاسراع في تأليف الحكومة سريعا يستدعي ترجمة". واشارت الى "ان الرئيس الحريري الذي يجوجل الامور في ما خص حصة "القوات" في الحكومة واي موقف نهائي قد يتشاور بشأنه مع رئيس ‏الجمهوريه الذي يتابع جميع الاتصالات على ان حقيبة العدل خارج سياق البحث وقد ثبت انها من حصته".

وقالت "انه حين يصبح لدى الحريري تشكيلة نهائية سيتداول بها مع الرئيس عون"، ولفتت المصادر نفسها الى "ان موضوع التمثيل السنّي المستقل يجري تبادل افكار بشأنه مع الرئيس عون ومع بعض الشخصيات، لكن ما ‏من شيء نهائي بعد وهذا ينطبق على ان يكون الوزير من هذا التمثيل ضمن حصة عون، خصوصا وان من البديهيات ان لا يكون من حصة ‏الثنائي الشيعي او الدروز او "المستقبل" او غير طرف".

كفّة التفاؤل راجحة! وعلى هذا الخط، رُصدت اشارات تُعزز رجحان كفّة التفاؤل بقرب ولادة الحكومة منها: ان رئيس الجمهورية، الذي يتابع مسار التأليف في شكل حثيث، ألقى في مطبخ التأليف تأكيدات متجددة على وجوب الاسراع بتشكيل الحكومة، مشدداً على ان الظروف الراهنة تفرض ذلك وتوجِب تقديم المصلحة الوطنية العليا على ما عداها. مع التشديد ايضاً على ضرورة تذليل العقبات التي تحول دون ولادة الحكومة، خصوصاً ان مواقف الاطراف باتت واضحة والجميع على ذات الموقف الساعي لتأليف الحكومة سريعاً وبلا أي تأخير إضافي.

-الرئيس عون ينتظر جهوزية الرئيس المكلّف ليحمل إليه المسودة النهائية للتشكيلة الحكومية، مع التأكيد على ان الموقف من حقيبة العدل محسوم منذ البداية، والتمثيل فيها سيبقى لرئيس الجمهورية الذي سيسندها الى الوزير الحالي سليم جريصاتي. مع الاشارة هنا الى ان زيارة الرئيس المكلف الى القصر الجمهوري ربما تتم خلال الساعات المقبلة اذا ما انتهت الاتصالات التي يجريها، وتحديداً مع "القوات" كذلك حول مسألة تمثيل نواب سنّة "8 آذار"، الى خواتيم إيجابية.

-تأكيد الرئيس المكلف، ان تشكيل الحكومة ليس امراً مستحيلاً والعقد قابلة للحل، يتصرّف على أنه على وشك ان يتجاوز المربّع الاخير الذي بلغته مشاوراته، وكما يؤكد مقرّبون منه انه حاسم في توليد حكومته خلال الايام المقبلة، وفي فترة لا تتجاوز نهاية الشهر الجاري، ولا عودة الى الوراء، إذ آن الأوان لولادة الحكومة كي تأخذ دورها في مواجهة التحديات، وفي مقدمها التحدي الاقتصادي الذي بلغ مستويات دقيقة.

- ان تمثيل الحزب "الاشتراكي" حُسم بشكل نهائي بوزيرين درزيين ولحقيبتي الصناعة، والتربية التي اكدت مصادر الحزب "انه يرفض التخلّي عنها لأي طرف سياسي، سواء اكان حزب "القوات" او غيره، ذلك ان هذه الحقيبة ليست حقيبة لحزب، بقدر ما هي حقيبة لطائفة".

- ان وزارة الاشغال حسمت بشكل نهائي من حصة "المردة"، مع الاشارة هنا الى ان بعض الطبّاخين الاساسيين للحكومة كشفوا ان الليونة التي أبداها رئيس الجمهورية حيال إسناد وزارة العدل الى "القوات" مردّها الى افتراض ان وزارة الاشغال ستكون من حصة فريقه، لكن بعد حسم الاشغال لـ"المردة"، تم التراجع عن الليونة وبالتالي الاصرار على التمسّك بوزارة العدل من ضمن حصة رئيس الجمهورية.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o