4:56 PM
تحليل سياسي

الجنوب مشتعل غارات وقصف وشهداء وتصفية عناصر في الحزب
ميقاتي: حرب نفسية على اللبنانيين وبوحبيب من مصر:لتطبيق الـ1701
اضراب كهربائي تحذيري غدا والمستلزمات الطبية تكفي 6 اشهر

المركزية- التأهب على أشدّه والترقب سيّد الساحات. استنفار عسكري ،جيوش متأهبة، بوارج حربية ومنصات صاروخية تنتظر الضوء الاخضر والساعة الصفر لتشغيل محركاتها. دول العالم قاطبة توجه انظارها الى ايران رصدا للرد الذي دخل معجم التوقعات الفلكية الزمنية، فيما طهران وحدها تملك التوقيت.

وكما في العالم والمنطقة كذلك في لبنان، لا بل اكثر اذ فيه من الترقب والخوف والقلق ما يكفي ويزيد، كل شيء معلق على لحظة الرد وما يليه وكيفية تعامل تل ابيب معه، ذلك ان البلد الواقع منذ خمس سنوات تحت نير الازمات يتلقى اقصى الضربات بفعل اقحامه عنوة في حرب بدأت في غزة وأصر حزب الله بمساندتها على ضرب ما تبقى من ارضهوشعبه، ارضاء لراعيته الاقليمية طهران.

الميدان مشتعل: وقبيل الكلمة المرتقبة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في الخامسة عصرا، في ذكرى اسبوع القائد في الحزب فؤاد شكر، اشتعل الميدان الجنوبي بالقصف والغارات المتبادلة بين الحزب واسرائيل، في انتظار رد الحزب على تصفية شكر ورد ايران على اغتيال اسماعيل هنية على اراضيها.

غارات وقتلى: على الارض، تعرضت بلدة عيتا الشعب في القطاع الاوسط لقصف مدفعي متقطع اليوم. كذلك، أغار الطيران الحربي الاسرائيلي على بلدة الخيام بصاروخين. وقد توجهت فرق الإسعاف والدفاع المدني الى المكان. وأغارت مسيّرة اسرائيلية قرابة العاشرة والخمس دقائق صباحا، على منزل من طبقتين في حارة النادي في بلدة ميفدون. وقد ارتفعت سحب الدخان وتوجهت سيارات الإسعاف الى المكان، قبل ان يعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة ان "العدوان على بلدة ميفدون ادى الى استشهاد خمسة أشخاص وان العمل مستمر لرفع الأنقاض وإزالة الركام. واضاف: في بلدة الوزاني أدى القصف المدفعي الاسرائيلي إلى إصابة طفل من مواليد العام ٢٠١١ بجروح متوسطة. وأدت الغارة التي استهدفت الخيام إلى إصابة شخص بجروح في حصيلة أولية. وافيد ان قتلى ميفدون عناصر في حزب الله وان احدهم هو "امين بدر الدين إبن شقيق مصطفى بدر الدين المتهم باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري". ونعى الحزب "الشهيد حسن منصور من بلدة جبشيت في جنوب لبنان"... وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: الجيش والشاباك هاجما مبنى عسكريا تستخدمه وحدة جبهة الجنوب التابعة لحزب الله. ايضا، اعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة ان غارة استهدفت أطراف العديسة - رب الثلاثين وأدت في حصيلة أولية إلى استشهاد شخص وجرح آخر.

الحزب يرد: في المقابل، أعلن "حزب الله" "رداً على ‏اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة، استهدف مجاهدو ‏‏‏‏المقاومة ‏الإسلامية مبنى يستخدمه جنود العدو في مستعمرة افيفيم بالأسلحة ‏المناسبة واصابوه إصابة مباشرة". واعلن انه استهدف "تجمعاً لجنود ‏العدو الإسرائيلي قرب موقع بركة ريشا بصواريخ بركان". ايضا، اعلن انه "وردا على بلدة عبّا في الجنوب، شنّ هجومًا جويًا بطائرات مسيّرة على مقر قيادة لواء غولاني ووحدة إيغوز 621 في ثكنة "شراغا" شمال عكا محققًا إصابات دقيقة". وقد اشارت وسائل إعلام إسرائيلية الى إصابة شخصين أحدهما حالته حرجة بعد سقوط مسيرة لـ"حزب الله" في نهاريا. واشار موقع واللا العبري الى ارتفاع عدد المصابين في هجوم المسيرات إلى 6 بينهم اثنان في حالة حرجة. وتحدث رئيس بلدية نهاريا عن اصابات وأضرار مادية في الهجوم المسير لحزب الله على نهاريا. واعلن حزب الله ايضا "اننا استهدفنا ملالة إسرائيلية في محيط موقع رويسات العلم بالصواريخ الموجهة وحققنا إصابة مباشرة ما أدى إلى تدميرها وسقوط طاقمها بين قتيل وجريح". كما  قصف "موقع المرج بقذائف المدفعية وحقق فيه إصابة مباشرة".

