Sep 05, 2018 6:18 AM
صحف

هل تُعيد "القوات" مراجعة حساباتها؟

نُقل عن مصادر "القوات اللبنانية" قولها "مع ولادة الحكومة وفق الصيغة التي قدمها الرئيس المكلف سعد الحريري وهي صيغة متوازنة جداً، وبدل الذهاب نحو انفراج سياسي، شهدنا تدحرجاً سياسياً لا نتمنّاه إطلاقاً وهو كان متوقعاً، لأن رفض الصيغة سيأخذ البلاد الى مزيد من الانكشاف السياسي في ظل غياب اي تصور لطريقة ولادة الحكومة.

فصيغة الحريري اتت نتيجة مشاورات مكثفة وهي تعكس نتائج الانتخابات وواقع الحال السياسي، فيما رفضها يُعيد الامور الى المربّع الاول الذي كانت عليه، اي محاولة تحجيم الحزب "التقدمي الاشتراكي" و"القوات"، واظهرت هذه السياسة على مدى الاشهر الثلاثة السابقة انها لن تؤدي الى ولادة الحكومة.

وبالتالي، الاستمرار في النهج نفسه لن يؤدي الى التشكيل، بل ستبقى الامور على ما هي عليه، لأن من يظن ان في استطاعته تحجيم "القوات" او إحراجها لإخراجها هو مخطئ، ومن يظن ان في استطاعته دفع الحريري الى تأليف حكومة من دون الأخذ بوجهة نظر "القوات" و"الاشتراكي" مخطىء، ومن يعتقد ان في استطاعته جَرّ الحريري الى "حكومة امر واقع" او دفعه الى الاعتذار مخطىء ايضاً.

لذلك، امام كل هذه الوقائع وتجنّباً لانتقال الأزمة من ازمة تأليف الى ازمة كيانية وطنية يجب ان يبادر فخامة الرئيس الى وضع حد لكل النقاش الدائر، وان يوافق على الصيغة التي قدمها الحريري وهي صيغة تعكس واقع الحال السياسي والتوازنات والاستفادة من الدينامية الانتخابية التي افرزتها الانتخابات، لكننا للأسف نفوّت الفرصة تلو الأخرى.

لكن اليوم وصلت الامور الى حائط مسدود، ويمكن ان يستمر الوضع على هذا المنوال لأشهر، لأنه لا يوجد اي حل، ومن يراهن على الوقت لا نعتقد انه سيصبّ في مصلحته لأن الامور مقفلة وكل السياسات التحجيمية جرّبت واصابها فشل ذريع ولن تؤدي الى اي مكان. المطلوب الاقلاع عن محاولة تأليف حكومة "امر واقع" وحكومة "غالب ومغلوب"، والاتجاه الى حكومة شراكة حقيقية وفق الصيغة التي قدمها الرئيس المكلف.

و"القوات" لا يمكنها تقديم اكثر مما قدمته وفق المعروض في الصيغة الحالية، وبالتالي يجب تلقّف فرصة ما وصلت إليه "القوات"، واي محاولة اضافية للضغط عليها ستدفعها الى مراجعة حساباتها بالعودة الى المربّع الاول، بالمطالبة بما يحق لها فعلياً من 5 وزراء وحقيبة سيادية".

"النهار": وفي السياق، قالت مصادر "القوات اللبنانية" لـ"النهار" ان الأمور وصلت إلى حائط مسدود، ولا يجوز إخفاء الحقيقة على ‏الناس، فلا حكومة في الأفق والفراغ سيد الموقف حتى إشعار آخر، لأن هناك من يراهن على شيء لا ندركه ولا ‏نعرفه، ولكن جل ما نعرفه انه يريد تشكيل حكومة غالب ومغلوب، حكومة تحجم "القوات" أو تقصيها، حكومة ‏تحجم "الإشتراكي" أو تقصيه، وهذه المحاولات لن يكتب لها النجاح، ومواصلة السعي في هذا الاتجاه سيبقي ‏الحكومة عالقة في عنق زجاجة التحجيم والإقصاء‎.‎ 
وحذرت المصادر من مواصلة النهج نفسه الذي قد ينقل البلاد من أزمة حكومية إلى أزمة كيانية، ومؤشرات ‏الانزلاق إلى أزمة كهذه بدأت تطل برأسها في أكثر من مكان، من الصدام مع الطائفة الشيعية تحت عنوان تكسير ‏الرؤوس، إلى الصدام مع الطائفة السنية تحت عنوان إعادة النظر في الصلاحيات وتكريس أعراف جديدة، إلى ‏الصدام مع الموحدين الدروز تحت عنوان الميثاقية الذي لم يكن مطروحاً في أي يوم من الأيام، إلى الصدام مع جزء ‏واسع من المسيحيين من أجل تكريس أحادية أسقطتها الانتخابات‎.‎

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o