"كوارث" المطار تابع...عطل تقني "يبهدل" المسافرين و"يستنفر" الدولة
اتصالات تهدئة تلجم التدهور السياسي وخوري فـــــي بعبدا
قمة طهران: لا اتفاق شاملا ورفض لذرائع محاربــــة الارهاب
المركزية- وسط دفع لسحب فتيل التشنج الذي ألهب الساحة السياسية في اليومين الأخيرين وكاد يمتّد الى الشارع بفعل انزلاق مسار التشكيل في اتجاه حرب كلامية وتبادل اتهامات بلغت حدّ النزاع السني- الماروني، ما دفع بالرئيس سعد الحريري الى ايفاد وزير الثقافة غطاس خوري الى بعبدا، انهمكت الدولة من أعلى رأسها حتى أخمص قدميها في "فضيحة" توقف نظام الاتصالات المخصص لتسجيل حقائب الركاب المغادرين عبر مطار رفيق الحريري الدولي ما ادى إلى توقف كلي لعملية التسجيل وازدحام في قاعات المغادرة اعتبارا من الحادية عشرة من مساء امس وحتى الرابعة فجرا، فتأخر اقلاع الطائرات وارجئت الرحلات وسادت اجواء بلبلة بلغت اصداؤها دول العالم قاطبة.
المطار في بيت الوسط: وعلى وقع استنفار شامل للمعالجة، بدا ان ثمة اتجاها قضائيا للمحاسبة، اذ أفيد أن رئيس التفتيش المركزي القاضي جورج عطية إستدعى الى مكتبه، كلا من رئيس مطار رفيق الحريري الدولي فادي الحسن والمدير العام للطيران المدني محمد شهاب الدين، للتحقيق في ملابسات ما جرى. وأشار وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال سليم جريصاتي الى أن "النيابة العامة المختصة تحركت لتبيان ما إذا كانت هناك أفعال جرمية."اما في المواكبة الرسمية، فرأس الرئيس سعد الحريري بعد الظهر اجتماعاً موسعاً في بيت الوسط مع مسؤولين في المطار حضره وزراء الأشغال يوسف فنيانوس والداخلية نهاد المشنوق والمال علي حسن خليل اضافة الى مسؤولين أمنيين معنيين في ملف المطار.
لتحييد الدستور: الى ذلك، وفي وقت غابت اي اتصالات على خط التأليف، باستثناء لقاء عون -خوري في قصر بعبدا، حضرت الحكومة في المواقف السياسية. فرأى وزير المال في حكومة تصريف الاعمال علي حسن خليل، ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري في عرس جماعي في الجية، "ان من الخطر ان تصل المواقف المسبقة التي اتخذها البعض الى مرحلة اصبحنا نناقش فيها، في وقت استثنائي، محظورا سياسيا استثنائيا وهو مسألة الميثاق والدستور والصلاحيات". وقال: "ان من المخاطر الكبرى في لحظة سياسية كالتي نمر بها على مستوى المنطقة وعلى مستوى لبنان، أن نتعاطى بخفة مع هذه المسألة التي تشكل اليوم التحدي الأكبر أمامنا جميعا. من حق الجميع أن يطالب، من حق الجميع أن يضع قواعد وشروطا، لكن ليس على حساب الدستور والنظام العام وعلى حساب الوصول الى تفاهم يخرجنا من أزماتنا التي نعيش. واضاف "نعم اليوم نحن نرى ان الخطاب السياسي الذي انطلق به البعض خلال الايام الماضية، لا يخدم أحدا على الإطلاق، وبشكل اساسي من يطلقه، لأن الكلمة عندما تنطلق والموقف عندما يعلن، يصبح البعض او الواحد أسيرا له، ويصبح من الصعب ان نتناقش بهدوء ومسؤولية للوصول الى الحلول المرتجاة. لهذا نتوجه للجميع لتجنب رفع وتيرة الخطاب السياسي، وتحييد المسائل الميثاقية والدستورية عن النقاش التفصيلي بتشكيل الحكومة".
"حزب الله" وراء التهدئة؟ وفي السياق، لفت انتباه المراقبين السياسيين هدوء "حرب الصلاحيات" فجأةً وسط تساؤل عن الجهة التي اضطلعت بدور الاطفائي بعدما بدأ التصعيد يبلغ الشارع بيافطات رفعت في بعض المناطق واتخذت طابعا طائفيا خطيرا. وفيما رجحت بعض المعلومات ان يكون "حزب الله" وعبر قنواته المعهودة فعل فعله في هذا المجال انطلاقاً من حرصه الشديد على الاستقرار وعدم انزلاق البلد الى صراع مذهبي، اكدت مصادر الحزب لـ"المركزية"، ان "هناك قراراً حتى الان بعدم التدخل في ما يحصل على صعيد التشكيل" واستتباعاته، مشيرةً الى "ان لا ازمة نظام كما يروّج البعض، ولا خوف من انزلاق البلاد الى حوادث امنية ذات طابع مذهبي، فالامور ممسوكة والامن مستتبّ".
