في خضم الخلافات بين نتنياهو وبايدن.. غالانت إلى واشنطن
قبيل توجهه إلى الولايات المتحدة، وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت يؤكد أن الاجتماعات التي سيعقدها مع كبار المسؤولين الأميركيين ستكون حاسمة لمستقبل الحرب في قطاع غزة، مضيفا أنه سيناقش أيضا التطورات على الجبهة الشمالية.
غالانت أكد أيضا أن العلاقات مع واشنطن متينة، مضيفا أنه من المهم التعاون معها على كل الجبهات.
من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن الولايات المتحدة تأخرت في تسليم الأسلحة إلى إسرائيل بالرغم من تقديم تل أبيب طلبات عدة في هذا الصدد. كما توقع نتنياهو أن يتم حل هذا الخلاف قريبا.
في مقابلة مع سكاي نيوز عربية، قال الكاتب والباحث السياسي توماس جرجيسيان، إن هناك خلافات في المواقف بين إدارة بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فيما يتعلق بالمساعدات العسكرية ووقف إطلاق النار في غزة، مشيرا إلى أن هذا الاختلاف لم ينعكس على التحالف الاستراتيجي بين تل أبيب وواشنطن.
من جهته، يقول سفير إسرائيل السابق في الولايات المتحدة، داني أيالون، خلال حواره مع غرفة الأخبار على "سكاي نيوز عربية"، إن العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وإسرائيل متينة للغاية، والتحالف بينهما طبيعيٌ في كافة المجالات.
خلال زيارته إلى واشنطن، سيحصل الوزير غالانت على تأكيد الدعم الأميركي الثابت لإسرائيل، سواء فيما يتعلق بالمواجهات على الجبهة الجنوبية أو الشمالية.
يتجلى الدعم الأميركي في حال حدوث أي اعتداء من إيران، حيث ستواصل الذخائر والأسلحة التدفق إلى إسرائيل.
حوار مستمر ومكثف بين الوزير غالانت ونالأميركيين بشأن المرحلة التالية بعد عملية غزة وكيفية إتمامها بشكل فعال.
وضع استراتيجيات محكمة للتعامل مع التهديدات المحتملة من حزب الله وإيران.
ستتضمن زيارة غالانت للولايات المتحدة مناقشة وتخطيط سيناريوهات متعددة في المنطقة.
من المتوقع أن يقدم الأميركيون رسائل مهمة لغالانت ليبلغها لرئيس الوزراء نتنياهو حول الأهداف الأميركية المتعلقة ببدء عملية التطبيع مع السعودية، ويشير ذلك إلى ضرورة وجود أفق سياسي إيجابي يتعلق بالقضية الفلسطينية.
لا يوجد توافق بين نتنياهو وبايدن، حيث تختلف وجهات نظرهم في العديد من القضايا.
تميز إدارة بايدن بين الدعم الكبير الذي تقدمه الولايات المتحدة لإسرائيل والنقد الموجه لنتنياهو، مما يعكس التزام الولايات المتحدة بتحالفها الاستراتيجي مع إسرائيل المبني على المصالح المشتركة.
على الرغم من التباينات والخلافات بين البيت الأبيض ومكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، تظل الأهمية الاستراتيجية تستدعي الحفاظ على تعاون وثيق في المجالات العسكرية والاستراتيجية.. وقد يمتد هذا التعاون ليشمل المجال السياسي أيضا، على الرغم من الفروقات السياسية القائمة.
في حال تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، سينصب التركيز حينها على الحدود الشمالية لتحقيق تسوية بين إسرائيل وحزب الله.. والسماح للسكان الإسرائيليين في الشمال بالعودة إلى منازلهم وكذلك للبنانيين بالرجوع إلى بيوتهم على الجانب اللبناني من الحدود بحيث سيتم إعادة تفعيل قرار الأمم المتحدة 1701 الصادر عام 2006، مما يعني انسحاب حزب الله للوراء بعيداً عن الحدود.
يسعى نتنياهو بهذا التصريح لتحقيق أهداف سياسية محددة وعدم منح غالانت الفضل حول مسألة الإفراج عن شحنة الاسلحة، مفضلاً الاحتفاظ بكل التقدير لنفسه.
