Oct 19, 2018 7:32 AM
صحف

الحكومة خلال ساعات وتفاصيل تجميلية اخيرة

استنادا الى المعلومات والمعطيات المتوافرة من كل مواقع المسؤولين والقوى السياسية، بات انجاز التشكيلة الحكومية وولادة الحكومة الجديدة مسألة ساعات في حال التوصل اليوم كما ينتظر الى تسوية نهائية لحقائب حزب "القوات اللبنانية" وبت حقيبة "تيار المردة" باعتبار انهما آخر المسائل التي تعترض الولادة الحكومية المنتظرة. وبذلك صار المشهد الحكومي بمجمله ناضجاً للتوقعات المتفائلة بإمكان حصول الولادة بين اليوم وغداً أو الأحد اذا اكتملت التسوية بتوافق بين قصر بعبدا و"بيت الوسط" ومعراب على الحقائب "القواتية"، لكن المشهد قد يشهد فرملة وتراجعاً للعد العكسي المتسارع للولادة في حال الاصطدام بعقبة اللحظة الأخيرة أي عدم التوافق على الحقيبة الأساسية التي ارتبط بها حل الحقائب "القواتية" الأربع وهي حقيبة العدل.

اخذ ورد: ونقلت "النهار" عن مصادر اشارتها الى "ان حقيبة العدل هي موضع أخذ ورد وتخضع لتقدير رئيس الجمهورية الذي اذا رأى ان تسهيل ولادة الحكومة بإعطاء العدل او غيرها فلن يقف حجر عثرة، وذلك من منطلق مصلحة لبنان وان الحكومة كلها ستكون حكومة العهد". واوضحت "ان ما يجري حول وزارة العدل هو عرض قيد التفاوض ولم يبت بعد قبولاً او رفضاً أو تعديلاً. واذا كان موضوع العدل يحل المشكلة فلا احد يريد مشكلة. لكن هذه المعطيات الإيجابية تبدلت بعد ظهر امس، خصوصاً بعد الاجتماع ألذي عقده الرئيس المكلف في "بيت الوسط" مع الوزيرين علي حسن خليل ويوسف فنيانوس، إذ تمسك "المردة" ومعه حلفاؤه بحقيبة الاشغال، وحسمت الصحة لـ"حزب الله"، فعاد الكلام عن بقاء العدل مع رئيس الجمهورية، وعاد الكلام عن ان حصة "القوات" ستكون نائب رئيس الوزراء وثلاث حقائب ويمكن أن تعطى العمل أو الصناعة أو البيئة بدلاً من العدل، وانه لا يجوز ان يكون للجميع وزير دولة باستثناء "القوات". وعن توزير السنة المستقلين قالت المصادر إن الأمر لم يشكل من الأساس عقدة أمام ولادة الحكومة. واكدت المصادر "ان تركيبة الحكومة أصبحت شبه جاهزة ويلتقي الجميع على ان ولادتها اليوم قبل الغد ضرورة ملحة، وهي ستكون حكومة وحدة وطنية لا ثلث معطلاً فيها ولا حصص مضخمة بل أحجام تمثيلية طبيعية والكل يكون قدم فيها ويؤمل ان تكون منسجمة وفاعلة.

اجتماع رئاسي ثلاثي: كذلك، نقلت "الجمهورية" عن مصادر واسعة الإطلاع قولها "ان الولادة الحكومية كانت مرهونة بعودة الرئيس نبيه بري من جنيف، ليتم تحديد موعدها، لكن بعد ان عاد ليل امس، فإن مراسيم التأليف بات متوقعا صدورها بين مساء اليوم وغدا، بعد اجتماع رئاسي ثلاثي في قصر بعبدا يبدأ ثنائيا بين عون والحريري، ويتحول ثلاثيا بانضمام بري إليه دستوريا بناء على دعوة رئيس الجمهورية.

وفي هذا السياق، قال مراقبون سياسيون "ن الحكومة دخلت مرحلة صعوبة العودة عن تأليفها، لأن القرار بهذا التأليف قد اتخذ، خارجيا وداخليا، والعقبات الداخلية المتبقية يفترض ان تكون قابلة للحل".

ونقلت "الجمهورية" عن مصادر مواكبة للتأليف قولها "ان على رغم التقدم الكبير الحاصل على هذا المسار، يبقى موقف "القوات" الذي اصر على نيابة رئاسة الحكومة اولا، وهي كانت طوال فترة التفاوض من الثوابت العونية والرئاسية التي لا تقبل المساومة، فتعود "القوات" اليوم بعدما حصلت عليها، لتطالب بحقيبة تخص رئيس الجمهورية، اي وزارة العدل، وذلك على رغم من تثبيت حقائب "الاشغال" و"المال" و"الداخلية" للأطراف الذين كانت معهم سابقا". واشارت المصادر الى "ان هذا الامر يُشكّل عقدة جديدة يعمل الرئيس المكلف على حلها مع "القوات" لأنه، وبحسب مصادر "بيت الوسط"، لا يجوز تحميل موقع الرئاسة اكثر من ذلك بعد كل التنازلات التي قدمها فريقه".

من جهتها، تساءلت مصادر "التيار" عمّا قصده رئيس "القوات" سمير جعجع بقوله امس "يضحك كثيراً من يضحك أخيرا"؟ وقالت "هل يأتي موقفه هذا بعد مطالبته بحقيبة وزارة العدل وهي حق لرئيس الجمهورية، بعدما اخذ منصب نيابة رئاسة الحكومة وهو ايضا حق للرئيس؟ وسبق موقف "التيار" هذا تأكيد مصادر رئيسه الوزير جبران باسيل "ان "التيار" مع حكومة وحدة وطنية وبذل كل جهد لذلك، وقدم التضحيات ويقدم كل التنازلات الممكنة من جانبه لكي لا تستثني الحكومة احدا، وخصوصا "القوات".

