Sep 26, 2018 5:00 PM
تحليل سياسي

الصراع السـياسـي يتمدد الى الاجهزة الامنية في المطار و"الداخليـة" تتدخــل
الحزب يشـيد بمواقـف عون والكونغرس يصــوت على قانــون العقوبــات
الريال الايراني الى انخفاض قياسي واردوغان: مساعي السلام لا تستمر مع الاسد

المركزية- غريب أمر الطبقة السياسية الحاكمة في لبنان التي تخوض معاركها فوق أنقاض دولة حيث لا سلطة ولا مؤسسات فاعلة ولا اقتصاد، في غياب مُكلف لحكومة لا تعرف سبيلا الى الولادة منذ خمسة اشهر. طبقة تتصارع على مغانم وهمية، وتمدد صراعاتها الى الاجهزة الامنية غير عابئة بتداعيات حربها على ما تبقى من فُتات وطن ومن بقي فيه، يواجه تحديات وجودية في مرحلة مفصلية. بالأمس فجر الصراع السياسي جلسة التشريع باتفاق من تحت الطاولة، واليوم انفجرت تداعيات حرب الصلاحيات في مطار رفيق الحريري الدولي، واجهة الوطن ومعبره الى العالم، فيما تفجر جهود تشكيل الحكومة حرب المصالح بين القوى السياسية وقادتها الطامحين الى مكتسبات افتراضية في مناصب رئاسية.

المطار مجددا: ففيما السخونة على اشدها والحرب مستعرة بين القوى السياسية على قضية ومن دون قضية، وملابسات سفر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى نيويورك حاضرة في المطار، قفز واقع المرفق الجوي اللبناني مجددا الى الواجهة، وهذه المرة من بوابة صراع بين الاجهزة الامنية. فقد وقع خلاف بين قائد جهاز أمن المطار العميد جورج ضومط وقائد سرية الدرك في المطار العقيد بلال الحجار، أدى إلى انسحاب الدرك عن التفتيش الأولي وتسلّم عناصر الجيش اللبناني التابعين لجهاز الأمن عمليات تفتيش المسافرين والحقائب. ما انعكس على حركة المسافرين التي توقفت لفترة زمينة.

المشنوق: وخلال جولة له في المطار حيث اجتمع برؤساء الاجهزة، بعد الاشكال، قال وزير الداخلية نهاد المشنوق: الاشكال انتهى ولن يتكرر ومسؤولية المطار تفتح الباب للاجتهادات ويجب وجود حد أدنى من التفاهمات، وقد حصل سوء تفاهم وانتهى".

تحقيق قضائي: وفي السياق، أفيد ان "مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية باشر التحقيقات بموضوع توقف حركة المطار والاشكال الحاصل بين رئيس جهاز الامن وقائد وحدة قوى الامن الداخلي هناك، وكلف الأجهزة المعنية بإجراء تحقيق مشترك في الموضوع".

اتصالات على خط الحكومة: على الضفة الحكومية، انطلقت في الساعات الاخيرة حركة اتصالات جديدة يضطلع بها الرئيس الحريري مع القوى السياسية المحلية، معظمها من وراء الكواليس، للبحث في اقتراحات يمكن ان تساعد في تذليل العقبات التي تعترض طريق التشكيل. وفي السياق، استقبل الحريري في بيت الوسط النائب وائل ابو فاعور في حضور الوزير غطاس خوري وجرى بحث في المستجدات السياسية والحكومية.

باسيل يأسف: وفيما ستشهد هذه الحركة زخما اضافيا بعيد عودة الرئيس عون من الخارج، برزت مواقف لوزير الخارجية جبران باسيل أسف فيها لأن "البعض في لبنان اليوم يديرون آذانهم للخارج". وقال من نيوجورسي "إننا ندافع عن حقوق الناس من دون أي تمييز، لأن منطق القوة في الداخل لا يدوم بل منطق العدالة"، مضيفا "عشنا سنتي استقرار امني وسياسي لكن البعض يديرون آذانهم للخارج فيما نعمل لتحصيل الحقوق البديهية ولذلك نحارب، وأصعب شيء هو المواجهة مع الشائعة والكذب، والموضوع يحتاج الى صبر".

الحزب يشيد: في مجال آخر، وقبيل الكلمة المرتقبة للرئيس عون في نيويورك عصرا، اشاد حزب الله بالاخير. اذ رأى نائب الأمين العام لـ"الحزب" الشيخ نعيم قاسم، "ان المواقف التي أعلنها رئيس الجمهورية على صفحات صحيفة الـ"فيغارو" هي مواقف مشرفة ومسؤولة، فقد عبر عن رؤيته للبنان السيد المستقل في إطار وحدة وطنية لا تقبل التبعية ولا الاحتلال ولا الانخراط في لعبة المحاور". وأكد أن الرئيس عون "هو الضمانة الأولى للاستقرار في لبنان، وهو الذي ملأ سجله الناصع بمواجهة الاحتلال الإسرائيلي من أجل التحرير، وبمواجهة الإرهاب التكفيري وتحقيق التحرير الكامل، وهو الحريص على تحرير لبنان وحمايته والدفاع عنه".

