Aug 20, 2018 8:10 AM
صحف

عدد من مقاتلي "النصرة" عاد إلى المخيمات

 

لا يخفي امين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي ابو العردات "عودة بعض الشباب اللاجئين الفلسطينيين الذين قاتلوا إلى جانب "جبهة النصرة" الإرهابية في سورية إلى لبنان، وتحديداً إلى المخيمات التي كانوا يعيشون فيها". لكنه يشير إلى "ان الغالبية المضللة من الشباب الذين غرر بهم للذهاب إلى سورية قتلت هناك، احدها فجّر نفسه بالجيش السوري وآخر فجّر نفسه بـ "الجيش السوري الحر". ويسأل "ماذا فعل هؤلاء الذين لا نعرف عددهم بالضبط لكنهم ليسوا كثراً، من صيدا فلسطين اقرب إليهم، لماذا ذهبوا إلى سورية؟ بالتأكيد سيدخل من اخذهم إلى هناك إلى جهنم وهم لن يذهبوا إلى الجنة".

تتشعب هموم اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، فما ان يغلق باب حتى تفتح ابواب على مآس أكثر تعقيداً. فـ «تسليم المقاتلين في سورية إلى الدولة اللبنانية في حال طالبت بهم وتمكنا من القبض عليهم خطوة لن نتردد في القيام بها، لكن إذا عاد مقاتل واختبأ في بيت بين مئة ألف نسمة في مخيم عين الحلوة ولم يخرج منه، فكيف نكشفه"؟ يقول أبو العردات لـ "الحياة" من مقر السفارة الفلسطينية في بيروت "هل يمكن ان يفسّر احد لي كيف ان المطلوب المتشدد بلال بدر غادر مخيم عين الحلوة في مطلع العام الحالي ووصل إلى إدلب في سورية، وكيف عاد إلى المخيم؟ هو لم يتوار في المخيم بل غادره بالفعل وعاد، وهناك غيره يغادر المخيم ويعود، الطرق مفتوحة امامهم ولا اعرف كيف. حين اشتبك الشيخ احمد الأسير مع الجيش اللبناني اتخذنا قراراً وابلغنا الإسلاميين به واننا لا نحتمل اختباءه في مخيم عين الحلوة، اتصلوا بجمال سليمان (الأمين العام لحركة "انصار الله") وطلبوا إدخاله إلى المخيم واتصل سليمان بي من اجل هذا الأمر وقلت له بالحرف الواحد إذا كانت صيدا لم تتحمله، هل نستطيع نحن ذلك؟ هو قام بالمعركة وعليه تحمّل تبعاتها. وخبئ الأسير ودققنا بالأمر وعرفنا انه في طرابلس وصاروا ينقلونه من طرابلس إلى مخيم عين الحلوة بسيارات محسوبة على الدولة، كيف يتم ذلك لا نعرف. نام مرة في صيدا ومرة في شرحبيل وفي طرابلس مجدداً وآتوا به آخر مرة إلى مخيم عين الحلوة من طرابلس، كيف تم ذلك"؟

العودة إلى اليرموك

في المخيمات الفلسطينية في لبنان، هناك ما بين 22 و25 ألف لاجئ فلسطيني من الذين نزحوا من سورية إلى لبنان مع اندلاع الحرب في سورية. كان عددهم في البداية نحو 96 ألف لاجئ جلهم من مخيم اليرموك، لكن عددهم تناقص، كما قال ابو العردات "بسبب الهجرة إلى أوروبا إما في شكل شرعي او من طريق القوارب بالبحر فغرق منهم من غرق ونجا من نجا، وقليل جداً عاد إلى سورية من لبنان".

وتشهد المخيمات الفلسطينية حالياً عملية تسجيل للاجئين السوريين الذين يودون العودة إلى سورية، بناء على طلب من الأمن العام اللبناني الذي يشمل طلبه كل اللاجئين السوريين في لبنان. لكن ابو العردات كشف عن ان عدد الذين سجلوا اسماءهم لم يتجاوز 176 شخصاً فقط". ويضيف "فمخيم اليرموك بالقرب من دمشق دُمّر بنسبة 80 في المئة فيما نسبة 20 في المئة تحتاج إلى ترميم".

واكد "ان هناك قراراً بعودة الناس إلى اليرموك ولدى الإخوان السوريين النية بالإسراع في الترتيبات اللازمة بعد إزالة المعوقات لبدء عملية إعادة إعمار المخيم، بالتالي لا عودة إلى المخيم من دون منازل". ويوضح "ان ترجمة الأمر إلى واقع يحتاج إلى وقت كبير، فالمطلوب القيام بدراسات عن حجم الدمار وعدد المنازل، لكن ربما تكون عملية إعادة إعمار اليرموك مرتبطة بعملية إعادة الإعمار في سورية، فلا يمكن ان يُعاد إعمار اليرموك قبل غيره".

التواصل مع الروس

اما عن التواصل مع الجانب الروسي في شأن المبادرة الروسية لإعادة اللاجئين إلى سورية، اكد "ان التواصل دائم مع الجانب الروسي وهو يقولون ان العودة يجب ان تشمل كل الذين هجروا فلسطينيين او سوريين".

تفاهات التوطين

تبقى المخيمات في لبنان ملاذاً تجهد القيادات الفلسطينية لبقائه آمناً، "هكذا يوصيني الفلسطينيون في الضفة الغربية عندما ازورها، وهكذا يريدها الفلسطينيون في هذه المخيمات، لأن لبنان الرئة الثانية التي يتنفس عبرها الفلسطيني". ويقول ابو العردات "من مصلحتنا ان يكون كل لبنان معنا، نعلم ان لبنان دفع ثمناً باهظاً حين احتضن المقاومة الفلسطينية وحتى الأطراف التي اختلفنا معها بالسياسة، علاقتنا بها الآن طيبة، ومن قاتلوا معنا هؤلاء لهم دين برقبتنا".

ويشير إلى "ان الاتفاق الذي وقعته كل الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية في لبنان عام 2017 «نتمسك بالالتزام به جميعاً، ونحن مع الإجراءات الأمنية التي تقررها الدولة اللبنانية ومسألة الجدار الفاصل كانت ستعطي صورة سلبية. كنا طالبنا بإعطاء الفلسطيني هوية ممغنطة بدلاً من الورقة الزرقاء التي تحمل صورة وختماً ومن الممكن تزويرها بسهولة، وامّنت الوكالة الأميركية للتنمية الماكينات لهذه البطاقات، لكن الماكينات ستخرب كما قال لي رئيس لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني، جزء من البطاقات تم إصداره ووعدنا رئيس الحكومة خيراً والتأجيل مرده إلى الخوف من التوطين، إنها تفاهات".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o