الامن الداخلي يهتز بتطور خطير.. هجوم مسلّح على السفارة الاميركية
الجيش يوقف سوريًا معتديا ويطارد متورّطين.. ميقاتي: الوضع مستتب
التهديدات الاسرائيلية تتوالى.. والاشتراكي يواصل جولته: لتسوية لا تكسر احدا
المركزية- لم يكن ينقص جبل الازمات اللبنانية، الذي يبدأ بالحرب جنوبا ولا ينتهي بالشغور الرئاسي مرورا بالواقع الحياتي المعيشي الاقتصادي المزري، الا عمليات امنية في الداخل ضد السفارات الاجنبية، كي تكتمل فصول الفوضى في البلاد. فهل سيُحرّك التطور الامني الخطير، الذي سُجل اليوم وتصدّت له سريعا المؤسسة العسكرية، الضمائرَ ليسرّع عملية تحصين الساحة اللبنانية، بانتخاب رئيس للجمهورية؟ ومَن يقف خلف مهاجمة السفارة الاميركية؟ هل هي فعلا خلايا نائمة لداعش؟ ام ثمة طابور خامس او غيره، حاول إخفاء هويته والتلطي خلف التنظيم؟
الحدث في عوكر: عنوان الحدث اليوم كان السفارة الاميركية في عوكر. باكرا صباحا، استفاقت المنطقة على اطلاق نار في محيط السفارة. وأكد مسؤول أمني لبناني لـ"أسوشييتدبرس" ان 4 مهاجمين شاركوا في الهجوم أحدهم قاد السيارة التي أقلّتهم للمكان و3 أطلقوا النيران، وقد اصاب الجيش أحدَهم وأوقفه". وقال مصدر قضائي لـ أ ف ب: مطلق النار على السفارة الأميركية ببيروت قال إنه فعل ذلك "نصرة لـ غزة"، وافيد ان سترته كانت تحمل شعار "داعش".
توقيفات: على الاثر، افيد أن مديرية أمن الدولة في البقاع بالتنسيق مع مديرية المخابرات وفي عملية خاطفة ونوعية في بلدة مجدل عنجر، تمكنت من توقيف شقيق مطلق النار على السفارة الاميركية وهو من الجنسية السورية، بناء لإشارة النائب العام الاستئنافي في البقاع القاضي منيف بركات. واودع السلطات المختصة وبوشرت التحقيقات. كما افيد ان مديرية المخابرات في البقاع تسلّمت م.ج للاشتباه في تورطه بحادثة إطلاق النار على السفارة، بعد أن التجأ إلى إحدى الجهات النافذة في المنطقة. وأتت عملية التسليم هذه بعد مداهمات عدة في بلدة مجدل عنجر نفذتها مديرية أمن الدولة في البقاع بالتنسيق مع مديرية المخابرات من دون التمكن من العثور عليه. في معطيات صحافية، افيد ان مطلق النار يدعى قيس فراج سوري الجنسية يقيم في بلدة الصويري واستمع فرع المعلومات الى والده بعد توقيف شقيقه. وافيد ان مديرية المخابرات في البقاع تسلّمت الشيخ مالك جحة للاشتباه بتورطه بحادثة إطلاق النار على السفارة الاميركية في عوكر. وتم توقيف الشيخ جحة امام مسجد أبو بكر الصديق بمجدل عنجر وقيس الفراج كان يتلقى تعليما دينيا من قبله. وافادت المعطيات ايضا ان مطلق النار على السفارة الاميركية قيس الفراج مسجل في مفوضية اللاجئين.
قيادة الجيش: وكانت قيادة الجيش قالت في بيان توضيحي صباحا "تعرضت السفارة الأميركية في لبنان في منطقة عوكر إلى إطلاق نار من قبل شخص يحمل الجنسية السورية، فردّ عناصر الجيش المنتشرون في المنطقة على مصادر النيران ما أسفر عن إصابة مطلق النار، وتم توقيفه ونقله إلى أحد المستشفيات للمعالجة. تجري المتابعة لتحديد ملابسات الحادثة". وأضاف بيان الجيش: تُجري وحدات الجيش المنتشرة في محيط السفارة الأميركية في عوكر عملية تفتيش للبقعة المحيطة، وتعمل على تنفيذ الإجراءات الأمنية اللازمة لحفظ أمن المنطقة.
