Apr 30, 2024 10:16 AM
أخبار محلية

الصايغ: وجودنا بحدّ ذاته وقدرتنا على قول "كلا" يشكّلان مقاومة جدّية للواقع المفروض علينا

إعتبر عضو كتلة "الكتائب" النائب سليم الصايغ أن الشعب اللبناني عظيم ومضياف، فقد استقبل الكثير من الضيوف في الماضي، إذ استقبل الفلسطينيين والسوريين، فيما اليوم فقرابة نصف سكان لبنان هم من الفلسطينيين والسورييين، أي قرابة المليوني سوري و400 الف فلسطيني على 5 مليون لبناني، ولفت الى ان ما يجمع اللبنانيين في ما بينهم هو حب الضيافة وحسن الاستقبال ورفض خطاب الكراهية والعنصرية تجاه الانسان، واليوم اللبناني بخصائصه وفرادته وهويته وبطبعه الجميل مهدد في وطنه، وكي يبقى لبنان على اللبنانيين أن يقوموا بوظيفتهم كما يجب لأنهم ضرورة للحضارة ويجب الحفاظ عليهم.

وفي حديث لتلفزيون "سورويو" أشار الصايغ الى أن الاشكالية اليوم ليست في كيفية   المحافظة على السوري او الفلسطيني في لبنان بكرامته وبإحترام كامل له إنما في كيفية المحافظة على اللبناني كي يبقى لبنان هذا البلد الرائع والفريد والمميز، وهذا الكلام الجميل يجب ان يكون له قواعد قانونية لنصل الى حيث نريد أن نصل، مضيفًا: "في غياب الدولة ليس هناك من شعب ولا قواعد، هناك عقد اجتماعي وميثاق وقوانين ترعى الحياة على الارض اللبنانية، والدولة اللبنانية أقرت سلسلة قوانين منها قانون العمل، وأصدرت وزارة الداخلية التعاميم، انما بكل أسف تبقى من دون أي تنفيذ وذلك بسبب تفلّت الحدود وغياب الرقابة والسيادة على كامل الاراضي اللبنانية، إذ أن هناك عشرات الكيلومترات في مناطق على حدودنا الشرقية الشمالية لا تسيطر عليها الدولة اللبنانية انما حزب الله والمخابرات السورية من الجهة المقابلة، الى جانب مناطق حصرية لحزب الله كالقصير وهي "حزب الله لاند"، وبالنتيجة هناك انتقاص من السيادة من الجانب السوري بوجود العصابات والميليشيات اما من الجهة اللبنانية فالوضع معروف في ظل سيطرة حزب الله".

أضاف النائب الصايغ : "تصدر قرارات وتعاميم جيدة في لبنان والبلديات تقوم بعملها انما يجب دعمها اكثر، ووزير الداخلية مشكور يتخذ تدابير مهمة لعدم العرقلة داخل القضاء عبر اعتقال المرتكب"، وشرح الصايغ الوضع القائم قائلاً:"عند التقدم بالشكوى تعتقل القوى الامنية المرتكب السوري وتسجنه بإنتظار اشارة من المدعي العام الذي يتعرض للتدخلات السياسية، وبالنتيجة اللبناني يتحمل مسؤولية كبيرة بسبب عدم حماية العمل القضائي الذي يجب ان يتخذ القرار بترحيله، أما بعد قرار وزير الداخلية فلم نعد بحاجة الى قرار قضائي لترحيله وعلى القوى الامنية ان تقوم بعملها لتنفيذ القرارات الادارية التي يغطيها الوزير وقد وعد بتغطيتها اكثر في المستقبل، وبالتالي الترحيل فوري من دون امر قضائي أمر مهم جداً".

