Aug 09, 2018 6:40 AM
صحف

الرئيسان محشوران ولا يبادران

برز في الساعات الماضية حراك متجدد بدأه الرئيس المكلّف سعد الحريري، ونُقل عن مصادر مواكبة لملف التأليف قولها "ان هذا الحراك لم تفصح عن ماهيته، وفي اي اتجاه سيدور، وهو على رغم كونه حراكاً خجولاً حتى الآن، فإنه قد يمهد للقاء قريب بين الحريري وبين رئيس الجمهورية، خصوصاً ان الرئيس المكلف، وكما تكشف المصادر، اوفد في الساعات الاخيرة الوزير غطاس الخوري الى قصر بعبدا، من دون ان ترشح اي معطيات حول نقاط البحث التي تمّ بحثها في القصر الجمهوري. وتبعاً لذلك، لم تستبعد المصادر قيام الحريري بجولة جديدة من الاتصالات مع "القوات اللبنانية" والحزب "التقدمي الاشتراكي".

في وقت لم تنقطع فيه اتصالات الحريري ببري في شكل شبه مستمر، إن هاتفياً او عبر الوزير علي حسن خليل.

وقالت مصادر وزارية معنية بالتأليف "ان المسؤولية يتقاسمها الشريكان في التأليف، أي رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، فكلاهما يقاربان هذا الملف، كل من زاويته، ولا يبادران في اتجاه اي حلحلة، وكلاهما يرمي المسؤولية على الآخر. وفي النهاية كلاهما محشوران فلا رئيس الجمهورية يستطيع ان يحتمل ان يبقى عهده مشلولاً حكومياً، وتبعاً لذلك لا يستطيع ان ينأى بنفسه عن واجب القيام بمبادرة تنتشل الحكومة من حقل التعقيدات العالقة فيه، ولا الرئيس المكلّف يستطيع ان يبقى مُستنكفاً عن التحرّك الفاعل الجدّي والمجدي والمبادرة الى طرح افكار وحلول ومخارج تكسر حلقة التعطيل، وتدفع في اتجاه التأليف.

الا ان هذه الصورة لا يبدو انها ستنقشع، بالنظر الى التباين الذي تبدّى في الآونة الاخيرة، فمصادر بارزة في "تيار المستقبل" اكدت "ان الرئيس المكلف لا يعتبر الكرة في ملعبه، فهو ماض في العمل من اجل توليد حكومته، ضمن سقف صلاحياته الدستورية، وسبق له ان اعدّ صيغاً عديدة لحكومته، تراعي الشراكة والوحدة الوطنية والتوازن، لكنها لم تلق التجاوب المطلوب معها.

اما في المقابل، فأشار مطلعون على اجواء بعبدا، الى ان رئيس الجمهورية ما زال ينتظر ان يبادر الرئيس المكلف، وفق المسلمات التي طرحها عون، الى تأليف حكومة وحدة وطنية تقوم على احترام نتائج الانتخابات ولا احتكار للتمثيل الطائفي من قبل اي طرف، والا يأخذ اي طرف زيادة عن حجمه.

"النهار": وفي السياق، كتبت "النهار": باتت الاوساط المعنية بمراقبة وتيرة الدوامة التعطيلية تتعامل مع دفاتر الشروط التي تطرح تباعاً وراء الكواليس لاحداث توزيع للقوى داخل الحكومة العتيدة يحفظ التفوق وليس فقط الثلث المعطل لفريقي رئيس الجمهورية وتياره والقوى الحليفة الاخرى لهما كأنها نذير تصعيد منهجي متدرج لا يبدو انه سينتهي في وقت قريب ولو نجح الرئيس الحريري حتى الآن في تعطيل انفجار سياسي يراد منه ان يحرج الرئيس المكلف ليخرجه، وكان كلامه واضحاً قبل يومين انه يسعى الى البقاء على اتصال وعلاقات دائمة مع القوى الاساسية التي ستضمها الحكومة. وتدرج الاوساط هذا الموقف في اطار ادراك الرئيس المكلف جدية ما يضمر له بعض الافرقاء السياسيين، فيما يصرّ على احباط محاولات التلاعب بالطائف التي برزت أخيراً على السنة شخصيات سياسية معروفة الاتجاهات والارتباطات الخارجية.

لكن الاوساط المتابعة لازمة التشكيل بدت متشائمة بالمدة التي ستسهلكها الازمة قبل التوصل الى حلها. واعربت عبر "النهار" عن خشية كبيرة ان تتسبب الازمة ان طالت باستدراج العوامل الاقليمية اكثر فاكثر من باب الربط القسري للواقع اللبناني باوضاع اقليمية متفجرة. ولاحظت ان البُعد الخارجي لازمة التشكيل بدأ يعكس ازدواجية تأثر لبنان بالواقع الخارجي الاقليمي. فثمة جانب حديث من تأثيرات الازمة السورية التي بات معها رئيس النظام حريصاً على اعادة مد اصابعه الى الساحة اللبنانية.

وثمة جانب آخر يتصل بالتساؤلات عما اذا كانت المواجهة الاميركية الايرانية ستتنفس على الساحة اللبنانية كموقع محتمل للرد الايراني على العقوبات التي أعادت واشنطن فرضها على طهران.

"المستقبل": من جهتها، اشارت مصادر متابعة للمشاورات الحكومية لـ"المستقبل" الى "ان الساعات المقبلة ستشهد حركة اتصالات هادفة إلى إيجاد المخارج اللازمة للموضوع الحكومي". 
وإذ نفت أن تكون "خطوط الاتصال بين بعبدا وبيت الوسط مقطوعة"، أردفت المصادر رداً على سؤال بالقول: "التسوية مستمرة، وما تردد عن أنّ "شهر العسل" بين الرئاستين الأولى والثالثة قد انتهى هو كلام غير صحيح". 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o