تجنب الحدود: بدورها، وفي بيان صادر عنها بعد الظهر، أعلنت السفارة الأميركية في لبنان أنها تعرضت اليوم لعملية إطلاق نار من أسلحة خفيفة. وأضافت أنه بفضل التدخل السريع للجيش وفريق أمن السفارة، لم يتم تسجيل أي إصابات بين موظفي السفارة. وأشارت الى أن التحقيقات جارية والاتصالات مستمرة مع السلطات اللبنانية بشأن أي جديد. وأوصت مواطنيها بتجنب السفر إلى حدود لبنان مع إسرائيل وسوريا ومخيمات اللاجئين وتجنب التظاهرات وأي تجمعات. وأعلنت أنها ستبقى مغلقة أمام الجمهور لبقية اليوم، لكنها تعتزم فتح أبوابها غداً.
الوضع مستتب: في المواكبة الرسمية للحدث، تابع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي موضوع إطلاق النار على السفارة الأميركيّة خلال اجتماعه مع وزير الدفاع الوطني موريس سليم صباح اليوم. كما أجرى سلسلة اتّصالات مع قائد الجيش العماد جوزف عون وقادة الأجهزة الأمنيّة. وتبلّغ رئيس الحكومة من المعنيّين أنّ الوضع مستتب وأن التحقيقات المكثّفة بوشرت لجلاء ملابسات الحادث وتوقيف جميع المتورطين. كما أجرى رئيس الحكومة اتّصالاً بالمعنيّين في السفارة للاطمئنان عن الوضع وعن العاملين في السفارة، نطراً لوجود السفيرة ليزا جونسون خارج لبنان.
حماية المقرات: وبعد الحادثة، توالت المواقف المستنكرة للاعتداء. في السياق، دان وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب، الاعتداء، مضيفاً "أجريت عدة إتصالات هاتفية لمتابعة الحادثة والوقوف على تفاصيلها مع الأطراف المعنية". وأكد بوحبيب إلتزام لبنان بحماية مقرات البعثات الدبلوماسية العاملة في بيروت وفقاً لإلتزاماته واتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية.
السلاح غيرالشرعي: بدوره، علق رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل على حادثة السفارة، فاكد أن "الجيش اللبناني قام بكل الاجراءات اللازمة وهو مشكور على جهوده"، ورأى ان "الوضع الأمني متفلت في لبنان جراء تفشي ظاهرة السلاح غير الشرعي وبسبب حزب الله وحلفائه الذين أرسوا شريعة الغاب فيه"، وقال: "كل من يقف بوجه سياسة حزب الله مهدّد في لبنان ولا أستغرب أن تكون هذه الحادثة بمثابة رسالة، ونحن نعيش هذا التهديد يوميا منذ سنوات وكل من يقول لا لحزب الله تصله رسائل تهديد بالقتل أو التخوين".
الاشتراكي للتسوية: وسط هذه الاجواء المُقلقة، استكمل اللقاء الديمقراطي جولته على المسؤولين في محاولة لتقريب وجهات النظر في ما خصّ الملف الرئاسي. وقال عضو اللقاء النائب بلال عبدالله بعد اجتماع وفد "اللقاء" مع "تكتل الاعتدال": شعرنا أنّنا نتكلم لغة واحدة خارج الاصطفافات ووضعنا خارطة طريق قابلة للحياة تخفّض السقوف المرتفعة. أضاف: التسوية مطلوبة ليس على قاعدة أن ينكسر أحد فالمهمّ أن يربح لبنان والمطلوب تكوين رأي داخلي وإيجاد رأي عام وطني يدفع باتجاه حلّ. تابع: يجب ألا يبقى الملفّ الرئاسي مرتبطاً بملفّ غزة وسنؤسّس لأرضية مشتركة في كثير من الملفات لأنّنا نتشابه في الانفتاح على جميع الأفرقاء. بعدها، زار وفد "اشتراكي" "كتلة تجدد". وقال النائب ميشال معوض بعد اللقاء "اننا منفتحون على شخص الرئيس إنما يجب أن يمثل الدولة اللبنانية في حين ان في لبنان كلّ يريد رئيسًا على قياسه خصوصًا من يحاول أن يسيطر على البلد".