وتابع: "من تم ترحيله يمكن أن يعود ويدخل من الحدود عبر عمليات التهريب بتسهيل من حزب الله، وعندها سنحمّل المسؤولية مباشرة بالإسم والمعلومات لأن على المواطنين معرفة من يساهم بإعادة السوريين المرحّلين الى لبنان، أما بالنسبة الى السوريين الذين يدخلون بطريقة غير شرعية فهم يعملون في لبنان خارج قانون العمل ولا تتخذ تدابير بحقهم، ومن المفترض أن تقوم البلديات بالتعاون مع القوى الحيّة في لبنان أعني بذلك لجان وكنائس واحزابًا سياسية بمساعدة البلديات لتقوم بعملها، وعندها يشعر المقيم بطريقة غير شرعية بعدم الامان وانه لا يمكنه الاستمرار كالسابق".

واضاف: "علينا أن نحكم على الافعال التي تظهر اليوم غياب الجدية على الارض، ولن نعود الى الماضي وتقاعس الحكومات إذ أن الكثير من المسؤولين من الحكومات السابقة خافوا من الدخول في هذا الموضوع منذ العام 2011 حتى اليوم ولم يتم اتخاذ الاجراءات العملية على الارض لألف سبب وسبب سياسي واليوم ندفع الثمن. كما لا يمكن تحميل الشعب المسؤولية انما من لديه السلطة، وعلينا الا نطلب من المواطن أن يكون دائما البطل والشهيد والفدائي فهو يريد ان يعيش، ويجب الا نعاقبه مرة بسرقة ودائعه، ومرة عندما لم نحمه بإنفجار مرفأ بيروت، واليوم يتم منعه من الاستفادة من وضع السوريين في لبنان،لذا يجب تنظيم الامور إذ أن هناك فائض من السوريين في لبنان".

واشار النائب الصايغ الى ان المشكلة السياسية كانت كبيرة بالضغط على الحكومة بإبقاء السوريين لحين ارساء الحل السياسي في سوريا والذي لا نزال ننتظره منذ الـعام 2011، لافتًا الى أن من اصل 10 ولادات في لبنان هناك 5 سوريين، يعني من ولد في لبنان عام 2012 بات شابًا اليوم وهذا حمل لا يمكن للبنان أن يتحمله .

ad
وتابع: "من هنا نقول ان على الدولة ان تقوم بعملها ويبدو انها حزمت أمرها، وحزب الله الذي يتحمل المسؤولية الاكبر عليه ان يعي انه لا يمكن ان يبقي الامور على الحدود "فلتانة" وعليه ان يقفل هذه الدكانة، كما على البلديات ان تتحصن بحماية سياسية، ونحن كنواب نمنحها اياها اليوم وندعوها لتحمل المسؤوليات، ونحن كقوى سياسية الى جانبها بالتطوع في الحراسة الليلية والمراقبة وبالدعم المعنوي والاسناد على الارض بكل الوسائل الممكنة كي يشعر رئيس البلدية أنه قادر على انفاذ التعاميم التي اتخذها وزير الداخلية".

ورأى أن تذرع البلديات بعدم وجود العدد الكافي وعدم القدرة على صرف الاموال هي حجة كانت تقوم بالماضي، لأن الدولة نهبت اموال البلديات ولا زالت واليوم تحسن الوضع، لكن لا يزال هناك تقصير كبير، إنما هناك شعب لبناني حيّ يسهر ويذهب الى المدارس والجامعات الخاصة ولم نرَ اي مؤسسة تربوية أقفلت بالرغم من غلاء المعيشة، مضيفًا: "لبنان قائم على اقتصاد غير شرعي، تأتيه الاموال من تحويلات المغتربين اضافة الى الاموال غير الشرعية التي تدخل عبر الحدود، ولكن في لبنان ناتج قومي حوالى 17 الى 18 مليار دولار واللبناني تأقلم مع هذا الواقع المرير والجديد وكذلك على البلديات ان تتأقلم، نحن لا نريد الذهاب الى الامن الذاتي انما نريد ان تبقى الدولة ناظمة، ولتقوم السلطات المحلية بعملها، وهذا ما قلته لوزير الداخلية عندما إجتمعت به وقد لاقى ترحيبًا.

