أزمة حضارية
كتب البروفيسور إيلي الزير
أن يتعامل المقيمون وأهل بعض المدن والقرى اللبنانية مع النازحين بعنصرية يشكّل أزمة حضارية. وأن يتعامل بعض النازحين مع الأهالي المضيفين لهم في المدن والقرى بروح الانتقام وكأنهم المسؤولون عن نزوحهم يشكّل أزمة حضارية.
أن تتنكر الدولة اللبنانية لمسؤولياتها تجاه النازحين منتظرة مساعدة خارجية من هنا، أو من هناك هي أزمة حضارية.
أن تتخلى وزارة التربية عن طلاب المدارس الرسمية في بيروت، وتفشل في إفراغ مدارسهم للسماح لهم بالالتحاق بها هي أزمة حضارية.
لبنان كله يعيش أزمة حضارية كبرى تتعلق بكينونة الانسان والمواطنة التي يجب أن يتحلى بها. وهنا مكمن الخطر الكبير لأنّ عندما يفقد الوطن روجه الحضارية يفقد سبب بقائه وسبب استمراره ككيان وكوطن. إن غياب الحضارة في أعمالنا ينذر بانفجار يأتي على الأخضر واليابس وحذار الحذار من هذا الانفجار.
الكل في الوطن مسؤول. الوزير في وزارته والنائب في دوره الرقابي، والمؤسسات الخاصة بدورها بوجهها الانساني، والطوائف بروح السماحة التي تحملها الاديان، والطالب في مدرسته وجامعته ومعهده، والعامل في معامله. هذه المسؤولية الجماعية لا يمكن تحقيقها إلا عبر امرين:
- الأول: أن يدرك جميع اللبنانيين أنه معرّض للاعتداء من العدو الإسرائيلي.
- الثاني: أن يقرّر جميع اللبنانيين الصمود بوجه هذا الاعتداء لإفشاله.
الصمود يكون بتمتين وحدتنا الوطنية، حيث المطلوب منا جميعاً أن نفتح قلوبنا لبعضنا وأن نتجاوز عثرات بعضنا كي ننجو جميعاً من هذا الطوفان.