تطبيق الدستور: في المواقف ايضا، أكّدت النائب ستريدا جعجع أن "القوّات اللبنانيّة" لا تزال على موقفها منذ اليوم الأول لدخولنا في المهلة الدستوريّة لإنتخاب رئيس للجمهوريّة، وهو تطبيق الدستور، والدعوة إلى جلسة انتخاب بدورات متتاليّة، لكي يصل إلى سدّة الرئاسة من تفرزه الديمقراطيّة، إلا أن الفريق الآخر وكعادته يحوّر"، معتبرةً أن "اتهامنا بأننا لا نريد انتخاب رئيس للجمهوريّة، مردود لأصحابه، لأن من لا يريد انتخاب الرئيس، ليس أبداً الفريق المتمسك بالدستور واجراءاته وإنما من تعمَّد تعطيل نصاب جلسات الإنتخاب لـ15 مرّة متتالية، ويدعو صورياً إلى جلسة انتخاب عندما تكثر عليه الضغوط الدوليّة ويتمنّع عن القيام بواجباته ويضرب عرض الحائط كل ما نص عليه الدستور، ويحاول جاهداً فرض أعراف جديدة تضرب جوهر الديمقراطيّة التي يقوم عليها النظام اللبناني".
تهديدات وقصف: عسكريا، التهديدات الاسرائيلية بالحرب الاقوى، مستمرة. اليوم، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل مستعدة لتحرك قوي للغاية في الجبهة الشمالية.. بدورها، اشارت القناة ١٤ الإسرائيلية الى ان التقدير في إسرائيل هو أن حربا مع حزب الله قد تندلع في الأسابيع المقبلة. وعلى وقع هذه التهديدات ، يستمرّ التصعيد المتبادل بين إسرائيل و"حزب الله". اليوم، القى الجيش الاسرائيلي القنابل الحارقة على بلدة عيتا الشعب - البستان مما ادى الى اندلاع النيران بالاحراج المتاخمة لها. كما تعرضت اطراف بلدة الوزاني قضاء مرجعيون ظهراً، لقصف مدفعي اسرائيلي. وتعرضت اطراف بلدة الناقورة لقصف مدفعي. وسجل قصف فوسفوري على خلة البلوط بين بلدتي حولا ومركبا بهدف إشعال النيران في الاحراج. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنّه قصف 3 منشآت عسكرية تابعة لـ"حزب الله" في العديسة وبليدا ومركبا ومنصتي إطلاق في منطقتي زبقين وعيتا الشعب.
حزب الله: في المقابل، اعلن حزب الله انه استهدف "صباح اليوم تجمعاً لجنود العدو الصهيوني في محيط موقع بركة ريشة بالأسلحة الصاروخية". كما استهدف "منصة القبة الحديدية في ثكنة راموت نفتالي بصاروخ موجه واصابها إصابة مباشرة ما أدى الى تدميرها". ايضا، اعلن انه "وبعد رصد وترقب لقوات العدو الإسرائيلي في موقع المالكية، كمن فجرا لمجموعة من جنود العدو أثناء دخولها إلى الموقع واستهدفها بقذائف المدفعية وأصابها إصابة مباشرة". وأغار الطيران المسيّر الإسرائيلي ليلاً على بلدة الناقورة، بالقرب من المقرّ العام لـ"اليونفيل"، بالإضافة إلى غارة على أطراف بلدات الجبين وعيتا الشعب ورامية في القطاع الأوسط.