وفيما يتعلق بخطر النزوح السوري أشار الصايغ الى أنه لا يصيب المناطق المسيحية فقط  انما هو خطر على تغيير نمط العيش والتطور، فهو يصيب مناطق عكار والضنية والبقاع حيث الحضور السوري اكبر من الوجود اللبناني، وهناك توجس من رجال الدين حيال تغيّر العلاقات الاجتماعية ضمن العائلة كتعدد الزوجات وارتفاع أعداد الاطفال، ما يؤدي الى ضغط اجتماعي كبير سيؤدي بدوره الى الحرمان والفقر والإضطرابات الإجتماعية وألأمنية وهذه هي المشكلة، مضيفًا: "من هنا نحذر من أن هناك خطرًا على الهوية وبالنسبة لنا قد اتخذنا القرار، والاشكالية ولو بدت اليوم وكأن الخطر على الأبواب، فنحن مجبولون بالصمود وتعرّضنا ولا نزال معرضين لكافة أنواع النكسات والتهديدات، لذلك نعتبر أن مقاومة هذه المخاطر هي من طباعنا.

 أولًا: بالمقاومة الشعبية نصرة للهوية اللبنانية

 ثانيًا: بالمحافظة على الهوية التربوية وحرية التعليم المهدّدة في زمننا هذا.

ثالثًا بتأمين الاستشفاء للمواطنين.

ad
رابعًا بفتح أسواق عمل خاصة في المناطق الريفية.

خامسًا بالتماسك العائلي.

وكلها أمور أساسية للمحافظة على هويتنا قائلاً: "نحن كنواب نمثل الأمة، وقد إتخذنا توصية في موضوع النزوح السوري وهي متقدّمة أكثر من الورقة الحكومية وعرضناها على دول العالم في جولاتنا التي قمنا بها مؤخرًا، فرفعنا الصوت عاليًا مرارًا ودقينا ناقوس الخطر، وما طالبنا به هو تجيير الدعم للسوريين في سوريا بدلاً من لبنان، وتلقينا وعدًا من الاتحاد الاوروبي وقد بدأ يطبّق، ولكننا في المقابل لمسنا ألّا نية لدى النظام السوري بعودة شعبه الى أرضهم كون الأغلبية هم من الطائفة السنّية ويشكّلون "المعارضة" لبشار الأسد ونظامه، ولتجنّب نشوب حرب بين سوريا والاتحاد الأوروبي، تراجع الأخير عن قراره".

ورأى الصايغ أن دول العالم كلها تؤكد أن لا قرار لعودة السوريين ان لم يكن يشكّل جزءًا من الحلّ المتكامل للأزمة السورية، وكوننا لا نستطيع انتظار الحل السياسي، نحن نقوم بالضغط ومستمرون به.

وقال: "على الدول الأوروبية كلها أن تعي أنه وفي حال انهار لبنان كليًا، فستشهد ليس فقط على عمليات نزوح للسوريين انما للبنانيين أيضًا، لذلك لا يمكن أن يستمر الوضع على ما هو عليه وكأن لبنان هو "قاعة انتظار" لحلّ المسألة السورية".

وأضاف: "على الدول الأوروبية أن تعرف أيضًا أنه لا يمكن الربط بين الاقتصاد والسياسة في الشرق الأوسط، فإذا قدمت هذه الدول الحوافز الاقتصادية للسوريين في سوريا هذا لا يعني انها بمثابة تعويم للنظام السياسي ولا ابقاء بشار الأسد في السلطة، فمعارضوه مستمرون بالعمل ضده، ومؤيدوه ولو قبضوا أموالًا سيقفون الى جانبه".

وتطرّق الصايغ الى الملف الرئاسي، حيث إعتبر أن حركة اللجنة الخماسية بمثابة "بركة" مستعينًا بالمثل الشعبي "الحركة بركة"، ولكنه أكّد بالمقابل أن هناك محاولات عديدة لقلب النظام المعتمد في لبنان وبغطاء مسيحي من خلال التعطيل المستمر، واتّهم المسيحيين بالتعطيل أكثر من اي فئة أخرى، لافتاً الى انهم ضحوا بالجمهورية بسبب صراعاتهم على السلطة.

