May 08, 2024 1:56 PM
خاص

تباين رئاسي اميركي – فرنسي ينسحب تعطيلا داخليا واقليميا

يوسف فارس

المركزية – لا تعول المراجع المتابعة لحراك دول الخماسية كبير اهمية على امكانية احداث خرق في الملف الرئاسي ،خصوصا ان اعضاءها منقسمون حول رؤيتهم للحل في لبنان. ففي مقابل تفاهم براغماتي اماراتي – قطري على مقاربة الازمة اللبنانية يتعاطى الفرنسيون والسعوديون مع القوى السياسية بمنطق رد الفعل. باريس تعتبر ان المسؤولين اللبنانيين اجهضوا مبادرتها وساهموا في تهميش دورها وقطعوا الطريق امامها لحجز موقع في لبنان، فيما لا تزال الرياض عند رأيها بان استثمارها في الداخل اللبناني لم يجد نفعا ولم يحقق لها اي مصلحة. اما الجانب المصري فهو يظهر حيادا سلبيا يبدو معه بلا دور بارز.

غير ان التطور الوحيد في الايام الاخيرة تمثل في بداية تقارب اميركي - فرنسي إثر محادثات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في باريس وتلاقيه مع نظيره الفرنسي ستيفان سيجورنيه على ضرورة تفادي توسيع الصراع في لبنان وإيجاد حل دبلوماسي. والتأكيد على التنسيق مع فرنسا في هذا السياق. علما ان اللقاء كان يهدف للوصول الى دمج الورقة الفرنسية التي قدمها سيجورنيه لوقف اطلاق النار في الجنوب مع ما يعرف بالاتفاق المتدرج لتطبيق القرار 1701 الذي قدمه هوكشتاين. لذا ان كل الحراكات التي تشهدها بيروت لن تصل الى مكان ما دام الراعي الاقوى لاي اتفاق اي الأميركي لا يتعامل حتى الان بجدية مع ملف الانتخابات الرئاسية واهتمامه منصب على الوضع الأمني جنوبا.

عضو تكتل لبنان القوي النائب ادكار طرابلسي يؤكد لـ"المركزية" في هذا السياق وجود صراع فرنسي أميركي على ملء الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس الجمهورية ينعكس على الداخل اللبناني وحتى على مسعى الدول الخماسية والاقليم ككل. لذا من المستبعد تحقيق أي خرق في الجدار الرئاسي المقفل قبل تفاهم خارجي خصوصا وان هذا الصراع انسحب بدوره على المستوى العربي وتحديدا بين الدول الشقيقة المهتمة بإجراء الاستحقاق.

ويتابع : ليس من الضروري ان يشمل هذا التباين الفرنسي الاميركي كل الملفات في المنطقة ولبنان حيث  نجد هنا مثلا تنسيقا في ما يخص جبهة الجنوب وتطبيق القرار 1701 حتى انه يحكى عن ورقة واحدة امكن التوصل اليها. في اي حال ان فصل الجبهة اللبنانية عن غزة مستحيل راهنا. كل المساعي تصب في اطار التسوية المقبلة بعد وقف الحرب.

ويختم لافتا الى وجود تغيير في الموقف الاوروبي من قضية النازحين في لبنان وذلك اثر استشعارهم بهذا الخطر الوجودي بعد وصول اعداد كبيرة من المهاجرين الى بلدانهم. الخوف من قبول لبنان الرشوة التي عرضت عليه من قبل الاوروبيين لابقاء النازحين على ارضه في حين المطلوب استثمار الملف لما يخدم حل كل المشكلات اللبنانية.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o