حماية لرأسه ونظامه.. هل يلتزم الاسد إخراج ايران من أراضيه؟
لورا يمين
المركزية- قُتِل أربعة عناصر من مجموعات موالية لإيران امس الأربعاء بضربات إسرائيلية على مستودع في مدينة تدمر وسط سوريا، وفق ما أفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، بعيد إعلان الإعلام الرسمي عن وقوع إصابات جراء "عدوان إسرائيلي". وأفاد المرصد عن "سقوط أربعة قتلى وإصابة ستة آخرين بجروح بينهم مدنيون في حصيلة أولية للضربات الإسرائيلية التي استهدفت مستودعاً في المدينة الصناعية ومطعما ومباني سكنية". وأشار إلى أن القصف كان على مقربة من المدينة الأثرية في مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي.
وقبيل ذلك، أعلن الإعلام الرسمي السوري عن "عدوان إسرائيلي" استهدف مدينة تدمر، مشيراً إلى وقوع عدد من الإصابات. وقال التلفزيون السوري إنَّ الضربات أسفرت عن وقوع "إصابات"، في ما أشارت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن سماع أصوات انفجارات ناجمة عن "عدوان إسرائيلي استهدف أبنية سكنية والمدينة الصناعية".
ومنذ بدء النزاع في سوريا في العام 2011، شنّت إسرائيل مئات الضربات الجوية، مستهدفةً مواقع تابعة للقوات الحكومية وأهدافاً إيرانية وأخرى لـ"حزب الله".
هذه الضربات باتت اذا "روتينا" سوريا اذا جاز التعبير، خاصة في السنوات الماضية، وقد تكثفت وتيرة هذه العمليات منذ 7 تشرين الاول 2023، مع "طوفان الاقصى". لكن بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، فإن هذا الضغط العسكري الذي تمارسه اسرائيل على سوريا لاخراج الفصائل الايرانية منها، يترافق وسيترافق مع ضغط سياسي كبير وسيكبر أكثر في المرحلة المقبلة، على نظام الرئيس السوري بشار الاسد، وعلى الاخير في شكل خاص، ليفك ارتباطه بطهران ويبعد نفوذها عن الاراضي السورية قاطبة.
فالتوجه الدولي، العربي – الخليجي من جهة، والغربي الأميركي (الترامبي) – الاوروبي من جهة ثانية، هو لإنهاء انتشار الاذرع الايرانية في الشرق الاوسط بعد ان تسببت بما يكفي من التوترات والنزاعات في بلدان المنطقة وعلى الساحة العالمية. فالرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب، يريد ارساء سلام في الشرق الاوسط، وهذا السلام يحتاج الى تحويل ايران من قوة "عسكرية" اقليميا، الى "قوة" سياسية اذا جاز القول، اي أن استمرارها في تصدير الثورة والسلاح الى أذرعها وفصائلها من العراق الى سوريا فاليمن ولبنان، سيصبح مستحيلا ويشكل عقبة كبيرة امام مشروع ترامب. وقد تم إبلاغ الاسد، ان عليه، اذا أراد البقاء في موقعه، أن يتعاون مع هذا المشروع. أما اذا لم يفعل، وكان ايضا حجر عثرة في وجه المخططات الدولية، فإن نظامه سيكون في خطر.. فهل يتجاوب ويحمي رأسه؟ الجواب ايجابي على الارجح، بدليل إحجامه عن الانخراط في عمليات الاسناد عبر اراضيه، تختم المصادر.