ميقاتي والمخاوف: وسط هذه الاجواء المقلقة، جدد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مطالبة المجتمع الدولي بوقف الاعتداءات والتهديدات الاسرائيلية على لبنان تمهيدا لارساء حل يرتكز على التطبيق الكامل للقرار الدولي الرقم 1701. وقال: "العدوان الاسرائيلي الاخير على الضاحية الجنوبية ل‍بيروت زاد من تعقيدات الوضع القائم وعزز المخاوف من مواجهات ميدانية من شأنها ان تدفع الامور نحو الحرب الشاملة". وتابع: "هذه المخاوف أعبرّ عنها لجميع المسؤولين في الدول الصديقة للبنان من خلال الاتصالات والاجتماعات التي اجريها، والتي أحرص على أن تكون بعيدا من الاعلام، لان الديبلوماسية الصامتة هي الانجع في مثل الظروف الدقيقة التي نمر بها". وأكد ان "سلسلة الاتصالات واللقاءات الديبلوماسية التي اجريتها بالامس ساعدت في تكوين القناعة لدى اصدقاء لبنان بضرورة  الضغط على اسرائيل  لعدم الانزلاق بالاوضاع الى ما لا يمكن توقع نتائجه وتداعياته وهذا الضغط مستمر، ونأمل ان يفضي الى نتائج مرضية في اسرع وقت". وتابع "أن التهديدات الاسرائيلية ضد لبنان تندرج في اطار الحرب النفسية على اللبنانيين، ولكنّ المؤسف ان البعض  يساهم في هذه الحرب عبر الحديث عن مواعيد للاعتداءات وتبرير اهدافها، فيما الجميع يعلمون ان مفتاح الحل يقضي بوقف اطلاق النار والاعتداءات الاسرائيلية، اضافة الى وقف العدوان على الشعب الفلسطيني واعطائه حقوقه المشروعة". وأضاف "اتصالاتنا مستمرة ولن نوفّر اي جهد يؤدي الى وقف العدوان والتهديدات الاسرائيلية واعادة الاستقرار الى لبنان، كما ان الاجهزة الحكومية المعنية تواصل عملها الميداني في مختلف المجالات لمواكبة كل التطورات. أما الانتقادات المجانية التي يحلو للبعض تردادها، فلا نحن، ولا الشعب القلق، في وارد اعطائها اي اهمية، لان المطلوب في هذا الوقت الدقيق ان نهتم بما يخفف معاناة اللبنانيين وهواجسهم، لا تأجيج السجالات العقيمة".

بوحبيب والـ1701: من جانبه، أكّد وزير الخارجيّة والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري بدر عبدالعاطي عقب اجتماعهما الثنائي في مقر وزارة الخارجيّة المصريّة في القاهرة اليوم، أنّ التصعيد الإسرائيلي الأخير في المنطقة يُقوّض الاتصالات والجهود التي تبذلها مصر للتهدئة، ويضرب بعرض الحائط مبادرة الرئيس الأميركي جو بايدن لوقف إطلاق النار وقرار مجلس الأمن الرقم 2735 الذي تبنّى هذه المبادرة، ويعكس نيّات إسرائيل بإطالة أمد الحرب وتوسيع رقعة الصراع، مُشدّدًا على أنّ الخطوة الأولى باتجاه وقف التصعيد هي وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، من أجل أن نحمي المنطقة كلّها من تبعات اشتعال حرب إقليميّة. وحذّر من أنّ توسّع رقعة الحرب أصبح جديًا في حال لم يتحرّك المجتمع الدولي والدول المعنيّة بشكلٍ فوري وفاعل لوقف جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل. وثمّن بوحبيب، في إطار حشد الدعم المصري والعربي للبنان إثر التطوّرات الأخيرة، الاتصالات التي تجريها مصر مع مختلف الأطراف المعنيّة لاحتواء التصعيد،  معربًا عن أمل لبنان في مواصلة مصر دعمها له خلال المرحلة المُقبلة، وخصوصًا في ما يتعلّق  بتأمين دعم عربي للبنان جرّاء النيّات والخطط العدوانيّة الإسرائيليّة لتوسيع رقعة الحرب، وسعيه للتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الرقم 1701، وانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانيّة المُحتلّة ووقف خروقاتها للسيادة اللبنانيّة.  وشكر بوحبيب جمهوريّة مصر العربيّة، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وحكومتها وشعبها، على وقوفها الدائم إلى جانب لبنان، لا سيّما في ظلّ التطوّرات الأخيرة الخطير التي تشهدها المنطقة، مطمئنًا لاستمرار مصر في لعب دورها التاريخي في مساندته ودعمه، إذ لا يمكن للبنانيين أن ينسوا الدعم الكبير الذي قدمته مصر للبنان، خلال جميع المراحل الصعبة التي مرّ بها. وأكد ثقة لبنان بجهود مصر التاريخية التي تهدف إلى الحفاظ على سيادة واستقرار لبنان ومصالح شعبه.