وقال: "وصلنا لمرحلة، أن المرجعية الأولى فيها هي لحزب الله بغطاء من رئيس مجلس النواب نبيه بري، والثانية هي لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ونحن في المقابل نرفض هذا الواقع ونواجهه بكافة أنواع المقاومة ومستمرون الى ما لا نهاية".

وسأل الصايغ: "عن أي شراكة يتكلمون ولا مكان لنا فيها، وليس لدينا رئيس للجمهورية؟ وإن وجد هذا الرئيس فسيخضع لتعاليمهم وأوامرهم.. عن أي شراكة يتكلمون ودولتنا عاجزة عن اتخاذ أي قرار حر سيد مستقل؟ لأن قرارها مرتبط بدويلة اسمها "حزب الله" المرتبطة بدورها بالحرس الثوري الايراني المرتبط مباشرة بالخامنئي، فهذه السلسلة المترابطة تشكل خطرًا كبيرًا على خصوصية لبنان ودوره وعلى مكوناته لاسيما الرافضة لهذا الفرض، فوجودنا بحدّ ذاته وقدرتنا على قول "كلا" يشكّلان مقاومة جدّية لهذا الواقع المفروض علينا".

أضاف: "سلاحهم عابر، والمهم الا نخاف منه، فنحن قوم وخاصة في حزب الكتائب اللبنانية قدّمنا ما قدّمناه من شهداء، ومنعنا التوطين وضم لبنان الى سوريا، فلولا هؤلاء الشهداء لما كنا، فهم ماتوا لنحيا".

وتابع: "هذه رسالتنا الى العالم كله، نحن شعب لا نخاف، شعب صامد، يتصرّف بغضب من دون كراهية، بحزم من دون عنف، بمحبة ولكن من دون تودّد، فهذه الشخصية هي التي تُعيد معنى السلم للبنان، وطن العيش المشترك للمسيحيين والمسلمين، للمقيمين والمغتربين، وببعديه الملموس والروحي المرتبط بالسماء".

وبالعودة الى نشاط اللجنة الخماسية، اعتبر الصايغ أنها تحاول القيام بمبادرات تحت اسم الواقعية السياسية، ولكنها تصطدم بحائط اسمه "حزب الله"، وطالما أن لا نية لدى الأخير بالتنازل، فهذه المبادرات تصبح مضيعة للوقت.

وقال: "كلنا مستعدون للتنازل من أجل لبنان، ولكننا لن نصنع أي تنازل لغيره، وهذا ما أكّدنا عليه أمام سفراء الدول الخمس، فنحن نفضّل الفراغ على العدم، لأن فريق الممانعة يريد الرئيس "العدم" بمعنى أن يقضي على ما تبقى من لبنان المتنوّع والرافض لكل أنواع الفرض، وهذا لن يحصل".

ودعا الصايغ للذهاب الى مجلس النواب وقال: "نحن حاضرون للكثير من التنازلات، لكن لن نتنازل لغير لبنان وليس لأي فريق يعمل لغير لبنان، مشددًا على أننا لم نطلب في أي مرة شيئًا لنا لا كحزب ولا كمعارضة"، وتابع: "لا نريد مغانم ولا حصصًا ولا نريد جزءًا من السلطة بل نريد كل السلطة لكن للبنان، وكل السلطة لكن للشعب اللبناني، لذلك فإن العقلية التي طُبقت في الأعوام 2014 و2015 و2016 والتي أتت بما أتت به الى لبنان، والعقلية التي مورست في السلطة وأتت بعد ثورة 17 تشرين لا يمكن بناء المستقبل عليها ولا بد من تغييرها، لافتًا إلى أن ما يطمئن أن هناك الكثير من المشتركات الصلبة بين أطراف المعارضة وهناك فضل كبير لحزب الكتائب في هذا الموضوع، لأنه استطاع بناء جسور مهمة مع الجميع لا سيما مع القوى القديمة منها والجديدة".