من جانبها، قالت مصادر "القوات" "ان معراب تحولت خلية نحل، وفتحت خطوط التواصل مع معظم القوى السياسية، ونشطت الاتصالات وعملية تبادل الافكار". وتكتمت المصادر على نتائج هذه الاتصالات "حرصا على سرية المفاوضات، كذلك حرصا على ولادة الحكومة في اسرع وقت، من اجل نقل البلاد الى ورشة حقيقية تحتاجها في المرحلة المقبلة". واوضحت المصادر "ان التفاوض مستمر بروحية إيجابية للغاية"، واكدت "حرص الرئيس المكلف على التوصل الى حكومة متوازنة وطنيا. وبالتالي، كل من يراهن على أنه يستطيع من خلال الاندفاعة في التأليف ان يضرب حسن التمثيل هو مخطىء جدا. فحسن التمثيل، الذي لم يتأثر طيلة المرحلة الماضية في ظل الاصرار على تأليف حكومة متوازنة، لن يتأثر في ربع الساعة الأخير، بل على العكس هذه الاندفاعة ستأخذ في الاعتبار الهدف الرئيسي لها وهو ولادة حكومة متوازنة، والمفاوضات التي تدور خلال ساعات ما قبل الولادة، غايتها التوصل الى التشكيلة الوزارية التي تعكس نتائج الانتخابات النيابية وتوحي بالثقة للناس لكي تتمكن من ممارسة عملها على أفضل نحو ممكن".

48 ساعة حاسمة: واشارت "الاخبار" الى ان 48 ساعة المقبلة حاسمة، حيث يفترض ان يبلغ الرئيس سعد الحريري جعجع بما تتضمنه التشكيلة الحكومية المنتظرة من حصة قواتية. ونقلت عن مصادر "القوات" قولها "ان هذه المهلة مرتبطة بإجابة الحريري على تعديلات طلبها الحزب على العرض الذي قدمه له الحريري. هل هذا يعني أن الرد السلبي على التعديلات سيؤدي إلى خروج "القوات" من الحكومة؟ ذلك ليس مطروحاً، تجزم المصادر. وبناءً على ذلك، ستتشكل الحكومة قبل نهاية الأسبوع، على ما تتقاطع المعلومات، وعلى ما يشير إليه تفاؤل الحريري في أن تتشكل خلال ما تبقى من ايام هذا الأسبوع.

السبت او الاحد! وفي السياق، اشارت "اللواء" الى "ان ما لم تبرز عقبات طارئة لا يمكن اسقاطها من الحساب، فإن كل التوقعات تُشير إلى ان مسألة صدور مراسيم تأليف الحكومة، باتت مسألة ساعات، حتى ان الصحافيين المعتمدين في قصر بعبدا، استدعوا لأن يكونوا على أهبة الاستعداد للحضور نهار الأحد المقبل، في استعادة لصورة تشكيل الحكومة السابقة، إلا إذا تقدم السبت على الأحد، أو أرجئ الإعلان إلى الأسبوع المقبل.
وتردد في دوائر القصر انه جرى تجهيز السير الذاتية لكل الأسماء التي يتم تداولها في الإعلام لتولي مناصب وزارية. 

تفاصيل تجميلية: ونقلت "الشرق الاوسط" عن مصادر مطلعة على حراك الرئيس المكلف قولها "انه لا يزال متمسكاً بإيجابيات متراكمة يراهن أنها ستؤدي إلى تشكيل الحكومة في وقت قريب". وأشارت إلى "ان الحكومة متوقعة في اي لحظة بدءاً من يوم السبت المقبل". واوضحت المصادر "انها تستند في هذا التفاؤل إلى ان الخطوط العريضة للتشكيلة الحكومية قد انتهت بالكامل، وما تبقى مجرد تفاصيل "تجميلية" لن تعوق التشكيل.

وقالت المصادر "ان الأمور انتهت لصالح إعطاء "القوات" نيابة رئاسة الحكومة مع وزارتي، العدل، والثقافة التي قدمها الحريري من حصته، ويتم العمل على تأمين وزارة ثالثة كما تطالب "القوات" حاليا، وتحديداً "الشؤون الاجتماعية"، فيما قالت مصادر اخرى إا التشكيلة متوقفة على إعطاء الرئيس عون الضوء الأخضر لتحويل وزارة العدل إلى "القوات".

العُقد وراءنا: واكدت مصادر مواكبة لمستجدات التأليف لـ"المستقبل" "ان العقد باتت في معظمها وراءنا" والعمل جارٍ على حلحلة ما تبقى من مسائل متصلة بالتشكيلة الوزارية ومشاركة كل مكون فيها"، واوضحت "ان ما تردد خلال الساعات الأخيرة عن "عقدة ارمنية" مستجدة انما هي في طريقها إلى الحل عبر سلسلة الاتصالات والمشاورات التي يستكملها الرئيس المكلف بالتشاور والتعاون مع رئيس الجمهورية، مع الإشارة في الوقت عينه إلى أن "العقدة الدرزية لم تعد موجودة بينما حقيبتا الأشغال والعدل لا تزالان مدار بحث، وإذا وجد رئيس الجمهورية ان من المفيد منح هذه الحقيبة او تلك لهذا الطرف أو ذاك فإنه لا يمكن ان يقف حجر عثرة أمام ولادة الحكومة".

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o