Oct 08, 2018 7:31 AM
صحف

التأليف قريب ولا تعوقه سوى عقدة القوات!

لم يكن تفاؤل الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري نابعاً من عدم، ولم يكن المؤتمر الصحافي لرئيس "التيار الوطني الحر" الوزير ‏جبران باسيل لوضع العصي في الدواليب، بدليل عدم صدور أي رد سلبي عليه من "بيت الوسط"، بل ان التواصل ظل قائما، وتخللته ‏مكالمة هاتفية بين الطرفين استناداً الى معلومات أكدت لـ"النهار" ان مساعي التأليف مستمرة بوتيرة جيدة، وان بعض العقد بدأ يتفكك بدليل ‏الايجابية والمرونة اللتين ابداهما رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عندما غرد: "لا بد من دراسة معمّقة وتدقيق موضوعي في ‏العرض الاخير الذي قدمه الوزير باسيل من دون ان نسقط اهمية الطرح الذي قدمه الشيخ سعد الحريري آخذين في الاعتبار ان عامل الوقت ‏ليس لصالحنا في التأخير الامر الذي يصر عليه وينبه من خطورته الرئيس بري ونشاركه القلق والقلق الشديد".

وقالت مصادر متابعة ‏لـ"النهار" إن الاتصالات الاخيرة للرئيس المكلف دفعت في اتجاه الاسراع في التأليف الذي صار قريباً ولم تعد تعوقه سوى العقدة القواتية، ‏وسيعاد البحث فيها مع الرئيس المكلف في الايام المقبلة. اما العقدة الدرزية فقد سلكت طريقها وبلغت المفاوضات مرحلة طرح اسم الوزير ‏الدرزي الثالث. لكن ثنائي "المستقبل - الاشتراكي" يتمهل في انتظار "الشريك" القواتي.

وصرح النائب محمد الحجار لـ"النهار" بأن "الحريري لم يحدّد مهلة الأيام العشرة الحكومية ليعبّر عن تفاؤله فحسب، وهي المرّة الأولى التي ‏يحدّد فيها مهلة زمنية. بل يستند التحديد الى صورة تكوّنت نتيجة نقاش حصل مع رئيس الجمهورية ميشال عون".

وابلغت مصادر اخرى متابعة لملف التأليف "النهار" ان الاجواء الايجابية لا تعكس التشنج الداخلي الظاهر، بل هي انعكاس لحركة ‏اتصالات اقليمية، ستظهر فصولها تباعاً على الساحة السورية، وستنعكس على مجمل أوضاع المنطقة، يساندها دفع ايراني للتأليف استباقاً ‏لمزيد من العقوبات على طهران بما يضيق عليها الخناق، وحركة فرنسية في اتجاه الشرق الاوسط وخصوصا لبنان تتمثل أيضاً بموفد ‏فرنسي هذا الاسبوع طابع زيارته اقتصادي، لكنها لن تخلو من التحذير من تأخير اضافي في تأليف الحكومة لما له من انعكاسات على ‏الملف الاقتصادي وعلى علاقات لبنان الخارجية"‎

"اللواء": ونقلت "اللواء" عن مصادر مواكبة لعملية تأليف الحكومة قولها "ان ثمة حركة حكومية استكشافية او استطلاعية مرتقبة في بداية الاسبوع مع العلم ‏ان اي تطورات لم تسجل في اليومين الماضيين. واكدت ان هذا الاسبوع يحفل بسفر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى ارمينيا ‏لترؤس وفد لبنان الى القمة الفرانكوفونية كما انه من المتوقع ان يسافر رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري وكذلك وزير الخارجية ‏جبران باسيل لتسليم دعوات الى القمة الاقتصادية التنموية في بيروت.

ورأت المصادر ان هناك حراكا يفترض به ان يقوم و يندرج في سياق التوظيف للملف الحكومي وذلك للاسبوع الذي يلي هذا الاسبوع. ‏وتحدثت المصادر نفسها عن اشارات مشجعة الى حد ما صدرت من النائب السابق وليد جنبلاط وليونة قواتية بشأن الحقائب، مشيرة الى ‏وجود جو يدفع الى الاعتقاد بأن السقوف العالية التي سجلت اخيراً حركت التشاور وجعلت كل فريق يعمل على وضع القليل من المياه في ‏نبيذه والعودة الى الحديث في الواقع.

واوضحت انه على الرغم مما صدر من مواقف في الايام الماضية فإن الحديث عن تشكيل حكومة جديدة قبل نهاية الشهر الجاري لا يزال ‏واردا

عون: ونُقل عن عضو تكتل "لبنان القوي" النائب الان عون قوله "على عكس العمل الصاخب للماكينات الإعلامية لبعض الجهات السياسية والذي لا ينتج إلا توتّراً وتشنّجاً، فإن العمل الهادئ للرئيس المكلّف ورئيس الجمهورية، والذي احرز تقدّماً في لقائهما الأخير، هو الذي سينتج حكومة في آخر المطاف. ولعل زعيم الحزب الإشتراكي وليد جنبلاط وفريقه كانوا اول من التقط إشارة التقدّم وواكبوها في تصاريحهم، مبتعدين عن حملة التصعيد التي استهدفت «التيار الوطني الحر» في اليومين الماضيين. وستنصَبّ جهود الرئيس الحريري في الأسبوع المقبل الذي يسبق موعد ولادة الحكومة، كما اعلن عنه في مقابلته المتلفزة الأخيرة، على تذليل العقبات الأخيرة التي تنحصر في توزيع بعض الحقائب الوازنة التي ما زالت محطّ تجاذب بين الكتل السياسية. فإطار الحكومة العام أصبح شبه منجز، والتفاصيل الباقية على أهميتها يمكن معالجتها في ما تبقّى من وقت، خصوصاً أن الرئيسين اتفقا خلال لقائهما الأخير على أن يكون بين يديهما صيغة جديدة عند عودة الرئيس عون من القمة الفرنكوفونية»..‎

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o