وحول وثيقة بكركي قال: "يجب أن تذكّر بالجوهر، وهو ما ننادي به دائمًا ويعبّر عن الوجدان اللبناني الذي أصبح قيمًا مشتركة آمن بها البطريرك الحويّك للوصول إلى دولة لبنان الكبير ولا زلنا نؤمن بها، فإن أردتم الشراكة، فلدينا الدستور والميثاق والوثيقة ولدينا الميثاق الاجتماعي الذي وضعناه عندما كنت وزيرًا للشؤون الاجتماعية  حيث اتفقنا على المشتركات القيميّة في لبنان، مؤكدًا أننا لا نبني وطنًا من جديد لكن اللقاء بالوجدان والجوهر".

وشرح الدكتور الصايغ: "المسيحيون في لبنان ربما 10 مذاهب أو أكثر، مشيرًا إلى أن السرياني يصلي بطريقة والماروني بطريقة والكاثوليكي والأرثوذكسي والأرمن الكاثوليكي والأرمن الأرثوذكسي كلهم يصلون بطريقة، انما الكلام الجوهري لا يتغيّر والأبانا لا تتغير، وهذا الأساس والجوهر والباقي يتعلق بطرق التطبيق لتحقيق الجوهر، متسائلاً : لماذا لا نبدأ بالسياسة هكذا؟"

وقال: "تعالوا لنتفق على الجوهر، وهذا ما نحاول القيام به في بكركي فنتفق على الأبانا والكلام الجوهري وبعدها ليقدس كل واحد منا على طريقته، وهذا ما حاولنا القيام به في ذكرى 13 نيسان وسمّيناه يوم الشهيد في متحف الاستقلال ودعوت كل نواب كسروان على اختلاف أحزابهم لنصلي معًا ونضع إكليلًا مشتركًا على لوحة الشهداء ونستمع لكلام وجداني عميق في هذه المناسبة. وأدعو كل اللبنانيين للانحناء لجميع الشهداء واحترامهم فهذا يخلق قيمًا مشتركة، ولكن فلنبدأ بالمنزل من الداخل، لأن هذا الكلام يؤسّس لثبات في السياسة ولإحترام كل الشركاء في الوطن ويسمح بمعرفة حدود المناورة والهوامش الموجودة".

وأوضح الصايغ أن ما حصل لدى المسيحيين أنهم خلطوا بين اللبّ والقشور، بحيث صار الواحد ومن أجل السلطة يضحي بالمقدس ويعطي كل شيء، فقد استباحوا كل شيء، حتى شهدائنا كانوا يعتبرون أنهم ماتوا في البارات والأزقة، بينما اليوم جميعنا موجودون لنكرّم الشهيد ونعيد اعتباره وهذه نقلة نوعية، من هنا أتمنى أن نبني عليها سياسة متقدّمة تعطينا سياسات عامة تليق باللبناني وبتضحياته وأتحدث عن اللبناني لأننا نحمي المسيحي في لبنان ونتحدّث عن لبنان لنحمي المسيحي ونتحدث عن الحرية لنحمي المسيحي في لبنان نتحدث بالقيم وبالجيش والحدود أي 10452 كلم مربع التي نادى بها بشير ليس لأنه أراد أن يصبح رئيسًا أو للحصول على السلطة بل لأنه عرف أننا نحمي الجوهر بالمشتركات، وهذا ما علينا إعادة ترميمه".

وعن الرد الإيراني على إسرائيل والدمار الشامل لعدد من البلدات في الجنوب قال: "في علم الاستراتيجية والسياسة الدروس ضخمة، مشيرًا     إلى ان في الاستراتيجية النووية هناك ما يسمّى Mutual assured

 destruction أي إذا حصل خطأ بموضوع الردع فكل فريق قادر على أي تدمير الآخر بطريقة مؤكدة، لكنها طُبقت من جانب واحد، إذ ضُرب الردع الإسرائيلي في 7 تشرين حيث دمّرت إسرائيل غزة ولم يكن هناك طاقة عند محور الممانعة بالرد وتدمير إسرائيل بنفس الشكل، فقد سقط الردع والأمر نفسه حصل في الجنوب، سائلًا: "ألم يتوعدنا البعض بأنه إذا تم الإقدام على عملية برية على غزة فسيتم اقتحام الجليل الأعلى وتحرير القدس؟" وأضاف: "نطلق صواريخ لإسناد غزة وإلهاء العدو في وقت أن العدو ثبّت مفهوم الردع من قبله، فمن هو في غرفة العمليات ويخطط يعرف ان الاسرائيلي لا يصيب أهدافًا مركزة بل ضربًا ممنهجًا لإلغاء أي احتمال فيما بعد لقيام بنى تحتية تشكل خطرًا عليه".

