Sep 03, 2018 7:16 AM
صحف

توطين الفلسطينيين اوَّل تحدِّيات الحكومة

اذا كانت الحكومة المقبلة والتي بدأت تتوالى ترجيحات المواعيد لولادتها قبل نهاية الاسبوع الجاري، ستواجه أزمة ‏اقتصادية كبيرة، الى أزمتها السياسية الداخلية والخارجية، وخصوصاً العلاقة مع النظام السوري في ظل ارتباك ‏عربي في التعامل مع هذا الملف، فإن مشاكل اللاجئين لا تقل أهمية عما سبق. فإضافة الى وجود أكثر من مليون ‏ونصف مليون نازح سوري يأمل لبنان في اعادتهم الى بلادهم، فإن ملف اللجوء الفلسطيني يتفاقم مع اعلان ‏الولايات المتحدة الاميركية وقف مساعداتها لوكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم ‏‏"الأونروا"، ما يعرض للخطر استمرار خدمات الوكالة وانعكاس ذلك على اللاجئين وعلى الدول التي تستضيفهم، ‏وخصوصاً اذا ما أعلنت اسرائيل اسقاط حقهم في العودة الى مسقطهم نهائياً، علماً ان هذا الحق في العودة قانوني ‏وغير قابل للتنفيذ‎.‎ 
ومع اعلان وزير الخارجية جبران باسيل "اننا لن نقبل بالتوطين"، استنكرت وزارة الخارجية والمغتربين القرار ‏الاميركي، وحذرت "من النيات المبيتة وراء هذا القرار الذي يأتي في سياق أحداث متتالية من نقل السفارة ‏الأميركية الى القدس وتكريسها عاصمة لاسرائيل ومن ثم إعلان الكنيست يهودية الدولة والآن وقف تمويل ‏الأونروا، كلها خطوات للتخلص من حق العودة المقدس للاجئين الفلسطينيين في لبنان وفي الدول المضيفة ‏الأخرى، وإسقاط كل محاولة للحل على أساس الدولتين، ناهيك بدفع العرب المقيمين في فلسطين المحتلة الى ‏المغادرة". ودعت إلى "التشاور مع الدول المعنية لوضع تصور للتحرك ومواجهة تداعيات هذا القرار‎".‎ 
وتختلف الأرقام عن عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، ففيما تشير أرقام "الأونروا" الى وجود 470 ألفا، ‏يتناقص العدد وفق الاحصاء الذي اشرفت عليه لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني ونفذته مديرية الاحصاء ‏المركزي في لبنان مع الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني الى 175 ألفاً. وأياً يكن الرقم الحقيقي، فإن المشكلة ‏تتخطى الاعداد الى مصير هؤلاء اللاجئين فيما لو انقطعت عنهم سبل الامداد للعيش والتعليم والرعاية الصحية ‏وتركوا لمصيرهم ولتحويلهم أمراً واقعاً على الدول التي تؤويهم، ما يطرح أكثر من سؤال عن مشاريع التوطين ‏التي تعدها اسرائيل مع بعض المجتمع الدولي لفلسطينيي الشتات‎.‎ 
وفي بعض أرقام المساعدات والخدمات التي تقدمها "الأونروا" في لبنان‎:‎ 
‎- ‎التعليم لـ 31,753 تلميذاً في 69 مدرسة، كما تتولى "الأونروا" إدارة مركزين للتدريب المهني يقدمان خدماتهما ‏لـ 1,082 تلميذاً بقيمة 40 مليون دولار سنوياً‎.‎
‎- 28 ‎مرفقاً للرعاية الصحية الأولية تقدم الاستشارات الطبية بما يوازي 931,000 كل سنة، وأكثر من 23,000 ‏معاينة لتقصي أمراض الفم والأسنان، وتعالج نحو 160 ألفاً سنوياً بقيمة اجمالية تبلغ 15 مليون دولار‎.‎‎ ‎
‎- ‎المساعدات الاجتماعية يستفيد منها أكثر من 61 ألف لاجئ، بكلفة تصل إلى 7.5 ملايين دولار سنوياً‎.‎ ‎
‎- ‎يقدم برنامج مساعدة حالات العسر الشديد مساعدات عينية غذائية ونقدية فصلياً لنحو 55,000 شخص في ‏لبنان، علاوة على توفيره مساعدة نقدية طارئة لحالات محددة ممن هم في أمس الحاجة.

"النهار"

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o