التهويل في غير محلّه: وسط هذه الاجواء، وفي وقت تكثر التحذيرات من مغبة استمرار المراوحة السياسية السلبية على الوضع الاقتصادي، رأس الرئيس عون قبل الظهر في بعبدا اجتماعا حضره وزير المال ورئيس لجنة المال والموازنة النيابية النائب ابراهيم كنعان واكد خلاله رئيس الجمهورية اعطاءه الوضع الاقتصادي الاولوية ضمن اهتماماته، فيما شدد الوزير خليل على سلامة الوضع المالي والنقدي على رغم صعوبة الاوضاع الاقتصادية. واعتبر النائب كنعان، بدوره، ان التهويل بالانهيار الاقتصادي في غير محله، مشددا على ضرورة مواصلة الاصلاحات التي بدأها لبنان منذ اقرار موازنة العام 2018.
القنب الى اللجان: في غضون ذلك، يرتقب ان يتحرّك قطار التشريع في مجلس النواب مجددا في الاسابيع المقبلة إن بقي التعثر يطبع مسار التشكيل. واليوم، أحال الرئيس بري الى اللجان النيابية المشتركة إقتراح القانون الرامي الى تنظيم زراعة القنب الهندي للإستخدام الطبي والصناعي.
لا لكلمة تطبيع: على صعيد آخر، وفيما زيارات وزراء 8 آذار الى دمشق مستمرة، زار مسؤول ملف النازحين السوريين في حزب الله النائب السابق نوار الساحلي امين عام المجلس الاعلى اللبناني السوري نصري خوري حيث تم التطرق الى أمور النازحين السوريين في لبنان واضعاً إياه في صورة الخطوات التي يقوم بها حزب الله والعلاقات السورية اللبنانية. واكد الطرفان ضرورة تفعيل الخطوات لما فيها مصلحة الشعبين على المستوى الاقتصادي والمعيشي مستنكرين استعمال كلمة تطبيع ، بين الشعبين السوري واللبناني.
خلاف في القمة: اقليميا، عقدت القمة الثلاثية الرئاسية الروسية – التركية الايرانية المنتظرة في ايران، وبحثت اوضاع ادلب خصوصا وسوريا عموما. غير ان مواقف الزعماء الثلاث في مستهلّها لم تدل الى اتفاق شامل بينهم في شأن مقاربة الوضع في الشمال السوري. وفي السياق، اشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى ان "جهود روسيا وتركيا وإيران ساهمت في استقرار سوريا"، لافتا الى ان "الإرهابيين في إدلب يعدون استفزازات باستخدام الأسلحة الكيميائية". وفي وقت اعتبر أن من حقّ الحكومة السورية استعادة السيطرة على "كل أراضيها"، قال بوتين "نعارض المقترح التركي بوقف اطلاق النار في ادلب لان "النصرة" و"داعش" ليسا في المحادثات". من جهته، حذر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان من "حمام دم" في حال شن هجوم على محافظة ادلب، وقال أمام نظيريه الروسي والايراني حسن روحاني إن هجوما على ادلب سيؤدي الى "كارثة، الى مجزرة ومأساة إنسانية"، مضيفا "لا نريد على الإطلاق أن تتحول إدلب الى حمام دم" وأعرب عن اعتقاده بأن التوصل إلى قرار بوقف إطلاق النار في سوريا خلال قمة طهران سيكون انتصارا للقمة. بدوره، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن "محاربة الإرهاب" في محافظة إدلب في شمال غربي سوريا "أمر لا بدّ منه"، مشيرا في الوقت نفسه الى أن هذا الأمر "لا يجب أن يكون مؤلما للمدنيين" ولا أن "يؤدي الى سياسة الأرض المحروقة". وقال روحاني: "ينبغي أن ينتهي وجود الولايات المتحدة العسكري في سوريا"، لافتا الى ان "الدول التي تدعم وتصنع الإرهابيين لتغزيز سلطتهم في المنطقة جعلناها تشعر بالفشل". واضاف "نطلب من كل المسلحين في سوريا إلقاء السلاح والسعي لإنهاء الصراع سلمياً". اما البيان الختامي، فأكد الرفض التام لمحاولات إيجاد ذرائع جديدة على الأرض بدعوى محاربة الإرهاب.
هايلي رئيسة: من جهة ثانية، تتسلم مندوبة الولايات المتحدة الاميركية نيكي هايلي اليوم رئاسة مجلس الامن الدولي عن شهر ايلول. ويرتقب ان تلقي كلمة في المناسبة وصفت بشديدة اللهجة تجاه سوريا وايران في المنصة الاممية في حضور الرئيس الاميركي دونالد ترامب.