Sep 28, 2018 4:34 PM
تحليل سياسي

عون يضم الصوت الى الراعي بالدعوة لحكومة اكثرية اذ استعصت "الوحـدة"
المستقبل: رأيه لا يلزم الحريري... والتصعيد القواتي– البرتقالي عود على بدء
حزب الله ردا على اسرائيل عن صواريخ الضاحية: اتركوا نتنياهو مع اكاذيبه

 

المركزية-  تبدو العقد المتراكمة التي تعترض تأليف الحكومة الحريرية الجديدة أقرب الى لغز محيّر تترجمه بورصة التوقعات اليومية المتسمة بتضارب صارخ، يرتفع وينخفض بسرعة قياسية، فما ان يتم تعميم اجواء تفاؤلية عن قرب التشكيل، تطفو الى الواجهة بسرعة البرق تسريبات تناقضها عن استفحال العقد واستعصاء الحلول. واذا كان الرئيس المكلف سعد الحريري يواصل من البر جولات مفاوضاته التشكيلية، فإن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اطلق من الجو موقفا مفاجئا لاقى فيه دعوة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى تشكيل حكومة اكثرية اذا استعصت حكومة الائتلاف.

لقاء مرتقب؟: فمع عودة الرئيس عون الى بيروت صباحاً بعد ان رأس وفد لبنان الى الامم المتحدة في دورتها الـ73، تتجه الانظار الى قصر بعبدا لرصد ما اذا كان اي لقاء سيجمع سيّده، الى الرئيس الحريري لجوجلة حصيلة المشاورات الحكومية.

مواقف نوعية: غير ان سلسلة المواقف "النوعية" التي أطلقها الرئيس عون خلال رحلة عودته من الخارج، من المتوقّع ان تفرض وقعها على مساعي التشكيل. فللمرة الاولى، اعتبر رئيس الجمهورية "ان هناك نوعين من الحكومات، حكومة اتحاد وطني ائتلافية او حكومة اكثرية، واذا لم نتمكن من تأليف حكومة ائتلافية، فلتؤلف عندها حكومة اكثرية وفقا للقواعد المعمول بها، ومن لا يريد المشاركة فليخرج منها". وعما اذا كان هذا الخيار متاحا ويُسهّل تمريره في مجلس النواب، قال "ان الامور لا تبدأ على هذا النحو، فمن يريد تأليف حكومة يستطيع تأليفها وفقا لقناعاته والمقاييس والمعايير المتماثلة لقانون النسبية. واذا استمر البعض في الرفض تارة والقبول طوراً، فلتؤلف وفقا للقناعات واذا شاءت اطراف عدم المشاركة، فلتخرج منها"، مضيفاً "انا رئيس للجمهورية ولا يمكنني الخروج من الحكومة، لكن قد تخرج الاحزاب التي تؤيدني منها".

الراعي كما عون: موقف الرئيس عون تزامن مع آخر مماثل أطلقه البطريرك الراعي من كندا حيث اعتبر ان "لا يوجد أي مبرر شرعي لعدم تأليف الحكومة منذ الاسبوع الاول من التكليف. كفى سماع استشارات من هنا وهناك، فليؤلف الرئيس المكلف مع رئيس الجمهورية الحكومة وليقبل بها من يقبل، وليرفض من يرفض فالوطن اغلى من الجميع".

رأي لا يُلزم الحريري: وفي موقف لا يتجانس مع الدعوة الرئاسية لحكومة اكثرية، اوضح عضو كتلة "المستقبل" النائب عاصم عراجي لـ"المركزية" "ان موقف الرئيس الحريري واضح بتمسكه بحكومة الوحدة الوطنية"، وقال "نحترم رأي رئيس الجمهورية وله الحق بان يُعطي رأيه في الموضوع، لكنه لا يُلزم به الرئيس الحريري".

العقد على حالها؟: في الاثناء، بدا ان العقد التي تحول دون ولادة الحكومة، على حالها، وان اجتماعات الرئيس الحريري الى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع امس، والنائب وائل ابو فاعور الاربعاء الماضي، لم تحمل اي جديد، مع استمرار التصعيد القواتي – البرتقالي. فقد غرد عضو تكتل الجمهورية القوية النائب عماد واكيم عبر حسابه على "تويتر" قائلا  "يجدر بالحكومة ان تجتمع اسوة بمجلس النواب من اجل الضرورة لاتخاذ بعض القرارات الهامة لصالح الاقتصاد الوطني والمواطنين. ما في البلد يضل ناطر جبران". أما امين سر التكتل فادي كرم فرأى "ان هناك محاولة من قبل رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل ليضع يده على الحكومة، والشروط التي يضعها هي للإستئثار بالحكومة وعزل كل من يزعجهم بملفاتهم، وهو فتح معركة

