8:07 PM
أخبار محلية

صفي الدين في ذكرى 40 فؤاد شكر: المقاومة مشروع كبير لتحرير القدس

أقام "حزب الله" احتفالا تأبينيا ل"الشهيد" فؤاد علي شكر "السيد محسن"، بمناسبة مرور أربعين يوما على استشهاده و"تكريما لعطاءاته في مسيرة الجهاد والمقاومة وتخليدا لدمه الزكي وإحياء لذكراه العطرة"، وذلك في قاعة "الشهيد السيد محمد باقر الصدر" في مدرسة "الإمام المهدي" - الحدت،  في حضور حشد من الشخصيات السياسية والحزبية والوزارية والنيابية والعلمائية، وفعاليات اجتماعية وثقافية وإعلامية وأدبية وتربوية ونقابية وبلدية واختيارية، وحشد من الأهالي.
 
افتتح الاحتفال بتلاوة آيات بينات من القرآن الكريم، ثم كانت وقفة مع النشيدين الوطني اللبناني و"حزب الله"، وعرض لفيلم جدد فيه ثلة من المجاهدين القسم للشهيد بأن "يبقى السلاح بأيديهم، وأن يبقوا حاضرين وجاهزين في متاريسهم للدفاع عن لبنان وشعبه وسيادته، والمضي على نهج الشهداء في طريق المقاومة". كما حاكى الفيلم بعضا من مسيرة الشهيد منذ بدايات المقاومة وحتى تاريخ شهادته.
 
وبعد ذلك، تحدث رئيس المجلس التنفيذي في الحزب السيد هاشم صفي الدين فشدد على أن "المقاومين في غزة المحاصرة وفي جنوب لبنان وعلى امتداد كل الأمة، يخوضون المعركة الدائرة الآن بكل شجاعة وبسالة، ويحبطون أهداف العدو الخبيثة، بحيث بات هذا العدو يقف اليوم حائرا وضائعا أمام خياراته الواهية، وهذا هو بيت القصيد الذي يجب أن ننظر إليه، أي في مقامات الربح والخسارة، والانتصار والهزيمة، يجب أن تبقى أعيننا تتطلع إلى الأهداف والغايات، وبالتالي، فإن أهداف العدو بعد ما يقرب حوالى العام، لم تتحقق أبدا لا في غزة ولا في لبنان ولا على مستوى كل المنطقة بحمد الله عز وجل".
 
وأشار إلى أن "طوفان الأقصى جاء كتجلي وتنامي لإرادة المقاومين ليوجه ضربة على رأس هذا الكيان، فاهتز كل المشروع الصهيوني، وفقد قادته التوازن، وشعروا بوهلة أن كل ما بنوه أصبح مهددا، ودخلوا في مرحلة اللاخيار والضياع، وهذا ما يجب أن نركز عليه أيضا، وما يحصل على المستوى السياسي والقيادي في الكيان، أمر غير مسبوق على الإطلاق من خلال الخلافات والتناقضات، وهذا يعبر عن حجم الأزمة الموجودة داخل هذا الكيان الآن".
 
وشدد على أن "حركة حماس والجهاد الإسلامي وحركات المقاومة، ما زالت قوية وقادرة وصامدة، وبحسب كل المعطيات المتوفرة لنا والتي يعرفها الإسرائيلي والأميركي، أن هناك قدرة عسكرية كبيرة ما زالت تحتفظ بها المقاومة داخل غزة، فضلا عن أمور أخرى".
 
وأكد أن "المقاومة موجودة في غزة والضفة وفي كل فلسطين، وستبقى هذه موجودة رغم كل ما فعله ويفعله نتنياهو من سفك للدماء، لتؤكد المقاومة المسلحة بوجودها داخل فلسطين على فشل وهزيمة هذا العدو، وعدم تحقق أي هدف من الأهداف التي أعلنها".
 
