May 15, 2024 11:31 AM
خاص

نصرالله يطالب حكومة العدو بالانصات لشعبها.. لكن هل استمع الى اللبنانيين؟!

لارا يزبك

المركزية-  بالاضافة الى تأكيده مرة جديدة، ان عمليات "الإشغال" في الجنوب اللبناني لن تتوقف قبل توقّف الحرب على غزة، قائلا "كل الضغوط الخارجية والداخلية والتهويل ومواعيد الحرب الشاملة لم تنجح في فكّ جبهة لبنان عن جبهة غزة، والأميركي والفرنسي سلّما بهذه الحقيقة"، جزم الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلمته عصر الاثنين، ان "لن يكون بمقدور مستوطني الشمال العودة إلى ديارهم مع بداية العام الدراسي المقبل إذا ما استمر الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة"، وتوجه الى مَن يريد منهم العودة قبل بدء العام الدراسي المقبل، بالقول: اضغطوا على حكومتكم لوقف الحرب على غزة.

هي مفارقة لافتة بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، ان يطالب نصرالله المستوطنين بالضغط على الحكومة الاسرائيلية وان يطلب منها الانصات الى ما يريده ناسُها، بينما هو لا يستمع الى ما يريده اللبنانيون!

فوفق المصادر، الاغلبية الساحقة من اللبنانيين والتي يمثّلها مجلس النواب، غير راضية عن قرار فتح جبهة الجنوب الذي اتخذه حزب الله منفردا في 8 تشرين الاول الماضي، كما انها لا توافق على استمرار اعمال "الاشغال" التي حسم نصرالله الاثنين انها باقية وان الحزب لن يوقفها.. فهل أخذ الحزب في الاعتبار رأي هذه الاكثرية؟

في تل ابيب، تتابع المصادر، ثمة إجماع شعبي - سياسي على الحرب، الا ان الخلاف هو على تفاصيل تكتية وعلى كيفية خوض هذه الحرب، بينما في لبنان، لا إجماع البتة على الخيار العسكري، بل على العكس. فأي من القوى السياسية لا يؤيد ما فعله الحزب، باستثناء حركة امل وبعض مكونات 8 آذار.

والاخطر ان ما فعله الحزب، تسبب بدمار هائل في الجنوب اللبناني الذي بات منطقة منكوبة على حد تعبير رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، وقد لحقت بالممتلكات والارزاق والزراعة والطبيعة، اضرار هائلة، لا تزال طريقة تعويضها مجهولة، في ظل افلاس الدولة اللبنانية وغياب السند الدولي للبنان. حتى ان رئيس مجلس النواب نبيه بري أقرّ بهذا الواقع واعرب في حديث صحافي  منذ ايام عن قلقه من حرب بلا أفق سائلا ايضا عمّن سيتكبد كلفة اعادة الاعمار جنوبا.

في المقابل، مستوطنو الشمال سيعودون ولو بعد حين، تضيف المصادر، وسيتم التعويض عليهم سريعا، كما ان لاسرائيل القدرة على التعافي من اضرار الحرب ككل، خلافا للبنان.

انطلاقا من هنا، أليس من المضحك المبكي ان يطالب نصرالله من العدو ان ينفّذ ما يريده شعبه، في وقت هو لا يعطي اي قيمة لما يريده منه اللبنانيون؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o