وتابع: "بالنسبة لإيران الإسرائيلي وضع السقف، فإيران عبر أذرعها تواجه إسرائيل التي هدّدت أنها لن تواجه عبر الأذرع، فضربت أرض إيران أي القنصلية الإيرانية في دمشق وردت إيران على أرض إسرائيل بالمباشر".

وعن اعتبارها حربًا وهمية جزم الصايغ بالنفي وقال: "هناك نقاش بين الأميركيين والإيرانيين لضبط الصراع، فالإسرائيلي يواجه هذا الموضوع باللاواقعية السياسية، حيث قال له الأميركيون لا يمكنك الدخول إلى غزة ودخل إليها، وقالوا له لا يمكنك ان تسيطر بالحديد والنار على الأرض وفعل ذلك، قالوا له لا يمكنك إلغاء حماس عسكريًا فألغى حوالى 80% من قوتها العسكرية، قالوا له لا يمكنك افتعال حرب طويلة وعندك حدود تنتهي بكانون الثاني فدخلنا بالشهر الخامس، هو لا يتعامل بالواقعية السياسية ليس عن غباء فالقضية توراتية وهذا مقدّس، فهذه أرض الميعاد وانت لا تضربها بصاروخ وتقيم ميزانًا عسكريًا فقط على الأرض، أنت تضرب التوراة وجوهر بقائه ويواجهك باللاعقل العادي، تعمل بعقل توراتي فلا يمكنه الذهاب بأقل من التدمير الكامل للجيوش التي تواجهه، فقد واجه الدولة الإسلامية القائمة على مبدأ الثورة الإسلامية والمقدس، فصرنا أمام مقدس يواجه مقدسًا، من هنا قلت حينها إن هناك حتمية رد إيراني لأننا لا نتحدث بميزان قوى بعقل بل بموازين قوى تستمدّ من القرآن الكريم شرعيتها، وقلت إن إسرائيل سترد لتظهر ان مقدسها أقوى من مقدس إيران، لكن الردع ولاسيما النووي قائم على مبدأ آخر وهو ليس مقدسًا لاهوتيًا بل أرضي، فأنا لدي القدرة على إبادتك بالنووي أي القوة المطلقة أي كأنها قوة ربانية وعليك احترامي".

 من هنا بالرغم من المسعى الإيراني لضبط الأمور بكلامهم مع الأميركيين إلا أن الإسرائيلي لم يدخل بالصفقة بين الإيرانيين والأميركيين ولا بالمسرحية ولا يمكنه الدخول فيها، فالأميركي يضغط على الإسرائيلي والغرب ضغط عليه ليوقف عملية أكبر من التي حصلت منذ أيام، من هنا برأيي ما من مسرحيات بل نزاع مفتوح ولن ينتهي إلا بتسوية كبيرة".

وعن الرسالة من إقفال الأجواء اللبنانية في مطار رفيق الحريري الدولي قال: "السلطات أقفلته بسبب وجود الصواريخ والمسيّرات في الجو وهذا قرار حكيم، مشيرًا إلى أن القصة الكبيرة أن هناك شعبًا زائدًا هو شعب أصيل ويمثل 8 مليون نسمة من دون الانتشار الفلسطيني أي حوالى الـ10 مليون فلسطيني، فأين نذهب بهم؟"

وختم: "هذه المسألة الشرقية الجديدة وهي ليست أمن إسرائيل بل أين نذهب بالشعب الفلسطيني"؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o