مصر: بدوره، أشار عبد العاطي إلى أن الظرف الإقليمي معقد وبالغ الخطورة، مشددا على أن مصر تدين الاعتداءات التي يتعرض لها لبنان، لاسيما القصف التي تعرضت له الضاحية الجنوبية ونحن كقيادة وحكومة وشعب متضامنون مع لبنان وشعبه. واذ دعا كافة أطراف الصراع لتجنب الانزلاق في حرب إقليمية شاملة، مشيرا إلى أن السياسات التصعيدية لن تؤدي إلا إلى مزيد من العنف، أكد دعم مصر الكامل لتنفيذ القرار 1701، مشددا على ضرورة التنفيذ الفوري لهذا القرار بشكل كامل من جانب كافة الأطراف المعنية.

الحواط: في المواقف، كتب عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب زياد الحواط على منصة "أكس": وصلنا إلى القعر وصار الهروب من لبنان حلم المقيمين لا سيما الشباب. نهبوا وهرّبوا ودمّروا ما تبقى من إقتصاد، وخطفوا أنفاس اللبنانيين خدمة لمشاريع خارجية لا تعنينا. حتى موسم الإصطياف الذي يشكّل لقاء للأحبّة بين المقيمين والمنتشرين في كل بقاع الأرض تم إغتياله وحرمان اللبنانيين من فسحة الأوكسيجين هذه. أضاف "المطلوب اليوم كسر هذه الحلقة بنداء وطني على غرار نداء المطارنة الموارنة عام ٢٠٠٠ يسمّي الأشياء بأسمائها ويحدّد خريطة المواجهة لإستعادة لبنان. للآخر صامدون حتى قيامة الوطن".

جنبلاط لمجموعة الـ7: في المقابل، كتب رئيس الحزب "التقدمي الإشتراكي" السابق وليد جنبلاط، في منشور على حسابه عبر منصة "إكس": حان الوقت لمجموعة السبع لفرض وقف إطلاق النار في غزة. وكان وزراء خارجية "مجموعة السبع" شددوا على "ضرورة خفض التوتر في منطقة الشرق الأوسط مع ازدياد المخاوف من هجوم قد تشنه إيران وحلفاؤها على إسرائيل ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، إضافة الى قيادي كبير في حزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية الأسبوع الفائت".

المستلزمات الطبية: واذ يستمر تأجيل الرحلات الجوية من والى بيروت وايضا التحذيرات الدولية للرعايا بضرورة مغادرة لبنان، أكدت نقيبة مستوردي المستلزمات الطبيّة سلمى عاصي ان التنسيق مع وزارة الصحة طاول استيراد المستلزمات الطبيّة الخاصة بالحرب. وفي حديث اذاعي، طمأنت عاصي إلى أن "لا مشكلة في المستلزمات الطبيّة، هناك مخزون في المستشفيات وفي الشركات يكفي ما بين ثلاثة إلى ستة أشهر على الأقل". وعمّا إذا كان المخزون يكفي في حال وقوع عدد كبير من الإصابات، أكدت أنّ "هناك مساعدات من المستلزمات الطبية الخاصة بالحرب قد وصلت إلى لبنان". وعن احتمال احتكار المستلزمات الطبية وبيعها في السوق السوداء، شددت على أنّ "الاحتكار لا يمكن أن يحصل، لأن الشركات مُجبرة على بيع المستلزمات للمستشفيات وليس للأفراد"، موضحة أن هناك "رقابة من وزارة الصحة كما أن الأسعار مدروسة ومحددة من قِبلها".

اضراب كهربائي: حياتيا، وفي وقت اعلنت نقابة عمال ومستخدمي كهرباء لبنـان عن اضراب تحذيري غدا، رأس ميقاتي اجتماعا ضم المدير الأقليمي لدائرة الشرق الاوسط في البنك الدولي جان كريستوف كاريه، رئيس مجلس الأدارة المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك ومستشاري رئيس الحكومة الوزير السابق نقولا نحاس وسمير الضاهر. خصص الاجتماع للبحث في المواضيع التي ستدرج على جدول اعمال البنك الدولي في اجتماعات شهر ايلول المقبل، ومن ضمنها مشروع يتعلق بقطاع الكهرباء في لبنان.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o