العقوبات امام الكونغرس: من جهة ثانية، قدم رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الاميركي اد رويس مشروع قانون العقوبات الجديد لتجفيف تمويل حزب الله (عام 2018 رقم 1595) تمهيدا لتصويت الكونغرس الاميركي عليه في الساعات المقبلة. وأكد  ان "عناصر حزب الله يواصلون ممارسة المجازر في حق المدنيين في سوريا لصالح (الرئيس) بشار الاسد، بالتزامن مع تكديس الحزب الصواريخ على الحدود الشمالية لاسرائيل"، لافتا الى انه "في الاسبوع الماضي، جاهر قائد الحزب، بامتلاكه صواريخ عالية الدقة"، موضحا ان "العقوبات المرتقبة ستنطلق من تلك القائمة حاليا، وستستهدف اولا سبل تمويله عالميا، وتجنيد الطاقات له. وثانيا من يمدّونه بالسلاح". واشار الى "ان هذا التشريع هو نتاج أشهر من جهود مشتركة بين الحزبين الاميركيين، ونأمل من الكونغرس اقراره سريعا".

الحاكم والقروض: على صعيد آخر، أكد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة "إعادة العمل بقروض الإسكان المدعومة مع بداية 2019". وأعلن أن مصرف لبنان "سيُحدّد رزَماً تحفيزية جديدة للقروض السكنية في الـ2019، على أن يُحدّد المجلس المركزي القيمة في وقت لاحق". وقال في حديث تلفزيوني: نطمئن الناس إلى استقرار الوضع النقدي ونقل الواقع كما هو، ومصرف لبنان محصّن في وجه أي طارئ.

لحود يتحرك: وتعليقا على اقرار مجلس النواب في جلسته التشريعية أمس، فتح اعتماد بقيمة 100 مليار ليرة لدعم فوائد القروض الإسكانية على مدى سنة واحدة، مشروطاً بوضع الحكومة المقبلة سياسة إسكانية في غضون ستة أشهر، وصف المدير العام للمؤسسة العامة للإسكان روني لحود هذا الدعم بـ"العظيم"، واعتبره "خطوة إلى الأمام" في مسار عودة دعم القروض الإسكانية. وأكد لـ"المركزية" أن "حتى الآن، لم تتحدّد نسبة الفائدة على القرض، وكذلك سقف الدعم وغير ذلك من النقاط التفصيلية"، مؤكداً أن "هذه الأمور يجب أن تتوضّح، عندها تتوفّر لدينا كل التفاصيل. وكشف أنه طلب موعداً "لعقد لقاء مشترك مع وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال بيار بو عاصي ورئيس جمعية المصارف جوزيف طربيه لمتابعة ملف القروض الإسكانية من جوانبه كافة".

انقطاع ادوية السرطان: في المقلب الحياتي، حذر نائب رئيس الحكومة وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال غسان حاصباني من انقطاع ادوية السرطان خلال مهلة اقصاها اسبوعين في حال لم يتخذ القرار المناسب خلال الجلسة التشريعية المقبلة. واذ عوّل في مؤتمر صحافي على دعم رئيس الجمهورية الإيجابي للمساهمة فـي المعالجة، سأل هل من أولوية في أي تشريع تعلو على توفير الدواء للفقراء؟

تراجع قياسي: اقليميا، سجل الريال الإيراني مستوى قياسيا منخفضا مقابل الدولار الأميركي في السوق غير الرسمية. وذكرت وكالة تسنيم الرسمية أن الدولار معروض بسعر يصل إلى 170 ألف ريال، وذلك في أحدث انخفاض للعملة الهشة، التي خسرت ما يقرب من 80 بالمئة من قيمتها على مدار عام. وليس بعيداً اعلنت اليوم أكبر شركتين هنديتين التوقف عن طلبا لنفط من إيران.

ترامب المسوؤل: في المقابل، اعتبر وزير النفط الايراني بيجان نمدار زنقانة ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب هو "المسؤول الرئيسي" عن ارتفاع أسعار النفط في الاونة الاخيرة.  وقال للتلفزيون الايراني "المسؤول الرئيسي عن ارتفاع الاسعار وزعزعة استقرار السوق هو السيد ترامب وسياساته غير الشرعية".

اردوغان: سوريا، رأى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان انه لا يمكن أن تستمر مساعي السلام السورية في ظل استمرار الرئيس بشار الأسد في السلطة. وفي مقابلة بينما كان في نيويورك للمشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة قال إردوغان إن الجماعات "المتطرفة" بدأت الانسحاب من المنطقة منزوعة السلاح في محافظة إدلب.

سحب بطاريات: من جهة أخرى، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين عسكريين أميركيين ان الولايات المتحدة ستسحب بعض البطاريات المضادة للطائرات والصواريخ من الشرق الأوسط. واشار التقرير الى أن وزارة الدفاع الأميركية ستسحب الأنظمة الصاروخية من المنطقة الشهر المقبل. واوضحت الصحيفة أن واشنطن ستسحب أربعة أنظمة صواريخ باتريوت من الأردن والكويت والبحرين، لافتة إلى ان الخطوة تشير إلى تحول التركيز عن الصراعات القائمة منذ فترة طويلة في الشرق الأوسط وأفغانستان.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o