أما عضو الحزب الديمقراطي، سامح الهادي، فيرى أن وزير الدفاع الإسرائيلي غالانت سيواجه خلال زيارته الثانية إلى واشنطن في غضون 7 أشهر موجة من الرسائل السلبية ومشاعر الإحباط، خصوصاً من الإدارة الأميركية ومسؤوليها البارزين، ويرجع ذلك لاستياء الرئيس الأميركي وإدارة البيت الأبيض من سلوك رئيس الوزراء الإسرائيلي، لاسيما بعد تصريحاته العلنية التي تدعي تقاعس الولايات المتحدة في دعم إسرائيل نتيجة تأخير شحنات الأسلحة إليها.
ينتظر غالانت مجموعة من الطلبات السياسية الهامة مثل محاولة ثني إسرائيل عن توسيع نطاق الحرب في الشمال وتجنب إشعال صراع شامل يعجز الجميع عن السيطرة عليه أو التنبؤ بعواقبه.
ستتضمن زيارة غالانت نقاشات وتساؤلات حول الوضع الأمني والعسكري الراهن في غزة وتأثير وقف أو تعطيل تدفق المساعدات للفلسطينيين المحاصرين هناك.
من الضروري النظر إلى هذه المسألة العلاقات الأميركية الاسرائيلية من زاويتين:
- الأولى: وجود استياء ملحوظ داخل الإدارة الأميركية والرئيس بايدن، مصحوباً بإحساس عميق بخيبة الأمل والإحباط إزاء الرؤية المحدودة لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، وقد يتجلى هذا الاستياء في شكل عقبات إدارية بسيطة يمكن أن تعيق العمليات قليلاً دون التأثير بشكل كبير على الأنشطة العسكرية الإسرائيلية في غزة.
- الثانية: طبيعة العلاقة المؤسساتية حيث تخضع العلاقات الأميركية الإسرائيلية بشكل كبير لمؤسسات مثل البنتاغون، ومجلس الأمن القومي (NSC)، ووزارة الخارجية في الولايات المتحدة، ونظرائهم في إسرائيل، وتقوم هذه الهيئات بتشكيل العلاقات الثنائية لأنها ترى أن استقرارها يشكل أهمية بالغة لمصالح البلدين.
تعتبر الولايات المتحدة أن استمرار مصالحها مرتبط بالرعاية الإسرائيلية لها كضابط حراسة لمصالحها في المنطقة، ما يستوجب وجود إسرائيل قوية، ومع ذلك، تبقى الخطابات العلنية الصادرة عن الإدارة الأميركية مصدر قلق محتمل.
تأكد بايدن من عدم حصوله على أي مكاسب من نتنياهو وأنه لن يتمكن من إيقاف إطلاق النار المطلوب.
لقد تبيّن أن المراهنة الأولية للرئيس بايدن على تقديم دعم قوي وغير مشروط لحماية إسرائيل، إلى جانب التدخل العسكري شبه المباشر للدفاع عنها، لن يحقق رؤية الولايات المتحدة لحل الدولتين أو العودة إلى مسار لاستقرار المنطقة، أو تحقيق قبولٍ لإسرائيل في محيطها العربي.
التوتر الحاصل بين بايدن ونتنياهو من شأنه أن يمهد الطريق أمام عودة الرئيس ترامب بدعم جديد كبير من إسرائيل، وبالتالي يقضي على أي احتمالات للتوصل إلى تسوية سياسية تضمن إنشاء دولة فلسطينية.
من المتوقع أن يتلقى رئيس الوزراء نتنياهو دعوة من الكونغرس لإلقاء خطاب في 24 يوليو المقبل، وهذا سيكون الخطاب الرابع له أمام الكونغرس.. يأتي ذلك في وقت قد يواجه فيه مذكرة توقيف صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية.
وجود شكوك حول إمكانية ترتيب لقاء مباشر لنتنياهو مع الرئيس جو بايدن.
ستظل العلاقة متوترة بعض الشيء، وسيحاول الرئيس بايدن الحفاظ على مسافة محسوبة إلا أن أي تباعد واسع وكبير عن إسرائيل قد يؤدي إلى فقدانه لدعم اللوبي الصهيوني القوي المؤثر في واشنطن.