Oct 13, 2018 6:40 AM
مقالات

عون وباسيل يُسهّلان والحل بصيغة الحريري!

توقفت مصادر سياسية متابعة لجهود تأليف الحكومة، امام حرص رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل في حديث تلفزيوني اول من امس، على تحييد الرئيس المكلف سعد الحريري، خلافاً لقوله في مؤتمر صحافي قبل اسبوع "نحن عاملنا رئيس الحكومة افضل مما عاملَنا" وانتقاداته المبطنة إلى الحريري. ولاحظت المصادر إياها انه خلافاً للهجوم الذي شنّه على كل من حزب "القوات اللبنانية" وتيار "المردة"، وتكراره المعايير التي وضعها لتمثيل الفرقاء، لا سيما المسيحيين، في الحكومة والتي لقيت صدى سلبياً لدى سائر الفرقاء، ومنهم الحريري، فإن باسيل قال "ليس لدي مشكلة مع الحريري، والكثير من الناس يتمنون ان تحصل بيني وبينه مشكلة، لكن لن يستطيعوا، وهذا الزمان انتهى".

كما لفتت المصادر إلى "ان مع استعادته الشروط على تمثيل الفرقاء الآخرين، نفى ان يكون "الصهر المكلف" او انه يُشكّل الحكومة، وكرر اكثر من مرة القول انه "يقترح معايير وإذا اتفق الحريري ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون على الحكومة سنرى ما سيكون الموقف".

ورأت المصادر "ان موقف باسيل جاء بعد ان كان الحريري اعتبر الثلثاء الماضي ان المعايير التي وضعها الأول عبرت عن موقف غير إيجابي وانه يُشكّل الحكومة مع رئيس الجمهورية وليس مع رئيس "التيار الحر".

وترى المصادر المتابعة لاتصالات تذليل العقد من امام الحكومة "ان الحريري ينطلق من ان لأي فريق الحق في ان يطرح طموحاته بما يخص التمثيل في الحكومة، لكن واجب الرئيس المكلف ان يقدم صيغة حكومية معقولة وتحظى بالقبول، قد لا تحقق طموحات كل الفرقاء لكنها صالحة. لذلك اعلن ان المطلوب من الجميع التضحية، ومنهم رئيس الجمهورية في ما يتعلق بمطالبه وطروحاته". وافادت بأن إصرار باسيل على حصول فريقه على حقيبتي الأشغال (المرجح ان تؤول إلى "المردة") والطاقة، هو مطلب قديم يكرره دائماً.

واوضحت "ان التداول حول الصيغة التي قدمها الحريري لعون في آخر اجتماع بينهما، استدعت منه التفاؤل بإمكان التأليف خلال 10 ايام"، مشيراً إلى "انه حين يجتمع به بعد عودته من السفر ستكون هناك حكومة. وبالتالي لم يعد مهماً بالنسبة إليه ان يذكّر باسيل بالمعايير التي يراها". وشددت المصادر رداً على التكهنات حول المخارج التي اقترحها الرئيس المكلف لعقدة تمثيل "القوات" (مثل العودة إلى توليها نيابة رئاسة الحكومة بلا حقيبة)، على ان الصيغة التي اقترحها لا يعرف بها إلا هو ورئيس الجمهورية. اضافت "اما ماذا يعدل فيها الرئيسان حين يجتمعان بالنسبة إلى حقيبة ما فهذا يبقى تفصيلاً، إلا ان الصيغة الأخيرة تبقى هي الصالحة بخطوطها العريضة".

ورجحت المصادر إياها ان يكون عون وباسيل باتا على استعداد لتسهيل التأليف اكثر من السابق، لشعورهما بأن ازمة التأليف معطوفة على انعكاساتها على الوضع الاقتصادي، لم تعد تحتمل تأجيل ولادة الحكومة، ولأن مواقف الأطراف كافة بما فيها اصداء المواقف الخارجية، باتت تحمّل فريقهما مسؤولية التأخير في ذلك، بصرف النظر عن الحجج المطروحة حول المطالب في التوزير.

وإذ تتجنّب المصادر الحديث عن ضغوط على عون وباسيل، خصوصاً من الجانب الفرنسي، كي يسهلا إنجاز الحكومة، فإنها تشير إلى أن باريس، كما عبرت من خلال قنواتها، وآخرها السفير بيار دوكين المكلف من الرئاسة الفرنسية بمتابعة تنفيذ "سيدر"، تلح على ان يتحمل لبنان مسؤولياته في تنفيذ ما تقرر في المؤتمر الذي هو خشبة الخلاص للبلد. كما أن الحريري يعتقد أنه يتعذر الإقلاع بمشاريع «سيدر»، من دون حكومة وفاق وطني، مع الإدراك الكامل لمطالب الفرقاء التوزيرية، التي تصعب تلبيتها.

وليد شقير-الحياة

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o