May 23, 2024 3:51 PM
خاص

واشنطن وباريس تدفعان لفصل الامن عن السياسة...هل تكسران قرار الحزب؟

نجوى ابي حيدر

المركزية- الى ان توافق الحكومة الاسرائيلية على وقف اطلاق النار في غزة فتتوقف في ضوئها جبهة لبنان الجنوبية، لن تشهد اي من الملفات اللبنانية المأزومة انفراجاً. قناعة تبديها مصادر سياسية لبنانية معربة عن اعتقادها ان حزب الله المنخرط في الحرب عبر جبهة اسناد كلفته حتى اليوم ما يقارب الـ500 شهيد أبلغ كل من راجعه في الاستحقاق الرئاسي وسائر الملفات ان لا مكان في اجندته لبحث اي أمر ما دامت الجبهة مفتوحة، ودعاهم الى مراجعة الرئيس نبيه بري الذي يجيد ويبرع في توفير ذرائع وحجج لعدم اجراء الانتخابات الرئاسية ، الا اذا كانت ستفتح ابواب قصر بعبدا لمرشح الثنائي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية.

لكنّ التطورات الاقليمية المتسارعة من المحادثات الاميركية –السعودية التي بلغت مرحلة الاتفاق النهائي معطوفة على المفاوضات الاميركية- الايرانية في عُمان الى طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية، كريم خان اصدار أوامر باعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت، إضافة إلى قادة من حركة المقاومة الإسلامية حماس، واعلان دول اوروبية الاعتراف بدولة فلسطين، كلها عوامل تدفع الدول الخمس التي اخذت على عاتقها مساعدة لبنان لتجاوز ازمته الرئاسية الى عدم الاستسلام، لا بل استئناف نشاطها لتمرير الاستحقاق الرئاسي من خرم إبرة توافق الحد الادنى اللبناني ، وهو ما تسعى اليه تحديداً مجموعة سفراء الخماسية التي كثفت اجتماعاتها اخيرا وتواصلها المباشر مع القوى السياسية واصدرت في اعقاب اجتماعها في السفارة الاميركية الاسبوع الماضي بيانا خرج عن روتين بياناتها السابقة ان لجهة تحديد مهلة حتى نهاية شهر ايار الجاري لانتخاب رئيس او لناحية تبنيها مبادرة كتلة الاعتدال الوطني ودعوة الكتل السياسية إلى مشاورات محدودة النطاق والمدة لتحديد مرشح أو قائمة قصيرة من مرشحي الرئاسة ثم الذهاب فوراً إلى جلسة انتخابية بجولات متعددة لانتخاب الرئيس الجديد.

 ولئن كان معظم اللبنانيين يدركون ان ما تضمنه بيان الخماسية،على تطوره، لا يقدم قيد انملة في الملف الرئاسي، ما دام الثنائي المعرقل على عرقلته رافضا التنازل عن مرشحه، الا ان المساعي الدبلوماسية لن تتوقف بدليل اجتماع السفير المصري علاء موسى مع كتلة الاعتدال واعلان العضو فيها النائب سجيع عطية عن تعديلين في متنها لجهة من يدعو ومن يرأس الحوار . لكن رئيس المجلس سرعان ما تلقف الكرة واعلن ان من الطبيعي ان يراس هو اي حوار ما دام رئيس مجلس النواب.

وتقول المصادر السياسية لـ"المركزية" ان في موازاة الحركة الدبلوماسية في الداخل ، لا يغيب لبنان واستحقاقه الرئاسي عن مجمل حراك الخارج لا سيما اتصال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، تماما كما حضر وسيحضر في لقاءات وزير خارجية فرنسا السابق المكلف ملف لبنان جان ايف لو دريان في واشنطن مع المستشار الرئاسي لشؤون الامن والطاقة آموس هوكشتاين، وفي بيروت التي يصلها مطلع الاسبوع المقبل لاجراء جولة مباحثات مع المسؤولين عنوانها الرئيسي محاولة فصل السياسة عن الامن وملفات الداخل عن الميدان.

على اي حال، وان لم ينجز الاستحقاق الرئاسي حتى نهاية ايار ، وهو شأن شبه مستحيل، فإنه سيشكل بحسب المصادر، طبقا رئيسيا على طاولة مباحثات الرئيسين ايمانويل ماكرون وجو بايدن في باريس في 6 حزيران المقبل ، حيث سيشارك الرئيس الاميركي في احتفالات النورماندي. كما سيبحث بايدن الملف اياه الشهر المقبل مع سفيرة بلاده  في بيروت ليزا جونسون التي تغادر الى واشنطن للمشاركة في الاجتماع السنوي لسفراء بلادها في العالم.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o