الحزب يعيد الطائف والدستور الى أدبياته: مقدمة لتسليم السلاح؟
لارا يزبك
المركزية- للمرة الاولى منذ تعيينه امينا عاما لحزب الله، تطرق الشيخ نعيم قاسم الى الوضع اللبناني، وتحديدا الى مرحلة "اليوم التالي"، من خلال خطوط عريضة رسمها ستحكم على ما يبدو، تعاطي الحزب في الفترة المقبلة، مع الملفات الاساسية، التي، للتذكير، وصفها قاسم منذ أسابيع بـ"التفاصيل".
قاسم قال "4 أمور ضعوها عندكم لبعد وقف العدوان: سنبني بالتعاون مع الدولة وكل الشرفاء والدول والقوى التي ستساعد من أجل إعادة الإعمار، سنقدّم مساهمتنا الفعّالة لانتخاب رئيس الجمهورية من خلال المجلس النيابي بالطريقة الدستوريّة، وستكون خطواتنا السياسيّة وشؤون الدولة تحت سقف الطائف بالتعاون مع القوى السياسيّة، كما سنكون حاضرين في الميدان السياسي بقوّتنا التمثيليّة والشعبيّة وحضورنا الوازن لمصلحة الوطن". وشدّد على "أنّنا لم نغيّر ولم نبدّل في مواقفنا ولن نغيّر ولن نبدّل في هذه المواقف الوطنيّة، الشريفة، المقاومة".
تحمل كلمات قاسم، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، مؤشرات الى تبدّل في "أدبيات الحزب". هو تحدث عن التعاون مع الدولة في عملية اعادة الاعمار. صحيح ان في ذلك ربما، نوعا من الإحراج لها، لأن خزينتها فارغة، لكن أقلّه، أشرك الرجل الدولة في هذه المسألة بعد ان كان هو وسلفه السيد حسن نصرالله، أخرجاها من هذه المعادلة.
في الملف الانتخابي، وبعد تعطيل لسنوات ورفعٍ لشعار "الحوار أوّلا"، في محاولة لتكريس أعراف لا ينص عليها الدستور، بالتعاون مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، اكتفى قاسم في كلمته بالاشارة الى "مساهمة فعالة في الانتخاب من خلال الطريقة الدستورية"، وذلك يعني أو يجب ان يعني، الاقلاع عن تطيير النصاب من جهة، والتخلي عن الحوار من جهة ثانية، خاصة ان بري، تخلى عنه.
النقطة الثالثة البارزة، هي اشارة نادرة من الحزب الى اتفاق الطائف الذي "سنكون تحت سقفه"، كما قال قاسم. فهل تمهّد هذه الكلمة للتنازل عما اقتطعه الثنائي الشيعي لنفسه من امتيازات من خارج الطائف "كالثلث المعطل في الحكومات او احتكار وزارة المال"؟ والاهم هل تمهّد لتنفيذٍ جدي للطائف الذي ينص على تسليم الميليشيات سلاحها الى الجيش اللبناني حصرا؟ ووفق قاسم، الحزب سيبقى حاضرا "في الميدان السياسي بقوته التمثيلية"، فهل يحضّر قاسم بذلك، الارضية اللبنانية عموما والشيعية خصوصا وبيئة الحزب تحديدا، لتحوُل الحزب الى حزب سياسي حصرا لا جناح عسكريا له؟!
الجواب لن يتظهر الا بأداء الحزب في الداخل وبممارساته وأفعاله، بعد وقف النار، تختم المصادر.