Jun 26, 2024 7:42 AM
صحف

هذه أسباب "الشهر المصيري".. وعودة التموضع الى ما قبل "الهدهد"

تراجع مستوى التهديد بشن حرب كبرى على لبنان في ظل التخبّط الأميركي ـ الإسرائيلي والإسرائيلي ـ الإسرائيلي في المواقف، والهوة التي أحدثها الخلاف والانقسام حول نية التهور والإقدام على هكذا ضربة. ونسبياً عادت الأمور إلى ما قبل فيديو «الهدهد» وملحقاته في قواعد الاشتباك، والتي كانت قد تطورت إلى حرب بنوك أهداف طاولت المطارات، الّا انّ إعادة التموضع لم تُسقط خطورة الوضع ودقّة الشهر الذي وصفه رئيس مجلس النواب نبيه بري بالمصيري، حيث تفاعل في مختلف الأوساط لمعرفة المعطيات التي دفعت إلى هذا التوصيف.

وقال مصدر بارز في «الثنائي الشيعي» لـ«الجمهورية»، إنّ الرئيس بري استند في حديثه إلى قناة «آر . تي» الروسية عن «الشهر المصيري»، إلى تدهور الوضع في لبنان، واعتبار انّ الأخطار لا تنحصر بالحرب بل بالنزوح وأزمة الرئاسة، وهذه الأخطار الثلاثة تتعاظم ويجب ان تكون هناك مهلة حضّ تنخرط في خلالها القوى السياسية في مرحلة الإنقاذ، ولأنّ بعد هذا الشهر سيكون من الصعب جداً إحداث إختراق خصوصاً انّ الاميركيين يدخلون رسمياً في زمن الانتخابات بعد انطلاق أول مناظرة رئاسية بين بايدن وترامب، اضافة إلى بدء ظهور نتائج انتخابات فرنسا وانكلترا، فيما أوروبا أصبحت في مكان آخر، ما يزيد المخاوف من ان يصبح لبنان خارج دائرة الاهتمام، عدا عن اننا دخلنا في موسم الصيف ولاحقاً العطل الرسمية… ووضعنا ليس مريحاً، يقول المصدر، منبّهاً إلى «انّ الحرب أصلاً قائمة وهناك حرب من نوع آخر هي حرب نفسية مبنية على حدّة المواقف وازدياد الضغط».

وزيرة خارجية المانيا

في هذه الأثناء، استقبل لبنان وزيرة خارجية المانيا انالينا بيربوك، حيث التقاها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب.

وقالت مصادر رسمية لـ«الجمهورية»، انّ بيربوك لم تحمل معها اي اقتراح او مشروع الماني او اوروبي او اي موقف جديد، بل كرّرت ما سبق واعلنته سابقاً وما يقوله جميع الموفدين والمسؤولين الدوليين في الخارج، حول ضرورة تلافي الحرب بين لبنان وإسرائيل وخفض مستوى التوتر. وأبدت رغبة بلادها في تقديم أي مساعدة ممكنة في هذا الصدد. وأوضحت المصادر، انّ بيربوك تستجمع في جولتها على دول المنطقة كل المعطيات الممكنة للتوصل إلى حلول للتوتر.

لكن المصادر لاحظت انّ لهجة التصعيد تراجعت نسبياً خلال الأيام الماضية، حتى لدى قادة الكيان الإسرائيلي، خصوصاً انّ المسؤولين الأميركيين الكبار من الرئيس الاميركي بايدن الى وزير الخارجية بلينكن ووزير الدفاع اوستن، يركّزون في لقاءاتهم مع قادة إسرائيل على تلافي الحرب واعتماد الديبلوماسية. وقد ظهر ذلك خلال اليومين الماضيين في لقاءاتهم مع وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت الموجود في واشنطن. وقبل ذلك في مواقف نتنياهو ومسؤولين آخرين.

ومن المقرّر ان يلتقي ميقاتي اليوم أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، وسيلي الاجتماع لقاء صحافي مشترك بينهما، وكذلك سيلتقي بارولين ايضاً رئيس مجلس النواب.

وكذلك سيلتقي ميقاتي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي، والذي وصل الى لبنان امس فجأة وبلا مقدمات، وذلك في مهمّة ليومين بتكليف شخصي من الامين العام للجامعة احمد ابو الغيط لتقصّي المواقف اللبنانية من التطورات المستجدة على اكثر من مستوى داخلي وإقليمي وسياسي وأمني.

وقالت مصادر ديبلوماسية عربية لـ«الجمهورية»، انّ زكي سيبدأ اليوم جولته على المسؤولين وفي مقدّمهم رئيسا مجلس النواب والحكومة نبيه بري ونجيب ميقاتي قبل ان يجول على رؤساء الأحزاب والكتل النيابية المعنية بالاستحقاق الرئاسي. واضافت انّ زكي الذي كُلّف سابقاً بمهمّة مماثلة، إذ كان زار لبنان قبل حصول عملية «طوفان الأقصى» التي قلبت الأوضاع رأساً على عقب في المنطقة. وقد توقف في نهاية زيارته عند «صعوبة التقريب بين وجهات نظر اللبنانيين». واكتشف وجود «تباين كبير في وجهات النظر بين الزعماء السياسيين، فضلاً عن ضعف قنوات التواصل في ما بينهم، الأمر الذي قد يُدخل البلاد في وضع شديد الصعوبة، خصوصاً في ضوء حالة الانشغال الدولي بالأزمة الأوكرانية- الروسية. وعليه فقد انتهت مهمّته عام 2022 من دون ان يصدر عن الجامعة اي موقف او مبادرة محدّدة، وانتهت الجولة كما بدأت». واكّدت المصادر انّ زكي ما زال مكلفاً هذا الملف، وهو سيرفع تقريره إلى الامانة العامة للجامعة العربية في نهاية جولته المقدرة غداً الخميس

وتواصلت اللقاءات الاميركية ـ الاسرائيلية في واشنطن حول الاوضاع في غزة وجنوب لبنان والمطالب الاسرائيلية من الادارة الاميركية على الصعيدين السياسي والعسكري.

وقد التقى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، ودعا إلى ضرورة التوصل إلى حل ديبلوماسي لوقف الاشتباكات مع «حزب الله». ووفقاً لبيان صادر عن وزارة الخارجية الأميركية، أكّد بلينكن «أهمية تجنّب المزيد من تصعيد النزاع مع لبنان والتوصل إلى حل ديبلوماسي يسمح للعائلات الإسرائيلية واللبنانية بالعودة إلى منازلها». وكرّر تأكيد «التزام الولايات المتحدة الصارم بأمن إسرائيل». وشدّد على «الجهود المتواصلة للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة بما يضمن إطلاق سراح جميع الأسرى».

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلرامس إنّ «وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قال لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يوم الاثنين إنّ إسرائيل تفضّل حلاً ديبلوماسياً للصراع مع حزب الله». وأضاف: «نعتقد أنّه لا يزال من الممكن التوصل لحل ديبلوماسي للوضع على الحدود اللبنانية- الإسرائيلية». وقال: «نجري مراجعاتنا الخاصة بشأن جرائم حرب محتملة بغزة وهي منفصلة عمّا تقوم به إسرائيل من مراجعات».

المصدر - الجمهورية

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o