على "القوات" بسبب ملف الكهرباء الذي ينكشف يوماً عن يوم"، ولفت الى "ان كل العقد التي تظهر صادرة عن العقدة الاساسية التي اخترعها باسيل، مضيفا " محاولات التسهيل التي صدرت عن "القوات" والتي طلبها الرئيس الحريري كنا إيجابيين جداً بها فيما اعتبرها الطرف الآخر "المتعنّت" انكسارا"، ومؤكداً "ان حصة "القوات" 5 وزراء "ويلي مش عاجبو يطلع لبرا".

تل ابيب والحزب: على صعيد آخر، نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي افيخاي ادرعي صوراً وفيديو لبنية تحتية في قلب العاصمة اللبنانية بيروت، مدّعيا انها لتحويل صواريخ ارض–ارض إلى صواريخ دقيقة، من طرف "حزب الله" ووفقا لأدرعي، فقد حاول "حزب الله" في العام الأخير، إقامة بنية تحتية لتعديل الصواريخ في حي الأوزاعي المجاور لمطار بيروت الدولي. وزعم ادرعي ان قادة الحزب اتّخذوا قراراً بتحويل مركز ثقل مشروع الصواريخ الدقيقة الذي يتعاملون معه منذ فترة إلى المنطقة المدنية في قلب بيروت. واضاف "ان تنفيذ مشروع الصواريخ الدقيقة يتم استناداً إلى "خبرة وتكنولوجيا وتمويل وتوجيه إيراني"، متابعا "ان إحدى المحاولات لنقل ميكانيات مخصصة لتحويل صواريخ إلى دقيقة من سوريا إلى لبنان استهدفت من قبل إسرائيل في يوم 17 ايلول الماضي.

الصواريخ..اكاذيب: في الاثناء، وفي غياب اي موقف رسمي من "حزب الله" للردّ على الرواية الاسرائيلية في شأن وجود صواريخ في الضاحية الجنوبية، قال وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الاعمال محمد فنيش لـ"المركزية" "لنترك نتنياهو مع اكاذيبة واوهامه. ليتحدّث بما يشاء ويُحرّض بالطريقة التي يريد. نكتفي بالقول ان المقاومة لديها قدراتها كما عبّر عنها الامين العام السيد حسن نصرالله، ونحن معنيون بالتصدّي لعدوانه ولأي اعتداء جديد على لبنان. الاسرائيلي يعرف تماماً ماذا ينتظره اذا اقدم على اي عدوان ضد لبنان. واذا لم يعرف فسيتفاجأ".

جزء من ازمة سوريا: وليس بعيدا، لفت رئيس الجمهورية في حديث الى "روسيا اليوم"، إلى انّ "حزب الله أصبح جزءا من الأزمة السورية وعدم التوصل إلى التسوية يعد سببا لبقائه". الى ذلك، اعتبر ان "الغرب يسيّس مسألة عودة اللاجئين السوريين في لبنان عبر ربطها بالانتقال السياسي". وامل إعادة فتح معبر نصيب الحدودي قائلا: "نترقب ما ستؤول إليه العلاقات بين دمشق وعمّان"، مضيفا "تفاقم الازمة الاقتصادية في لبنان سببه تراكم السياسات الخاطئة في هذا المجال".

الحرس يحذّر: اقليميا، طالب الحرس الثوري الإيراني السعودية والإمارات باحترام "خطوط إيران الحمراء" وإلا فعليهما تحمل العواقب. ونقلت وكالة "فارس" عن البريجادير جنرال حسين سلامي نائب قائد الحرس الثوري "إذا تجاوزتم خطوطنا الحمراء فسنتجاوز بالتأكيد خطوطكم الحمراء. تعرفون العاصفة التي يمكن أن تثيرها الأمة الإيرانية"... من جهة ثانية، نقلت وكالة "ميزان" عن رجل دين إيراني كبير قوله ان "القواعد الأميركية في المنطقة لن تبقى آمنة إذا ما ارتكبت واشنطن أي خطأ".

قمة حول سوريا: سوريا،  أعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، اليوم، أنه يجري الاعداد لعقد قمة حول النزاع في سوريا بين قادة فرنسا والمانيا وتركيا وروسيا في تشرين الاول. وصرحت ميركل خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في برلين: "نؤيد لقاء رباعيا بمشاركة رؤساء تركيا وروسيا وفرنسا وأنا، لأن الوضع لا يزال هشا. نأمل أن يعقد في تشرين الاول" المقبل. 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o