واعتبر أن "انتفاض الشهم العربي الأصيل البطل الأردني ماهر الجازي، وينفذ عملية بمسدس ليقتل ثلاثة عناصر من أمن الكيان الإسرائيلي ثم يستشهد، هو دليل أن المقاومة كما هي موجودة في فلسطين، هي موجودة بروحها في الأردن وفي كل عالمنا العربي، وستعبر عن نفسها في يوم من الأيام بإذن الله تعالى، وعليه، فإننا نتوجه بالتحية لروح الشهيد البطل الأردني ماهر الجازي، ولعائلته وعشيرته ولأهله الذين يستقبلون المهنئين بهذا العمل، وهذا فعل يدل على روح المقاومة المتأصلة في شعوب منطقتنا، وكلما تنامت هذه الروح، يتأكد أن العدو لم يحقق شيئا من كل هذا القتل والدمار، وهذا يدل بوضوح على أن المقاومة باقية ومستمرة، ناهيك عن الجيل الجديد في فلسطين الذي شهد كل هذه المجازر، والذي سيكون أشد قوة وأكثر مضيا وعزما وإصرارا على المقاومة حتى نهاية الطريق، وإن شاء الله مع هذا الجيل سوف يكون النصر الكبير بإذن الله تعالى".
 
وقال: "صحيح أن معركتنا في الأساس هي معركة إسناد لأهل غزة ومقاومتها، ولكن ما تفعله المقاومة في لبنان اليوم بهم، يشكل ضربة أخرى على رأسهم، لأنها تسلبهم الأمن وتفقد مشروعهم الثبات والاستقرار والطمأنينة في المستقبل، وتجعل هذا المشروع يهتز ويترنح، مشددا على أن "نتياهو" وجيشه لن يتمكنوا بالطريقة التي يعتمدونها أن يعيدوا الأمن والطمأنينة للمستوطنين في الشمال ليعودوا، وبالتالي، فإن الطريق الوحيد الذي قلناه منذ اليوم الأول، هو إيقاف القتل والتدمير والمجازر في غزة، لتتوقف الجبهة هنا في جنوب لبنان".
 
وأكد أن "المقاومة بعد شهادة السيد فؤاد، أثبتت بفعلها أنها ازدادت شراسة وقوة واستعدادا للتضحية والعمل أكثر بكثير مما كانت جاهزة عليه أيام حياة الشهيد القائد السيد محسن رضوان الله تعالى عليه، مضيفا، أن اغتيال القائد الشهيد السيد فؤاد شكر، جعل استهداف تل أبيب في برنامج عمليات المقاومة، وهذا الذي أرادت أن تثبته من خلال استهداف وحدة 8200 في منطقة غليلوت".
 
ولفت إلى "أننا لم نقل يوما أن إسرائيل غير قادرة على قتل القيادات أو على تدمير القرى أو على ارتكاب المجازر، فهذا هو تاريخها وثقافتها وجيشها، ولكن ما قلناه ونقوله اليوم ونؤكد عليه مع هذه الدماء الطاهرة للسيد محسن، أن كل هذا الاستهداف والقتل لا يوقف المقاومة، ولا يجعلها تتراجع أو تضعف، بل ستكون بإذن الله تعالى أقوى وأمضى بفضل هذه الدماء والمجاهدين والوعي الذي وصل إليه الناس من الذين يحمون هذه المقاومة ويحملون رايتها بحق وصدق".
 
وختم صفي الدين: "إن هذه المقاومة من فلسطين إلى لبنان إلى سوريا والعراق واليمن والجمهورية الإسلامية الإيرانية وإلى كل عالمنا العربي والإسلامي وإن شاء الله مع الشعب الأردني الذي ينهض من جديد، هي مشروع كبير وعظيم، وهي التي ستحرر القدس وفلسطين، وستحقق الانجازات الكبيرة في يوم من الأيام بإذن الله تعالى، وهي مقاومة مستمرة، ولم ولن تتوقف". 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o