Sep 05, 2018 7:53 AM
مقالات

"فيتو" اميركي على "ترقية حزب الله" حكومياً

اثارت الانتكاسة الحكومية التي حصلت اول من امس، برفض الرئيس ميشال عون تشكيلة وزارية قدمها إليه الرئيس المكلف سعد الحريري، مخاوف من ارتدادات سلبية على الواقع السياسي، في حين تبين ان ثمة عوائق اخرى امام عملية التأليف الحكومية قد تكون اخطر من العقدتين "المسيحية" و"الدرزية" اللتين تعوقان الحريري في عملية تأليف الحكومة بعد اكثر من 100 يوم على تكليفه تأليفها.
وقالت مصادر متطابقة ان العقدتين المعلنتين، وهما عقدة تمثيل "القوات اللبنانية" والحزب "التقدمي الاشتراكي"، قد لا تكونان سوى رأس جبل الجليد في ضوء "فيتو" اميركي حاسم حول زيادة حصة "حزب الله" الحكومية، كماً ونوعاً.
وأشارت المصادر لـ"الشرق الأوسط" إلى ان مسؤولين اميركيين ابلغوا قيادات لبنانية ان اي زيادة لنفوذ الحزب في الحكومة ستواجه بمقاطعة اميركية شاملة وبعقوبات على المؤسسات التي يتزايد فيها نفوذ الحزب، ووقف للمساعدات المقررة للجيش اللبناني والمؤسسات الأمنية الأخرى.
ويطالب "حزب الله" علنا بالحصول على وزارة الصحة ووزارة اخرى خدماتية، لكن التحذيرات الأميركية قد تكون عائقا امام حصوله على مبتغاه، وبالتالي سيكون امام خيارين، إما القبول بالحصة التي ينالها في الحكومة الحالية (وزارتي الصناعة، والشباب والرياضة) او الرفض، ما يعني عمليا عرقلة تأليف الحكومة.
وقالت المصادر "ان الضغوط الأميركية ستؤدي تلقائيا إلى وقف مساعدات لوزارة الصحة قيمتها نحو 150 مليون دولار، كما قد تؤدي إلى ضغوط اميركية على دول غربية ومنظمات دولية لوقف اي تعاون مع الوزارة.
وفيما لم يصدر عن السفارة الأميركية اي تعليقات بهذا الشأن، تقول مصادر "ان موقف السفارة الرسمي الذي تم إبلاغه للمسؤولين اللبنانيين لم يتغير عن الحكومات السابقة، وهو ان الأميركيين سيوفقون تلقائيا التعاون مع اي وزارة يشغلها عضو من "حزب الله" المصنف إرهابيا في الولايات المتحدة.
وكانت عملية تأليف الحكومة قد تعثرت، بعد "ملاحظات" ابداها الرئيس عون على التشكيلة التي حملها إليه الحريري، معتبرا انها لم تراعِ "الأسس والمعايير التي كان حددها لشكل الحكومة والتي تقتضيها مصلحة لبنان".
وقالت مصادر مطلعة على المفاوضات الحكومية، "ان الحريري كان يراهن على مبادرة من عون تقضي على الجمود الذي يلف عملية تأليف الحكومة. وتشير إلى ان المعادلة القائمة التي جمع الحريري معالمها من لقاءاته مع القيادات اللبنانية المرشحة للدخول إلى الحكومة، تقضي بضرورة تأمين بديل فعلي لـ"القوات" التي يمكن ان تتخلى عن مطالبتها بمنصب نائب رئيس الحكومة ووزارة سيادية، يكون بحصولها على 4 وزارات، من بينها وزارة مهمة، وتحديدا وزارة الطاقة، التي يرفض "التيار الوطني الحر" بشدة التخلي عنها، او وزارة الأشغال التي يتمسك بها "حزب الله" من حصة حليفه تيار «المردة». وكان الحريري يأمل بتعويض "القوات" بوزارة العدل مع وزارة التربية ووزارة خدماتية اخرى، على ان يعطي «القوات» وزارة رابعة من حصته الشخصية، ينال بدلا منها وزارة دولة شؤون مجلس الوزراء، غير ان «ملاحظات» رئيس الجمهورية أوحت برفضه التدخل كما كان الحريري و«القوات» يأملان، مقابل استمرار تشدد وزير الخارجية جبران باسيل في عدم التخلي عن اي وزارة من حصة «التيار الوطني الحر».
أما العقدة الدرزية، فما تزال مؤجلة أيضا في ظل تفرغ الحريري للعقدة المسيحية حاليا. ويطالب النائب السابق وليد جنبلاط بـ3 حقائب وزارية عائدة للدروز، لكونه يمتلك الغالبية الكبرى من المقاعد الدرزية في البرلمان. وكانت شائعات راجت عن إمكانية توزير سنّي (النائب بلال عبد الله) من حصة جنبلاط، على ان يكون المقعد الدرزي الثالث بالتفاهم بين جنبلاط والحريري، لكن الحريري لم يتحمس للطرح لصعوبة تنفيذه. ولا يبدو جنبلاط منغلقا على الحلول، بانتظار اقتراحات فعلية تقدم له، لكنه ما يزال متمسكا بموقفه حتى اللحظة، رغم استعداده لتسهيل تأليف الحكومة، كما تقول مصادر قريبة منه.

ثائر عباس-الشرق الاوسط

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o