Oct 04, 2018 4:44 PM
تحليل سياسي

التشكيل في ترقب: اطلالة الحريري مساء ومواقف باسيل غدا
صيغ "غير واقعية" في البازار الحكومي والقوات: يرمون المسؤولية علينا
كباش "المولدات" يستفحل: المالكون "لن ندوِّر بخسارة.. والدولة "سنصادرها اذا"

المركزية- اما وقد تلاشت الآمال العريضة التي نسجت على ابصار الحكومة الحريرية النور اثر زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري امس لقصر بعبدا ، وفي انتظار ما سيقوله مساء في اطلالته المتلفزة وما قد يحمله مؤتمر وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل من جديد مواقفه ازاء التأليف المترنح، فإن اقصى التوقعات تذهب في اتجاه أن تشهد الأيام المقبلة جولات جديدة من المشاورات بين الرئيس المكلف والقوى السياسية المعنية بما درج على تسميته "العقد"  في إطار الحوار المفتوح بينهم، بعدما أخفقت "الوجبات التفاوضية" السابقة، في إحداث خرق في الجدار المسدود.

الحريري تفاجأ؟! وقبيل المواقف الاعلامية التي ينتظر ان يطلقها مساء الرئيس المكلف لتوضيح معالم الصورة حكوميا، ترددت معلومات صحافية مفادها ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لا يمانع بمنح "القوات اللبنانية" منصب نائب رئيس الحكومة من دون حقيبة وهو ما فاجأ الرئيس الحريري خلال لقائهما أمس. ولفتت الى ان المقاعد التي عرضت على القوات اللبنانية هي "التربية" و"الثقافة" و"الشؤون الاجتماعية" إضافة الى نائب رئيس الحكومة من دون حقيبة.

القوات تنفي: في المقابل، اشارت الدائرة الاعلامية في "القوات اللبنانية" الى "ان بعض وسائل الاعلام قامت بالترويج في الأيام الأخيرة لصيغة حكومية قالت انها جديدة وتقضي بأن يتم التنازل لصالح "القوات" عن نيابة رئاسة الحكومة بالاضافة الى اعطائها وزارات التربية والشؤون الاجتماعية والثقافة". وبناء عليه، اوضحت الدائرة في بيان "ان الترويج لاخبار من هذا النوع لا يهدف سوى إلى محاولة رمي مسؤولية تأخير التأليف على "القوات اللبنانية"، مؤكدةً "ان اي صيغة حكومية جديدة لم تُطرح على "القوات". وشددت على "ان "القوات" لا تريد من احد، مشكوراً، التنازل عن مقاعد وزارية لصالحها، وبكافة الاحوال ان المقاعد الوزارية هي ملك الكتل النيابية تبعا لاحجامها وليست ملكا لأحد"...ولا تريد "القوات" ان تتمثل في الحكومة سوى بالحجم الذي اعطاها إياه اللبنانيون في الانتخابات الاخيرة. فهي حصلت على ثلث الصوت المسيحي في لبنان ككل، وبالتالي من حقها الطبيعي، ومن دون منّة من احد، ان تحصل على ثلث التمثيل المسيحي في الحكومة العتيدة ان على مستوى عدد الوزراء او نوعية الحقائب، ولن ترضى ببعض الفتات من هنا وهناك كما يروّج له في التركيبة المزعومة.

وباسيل يخرج عن صمته: من جهته، وللمرة الأولى منذ انطلاق قطار مفاوضات تأليف الحكومة، قرر رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل الخروج عن صمته، في مؤتمر صحافي يعقده غدا في مقر التيار في ميرنا الشالوحي، عقب اجتماع للمجلس السياسي. وفي السياق، أكدت مصادر مقربة من باسيل بـ "المركزية" أن "رئيس التيار سيغتنم فرصة عقد المؤتمر ليرسم بوضوح موقف التيار وتكتل لبنان القوي من الملف الحكومي، منذ إنطلاق مساره مع تكليف الرئيس الحريري هذه المهمة وحتى اللحظة". ولفتت الى أن "باسيل سيتناول في كلمته كل ما طرح من أمور مرتبطة بملف التشكيل، بينها المطالبة العونية بمعيار موحد للتأليف واحترام نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة، إضافة إلى حصة رئيس الجمهورية"، في محاولة منه لوضع النقاط على الحروف لمرة نهائية" موضحة أن توقيت المؤتمر، بعد ساعات على اطلالة الحريري، لا يعني أن باسيل سيرد عليه، ومؤكدة أن التواصل بين الرجلين مستمر". 

