May 18, 2024 10:39 AM
مقالات

الرئيس محمود عباس فلسطيني؟!

كتب عوني الكعكي: توقفت كثيراً، عندما استمعت الى كلمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام القمة المسمّاة “عربية” في مملكة البحرين... على كل حال، أبدأ بكلمة الرئيس عباس:
“إنّ أكثر من سبعة أشهر وجرائم حرب الإبادة الجماعية الاسرائيلية تحصد أرواح عشرات الآلاف من الاطفال والنساء والرجال من أبناء شعبنا في قطاع غزّة”.. كلّ هذا الكلام وحتى هذه الكلمة جيّد ومقبول... لكن الغريب في ما قاله بعد ذلك حيث تابع:
“إنّ العملية العسكرية التي نفّذتها “حماس” بقرار منفرد في ذلك اليوم، -وهو يعني عملية “طوفان الأقصى” في السابع من تشرين الأول /اكتوبر عام 2023- وفّرت لإسرائيل المزيد من الذرائع والمبررات كي تهاجم قطاع غزّة، وتمعن فيه قتلاً وتدميراً وتهجيراً”.
أتوقف هنا لأسأل الرئيس عباس: هل تظن للحظة واحدة، أنّ العدو الاسرائيلي ينتظر أن يقوم أي فصيل فلسطيني بأي عمل كي ينتقم “قياماً وقعوداً” من الشعب الفلسطيني المنكوب والمقهور والمحاصر منذ 76 عاماً؟
وكأنّ تاريخ إسرائيل الإجرامي منذ عام 1948 وقبلها من مجازر ارتكبها الجيش الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني... وهنا أذكّر بمجزرة دير ياسين والطنطورة والقدس وحيفا ويافا وغيرها من العمليات الإجرامية التي نفذها الجيش الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني ولا يزال، وهنا أيضاً أسأل الرئيس عباس:
أولاً: كم هو عدد الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية من أطفال ونساء ورجال وشيوخ؟ وما هي الجرائم التي ارتكبوها؟ وكم عدد السنوات التي أمضوها في السجون، بالإضافة الى عدد كبير من المساجين لا يزالون من دون محاكمة؟
كذلك، أوجه سؤالاً ثانياً: وهو ان الخلاف بين أفرقاء منظمة التحرير وبالأخص حركة فتح وبعض الفصائل، والخلاف بين فتح وحماس صار عمره سنين طويلة، وبالرغم من محاولات المصالحة التي باءت كلها بالفشل استمرّ هذا الخلاف المتجذّر في النفوس، وهنا أحمّل المسؤولية الى حركة حماس...
ولكن منذ سنوات قالت “حماس” إنها تقبل بقيام دولة فلسطينية، يعني انها تقبل بحل الدولتين، ما يعني ان قرار “حماس” بالنسبة للقضاء على دولة إسرائيل قد انتهى... وهذا اعتراف من “حماس” بوجود دولة إسرائيل...
كنت أظن ان منظمة التحرير وعلى رأسها رئيسها محمود عباس، سوف يلاقي “حماس” ويفتح صفحة جديدة معها، تقوم على الاتفاق على قيام دولة فلسطينية في ما تبقّى من فلسطين. ولكن للأسف ظلت الأمور على حالها.
نقطة أخرى يجب التوقف عندها وهي ان الرئيس محمود عباس يذكّر بالمجازر التي ترتكبها إسرائيل يومياً في غزّة وفي الضفة الغربية وفي القدس، وذكّر أيضاً بالاعتداءات من قِبَل الجيش الاسرائيلي والمستوطنين الارهابيين، وتساءل: الى متى سيستمر هذا الارهاب ضد شعبنا؟ ومتى تنتهي هذه المأساة ويتحرّر الشعب الفلسطيني؟
من ناحية ثالثة أو رابعة... قال الرئيس عباس في الجلسة الافتتاحية أمام القمة: “إنّ سقوط شهداء وجرحى وأكثر من %70 من المساكن والمنشآت في قطاع غزّة وهي دمّرت، كل ذلك بغطاء ودعم أميركي متحدّية الشرعية الدولية منتهكة الأعراف والأخلاق والقِيَم حيث استخدمت أميركا “الفيتو” أربع مرّات خلال هذه الفترة، مرّة لمنع وقف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزّة، ومرّة لمنع حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، واستعملت الفيتو ضد كل إدانة لإسرائيل.
كما يقول الرئيس: إنه شكل حكومة جديدة واعتبرها خطوة متقدمة نحو فتح صفحة جديدة مع العدو الاسرائيلي، ولكن على من تقرأ مزاميرك يا داود؟
أخيراً، قد أفهم ان الرئيس عباس يريد أن يُرضي بعض الدول العربية وخصوصاً التي تهرع لإقامة التطبيع مع إسرائيل، بالرغم من ان عملية التطبيع مع إسرائيل هي عملية فاشلة خصوصاً اذا نظرنا الى أربع دول طبّعت مع إسرائيل وهي: مصر والأردن وقطر والإمارات... فماذا حقق هذا التطبيع؟ لا شيء بل إنه كان حبراً على ورق.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o