Aug 29, 2018 6:31 AM
صحف

لا جديد!

رأت اوساط مطلعة على تحرك  "بيت الوسط"، ان لا شيء جديدا في مسار تشكيل الحكومة سوى تداول بعض الافكار هنا وهناك في اطار البحث عن حل لعُقد التمثيل، لكن لا يوجد شيء جدّي ومتين يُبنى عليه حتى الان، وتقول المصادر لـ"اللواء": انه في حال حصول اللقاء بين الرئيسين عون والحريري فإنه سيكون لجوجلة هذه الافكار ليس إلاّ، فلا مؤشرات داخلية على وجود مقترحات وحلول فعلية، ولا مؤشرات خارجية على دفع ما لحلول ازمات المنطقة وصراعاتها التي تنعكس على لبنان.

الجمهورية: لم يسجل على جبهة التأليف الحكومي أمس أيّ جديد إيجابي، وبدا من المناخات السائدة انّ التعقيدات السائدة تهدد بترحيل ولادة الحكومة الى مطلع السنة المقبلة. وعلمت "الجمهورية" انّ تأليف الحكومة بات متعثراً الى درجة انه بدأ يستولد يومياً مزيداً من العثرات، اذ يتكشّف انّ ظاهر مواقف المعنيين هو غير باطنها، فأي فريق من هؤلاء غير مستعد حتى الآن لتقديم تنازل على مستوى سقف مطالبه، ليتأكد أكثر فأكثر أنّ تأخّر ولادة الحكومة أسبابه داخلية عموماً.

وفي هذا السياق اكدت مصادر موثوقة لـ"الجمهورية" ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون هو من أشد المتحمّسين لتأليف الحكومة، ولكن وفق النتائج التي أفرزتها الانتخابات النيابية بلا زيادة او نقصان، والأهم في موقفه هو أنه لن يخضع لأي شروط وخصوصاً شروط "القوات اللبنانية"، وكذلك لما يطرحه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في ما يتعلق بحصر التمثيل الوزاري الدرزي به، إذ انّ رئيس الجمهورية يرفض ان تكون الحكومة خاضعة لمزاجية جنبلاط يتحكّم بها ميثاقياً ويهددها ساعة يشاء. 

العرب اللندنية: تبدو ولادة الحكومة عسيرة جراء تداخل جملة من العوامل الداخلية والخارجية أوجدت عقبات لا بد من تجاوزها لتشكيل حكومة سعد الحريري الثالثة.

ولا بد أن يشكل رئيس الوزراء المكلف حكومة مستوفية لمعادلة التوازنات الداخلية المجتمعية وانعكاسها على التوازنات الإقليمية، التي تركز على التزام الأطراف اللبنانية بالابتعاد عن دائرة النفوذ الخارجي، الإيراني والسوري. وخلال الأسابيع الماضية، كثف الحريري من تحركاته داخليا وخارجيا، على أمل تجاوز العقبات الخارجية، التي تحول دون المضي قدما في إنجاز التشكيل الوزاري، بعد أن باتت العوامل والعقبات الداخلية على قدر من التأثير الثانوي مقارنة بالعوامل الخارجية.

ويتمسك “حزب الله” باحترام تمثيل الكتل السياسية الحليفة لدمشق في أي تشكيلة وزارية قادمة. وكان سعد الحريري تحدث عن أطراف لبنانية دعت إلى إدراج تطبيع العلاقات مع النظام السوري في البرنامج الوزاري كشرط مسبق لتشكيل الحكومة، وهو ما يعني عدم تشكيل الحكومة من وجهة نظر الحريري، الذي يرفض بشكل قاطع أي تطبيع للعلاقات مع سوريا في ظل نظام بشار الأسد؛ لأن على حد قوله “عودة العلاقات مع النظام السوري أمر لا نقاش فيه”.

ولا ترى واشنطن ما هو أسوأ من سيطرة “حزب الله” على الحكومة المقبلة وتوسيع النفوذ الإيراني في لبنان وسوريا والمنطقة عامة؛ وسيعني تشكيل حكومة يهيمن عليها “حزب الله”، والقوى الحليفة له تقويضا للجهود الأميركية في إعادة بناء مؤسسة الجيش اللبناني وتعزيز قدراته.

لذلك، يتوجب على سعد الحريري الخروج بحكومة تبدد مخاوف الدول الغربية ودول عربية من التأثير الطاغي المحتمل لـ”حزب الله” في سياسات الحكومة المقبلة، حيث يدرك أن تشكيل حكومة يهيمن عليها “حزب الله” والقوى الحليفة له سيعطل مساعدة الولايات المتحدة للجيش اللبناني؛ كما أنه سيقلص إلى حد ما المساعدات الغربية والعربية للبنان، الذي سيضيف نحو مليون لاجئ سوري مسجل في الأمم المتحدة.

وتضاف إلى ذلك احتمالات حرمان لبنان من منحة بـ11 مليار دولار تعهد بها نادي باريس، في نيسان الماضي. إذ ستتردد الدول المانحة في تقديم هذه المنحة ما لم يتم تشكيل حكومة تحترم التوازنات الداخلية، وتنسجم مع الرؤية الدولية والإقليمية لمستقبل لبنان ودور “حزب الله” فيه.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o