القمة التنموية: وبعيدا من الشأن الحكومي، ينطلق باسيل الاحد المقبل وفق معلومات "المركزية" في جولة عربية لتسليم الدعوات الى ملوك ورؤساء عرب للمشاركة في 20 كانون الثاني المقبل في الدورة الرابعة للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية التي تستضيفها بيروت. وعلمت "المركزية" ان باسيل سيزور

جمهورية مصر العربية والمملكة الاردنية الهاشمية والكويت وقطر وعمان. كما ان من بين الدول التي حددت مواعيد للموفدين الرئاسيين تونس والمغرب التي يتوجه اليهما وزير المال علي حسن خليل اليوم لتسليم الدعوة الى رئيس الاولى الباجي قائد السبسي وملك الثانية محمد السادس. وللغاية بدأ وفد الأمانة العامة لجامعة الدول العربية برئاسة السفير حسام زكي زيارة رسمية لبيروت لمتابعة الاجراءات والترتيبات اللازمة بشأن استضافة لبنان للدورة. ومن المطار اكد زكي ان الاجتماعات ستبدأ من المسؤولين الكبار، فالوزراء ثم على مستوى القمة في العشرين من كانون الثاني، ونتوقع ان تكون ناجحة وفيها مشاركة واسعة.

بريطانيا في بعبدا: على صعيد آخر، استقبل رئيس الجمهورية وفدا برلمانيا بريطانيا من مجلس المحافظين البريطاني لشؤون الشرق الاوسط CMEC برئاسة هوغو سواير، في حضور سفير بريطانيا في لبنان كريس رامبلينغ. ونقل الوفد اهتمام بلاده بالوضع في لبنان وبالتقدم الذي تحقق في مجالات عدة لاسيما في مجال التعاون العسكري اللبناني- البريطاني. واعرب سواير عن رغبة  بلاده في تعزيز التعاون الاقتصادي مع لبنان، مشددا على اهمية استمرار الدعم البريطاني للجيش اللبناني لاسيما في مجالي التدريب والتجهيز.

التزام بالجيش: وكان السفير البريطاني وفي زيارته الرسمية الاولى خارج بيروت، جال على مدرسة القوات الخاصة التابعة للجيش اللبناني في حامات، متفقدا مركز التدريب.  وأعلنت السفارة البريطانية في بيروت في بيان ان السفير رامبلنغ اكد "اننا نؤمن بقدرات الجيش باعتباره المدافع الوحيد عن لبنان، وتوفير الأمن لجميع المواطنين من الحدود إلى البحر الأبيض المتوسط...نحن ملتزمون بشراكتنا مع الجيش اللبناني بالأفعال وليس بالأقوال".

انفراج في الدواء: حياتيا، سجلت حلحلة على خط ادوية السرطان. اذ أعلن النائب عاصم عراجي بعيد اجتماع لجنة الصحة النيابية ان "بات بإمكان مرضى السرطان والامراض المزمنة الحصول على ادويتهم ابتداء من الاسبوع المقبل وقد وافقنا على قانون فتح اعتماد اضافي قيمته 75 مليار ليرة". وكانت لجنة الصحة انعقدت في مجلس النواب لبحث اقتراح تمويل ادوية السرطان والامراض المزمنة في حضور نائب رئيس الحكومة وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال غسان حاصباني.

المولدات تهدد: في المقابل، كباش الدولة وأصحاب المولدات مستمر. وأكّد أصحاب المولّدات رفضهم "تسعيرة الـ 410 ليرات"، معتبرين انها "غير عادلة وتقطع اعناقنا وليس من عاقل يقبل ان تقطع عنقه". واضافوا بعيد اجتماع عقدوه "نقول للقاصي والداني ولكل من يعنيهم الامر "لن تدور مولّداتنا بخسارة"، داعين الى الجهوزية من اجل "إطفاء تحذيري". وتابعوا "تريدون العدادات نحن موافقون، لكن اعطونا تسعيرة عادلة ومربحة ".

الدولة تتشدد: من جهتها، أبدت الدولة تشدّدا حيال العدادات ومرونة حيال التسعيرة. فاشار وزير الداخلية نهاد المشنوق بعيد اجتماعه بوزير الاقتصاد رائد خوري الى ان "التفاوض حول التسعيرة مستمر لكن تركيب العدادات أمر نهائي ولن يتم التراجع عنه". وحذّر من "ان في حال إطفاء المولّدات سنصادرها ونوقف عملها من جانبنا وليس من جانبهم"، مضيفا "سنواكب تركيب العدّادات لمولّدات الكهرباء، وبالقانون وإذا كانت هناك مشكلة في التسعيرة فليفاوضوا وزارة الطاقة ولا علاقة للتركيب بالتسعيرة"، لافتا الى ان "الرأي العلمي يقول ان التسعيرة الحالية عادلة الا اننا لن نغلق باب التفاوض حولها". أما خوري فقال "لن نقبل بعدم تطبيق قرار تركيب العدادات والتسعيرة قابلة للبحث وفق كل حالة".

خامنئي: اقليميا، اكد المرشد الأعلى للثورة في ايران السيد علي خامنئي في كلمة امام قوات التعبئة الشعبية "الباسيج" في استاد ازاد في ​طهران ان "قادة الاستكبار العالمي و الادارة الاميركية ​ الظالمة يفرضون علينا تحديات يجب مواجهتها"، مشدداً على ان "شعبنا لا يقبل الانكسار ابداً وهو ليس شعاراً فقط"، مضيفا "اميركا هُزمت في لبنان وسوريا والعراق وغيرها وتنتظرها هزائم اخرى".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o