Jul 26, 2024 1:44 PM
أخبار محلية

الخطيب: لنتصالح مع أنفسنا ونخرج من حال الانقسام

المركزية - وجه نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب رسالة الجمعة التي قال فيها: "اليوم ومن الواقع الذي نعيشه في لبنان من المواجهات التي يسطرها أبناء الجنوب في مواجهة اعداء الانسانية، اعداء القيم، من الوحوش البشرية التي يشكل العدو الصهيوني الواجهة الامامية له هي نتاج من الثقافة والجهد الذي زرعه أهل البيت، ومثل الامام الحسين رمزا بارزا من وجوهه، في الوقت الذي كان اليأس يملأ القلوب وفي الوقت الذي بلغت فيه القلوب الحناجر الذي يذكرنا بالواقعة التي تحدثت عنها الآية الكريمة وهي قوله تعالى : [  إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا ]، القلة القليلة التي ثبتت مع الرسول ولم يتزعزع ايمانها بربها وبصدق نبيها وبدينها لم تترك ساحة القتال وتفر لتنجو بنفسها  اساساً هي لم تكن تفتش عن النجاة . هذه القلة على قلتها نجت وسجل لها هذا الموقف بنص قرآني مقدس للتاريخ بينما الذين هربوا من المعركة وتركوا نبيهم سجل لهم هذا الموقف المخزي حيث سقطوا في تجربة امتحان صدق ايمانهم بنفس النص القرآني المقدس ، الله يمتحن الناس (ليميز الخبيث من الطيب)، المنافقون كانوا يهربون من المشاركة اذا دعاهم الرسول لمواجهة الكفار والمشركين وبعضهم يتذرع بأن بيوتهم عورة وما هي بعورة كما يقول الله عنهم، وان هذا مجرد ذريعة ولكن حينما ينتصر المؤمنون كانوا يتحسرون ويتمنون لو انهم شاركوا المؤمنين القتال ليشاركوهم تقسيم غنائم  الحرب، هؤلاء لم يكن يعنيهم الدفاع عن الحق كانت تعنيهم الغنيمة، ما يسميه الله عرض الحياة الدنيا وباللغة المعاصرة لغة العيش [ بدنا نعيش ].  هؤلاء موجودون في كل عصر، هذه الثقافة لا تنتج سوى الهزائم سوى الخسران، وهي اللغة التي ادت الى الهروب من المواجهة والذهاب إلى الاستسلام ولكن من الذي عكس الاتجاه وقلب الموازين، هم هؤلاء الذين أثرت فيهم وصقلتهم ثقافة [  اني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما]".

وأكد ان "هذه ثقافة كربلاء الحاضرة اليوم في غزة والضفة  جنوب لبنان واليمن والعراق وستبقى المعين للامة تلجأ إليها لتعيد لها العزة والكرامة ، كلما ظن الأعداء انها انتهت ولكن سرعان ما يتبين لها ان هذا مجرد خيال ووهم، وان هذه الأمة لن تموت لان الحسين واهل البيت زرعوا فيها عوامل البقاء، وان دماء الحسين تجري في شرايينها، وهي باقية الى ان يرث الله الأرض ومن عليها ، على الرغم من كل ما فعله الخط الانهزامي من موبقات في الأمة من نزاعات عرقية ومذهبية وتقسيم للبلدان العربية  وفتن بعد ان وعدوا الأمة بالتنمية الاقتصادية  والرفاهية والنعيم، ولكن كانت النتائج كارثية بكل معنى الكلمة وعلى كل الاصعدة، وفي المقابل ازداد العدو عتوا واستكبارا وعدوانية ولم يف لهم بشيء مما وعدهم به وازدادت دولها وشعوبهم فقرا وتخلفا. " 

وقال: "ان المطلوب من العالم العربي اليوم ان يتصالح مع نفسه بعد فشل تجربة ما يسمى بالسلام مع العدو وعدم صحة مقالة ان العدو لا يمكن هزيمته والاستفادة من تجربة المقاومة التي مرغت أنف العدو بالتراب وكشفت حقيقته حتى لا يفوتهم شرف المشاركة في نتائج حرب طوفان الاقصى ، والضغط على الولايات المتحدة بايقاف هذه المجزرة التي يرتكبها الهمجي الإرهابي نتنياهو، ولم يعد خافيا  على احد ان الولايات المتحدة شريكة فيها حيث يستقبل الكونغرس الأميركي هذا المجرم ليطلق اكاذيبه على العالم ليبرىء نفسه ويتهم الشعب الفلسطيني الذي يرتكب بحق اطفاله ونسائه وشيوخه وعمرانه كل أصناف الاجرام، يتهمه بأنه من يرتكب المجازر والابادة والتجويع ليس إلا نتيجة لانكشاف هذا السقوط المروع للقيم الأميركية وما يسمى بالحضارة الغربية أمام العالم، وان هذا الفجور ما هو إلا محاولة يائسة وبائسة من هؤلاء لتضليل الرأي العام العالمي لمحو هذه الصورة المخزية للولايات المتحدة والغرب من الاذهان".

اضاف: "بات على اللبنانيين بالاخص ان يدركوا ان ما يسمى بالحضارة الغربية في طريقها الى النهاية المحتومة، ولذلك فلا بد من العودة إلى قيمنا الأصيلة وان ننزع من رؤوسنا ما زرعه الغرب من الخوف والشك في ما بيننا التي لم تعد على بلادنا سوى بالخراب. ان الفرصة اليوم مؤاتية لنتصالح مع أنفسنا ونخرج من حالة الانقسام والشك الذي لا حقيقة له والاتهام لنستعيد بلدنا ونحقق  لشعبنا الامن والامان".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o